عقد المجلس التركماني السوري لقاء شعبيا اليوم الأحد في مدينة إسطنبول، استمع فيها إلى مطالب التركمان السوريين. وقال عبد الرحمن مصطفى رئيس المجلس، خلال اللقاء الذي حضره مراسل الأناضول، إن "التركمان يشكلون العنصر الأصيل الثاني في المجتمع السوري"، مشددا على أن التمثيل الحالي للتركمان في الائتلاف الوطني المعارض غير كاف، ومستعرضا فعاليات المجلس خلال الفترة الماضية. وأكد على "الأهداف التي وضعها المجلس وتطبيقها في المستقبل، ومنها تقديم مزيد من الدعم للتركمان في الداخل، وتلبية مطالب اللاجئين منهم في مخيمات اللجوء في تركيا، وعلى حرص التركمان على وحدة تراب سوريا، والعمل من أجل ذلك، في وقت شدد فيه على ضرورة تقديم تركيا مزيد من الدعم للتركمان". وعقب كلمة رئيس المجلس استمع أعضاء الهيئة التنفيذية إلى مطالب الحاضرين الذين بلغ عددهم نحو مئة شخص، وأجابوا على التساؤلات التي قدمها الحاضرون. وشدد مصطفى بوز أوغلان رئيس جمعية تركمان باير بوجاق، على "ضرورة اللحمة الوطنية أكثر بين تركمان سوريا"، مؤكدا على ضرورة "بذل المجلس مزيدا من الجهود للتواصل مع مختلف الجمعيات التركمانية المختلفة". وأشار إلى أنه "يجب على المجلس أن يقف بمسافة متساوية مع جميع الأطراف التركمانية لأنه يشكل سقفا لجميع التركمان، وفهمهم ومعرفتهم أكثر، وعدم إظهار معطيات للتصادم بين مكونات المجلس". من ناحيته أشاد أورهان بلال، أحد المشاركين في اللقاء، "بالمجلس لأنه بات يشكل بوابة للتركمان من أجل التواصل مع مختلف المؤسسات"، لافتا إلى ضرورة التوحد بين مختلف الكتل، ورعاية هذه المؤسسة من أجل يتقدم أكثر. وفي تصريحات خاصة للاناضول حول الاجتماع، أفاد ريس المجلس بان "المجلس التركماني دأب على عقد هكذا لقاءات شعبية مع التركمان في مختلف المناطق التركية، ليكون هذا الاجتماع في اسطنبول هذه المرة، وهي فرصة للاستماع لمشاكلهم وحاجاتهم لحلها". وأوضح أنه "جرى التوافق مبدئيا مع الائتلاف السوري المعارض لرفع عدد ممثلي التركمان، لأنه لا يمثل النسبة الكافية للمكون في سوريا، وتم الاتفاق لرفع عدد الممثلين الى 12 عضوا بانضمام 10 أعضاء، واعتبار التركمان المكون الأصيل الثاني في سوريا، بانتظار تصويت الهيئة العامة للائتلاف في الاجتماعات المقبلة". ولفت الى أن "وضع التركمان في سوريا غير جيد بعد أن مورس التطهير بحقهم في حمص، والاضطهاد في مناطق داعش بحلب، فيما لا يزال تركمان بايربوجاق يقاومون، ويتعرض التركمان في مناطق النظام للاضطهاد بسبب اتهامهم بالعمالة لتركيا التي تدعم الثورة". كذلك شدد على "الدور التركي في دعم التركمان مطالبا بالمزيد من الدعم، وتعامل الشعب التركي بترحاب مع التركمان، وعليهم أن يتعاملو معه وهم من ينظرون للبلاد بنظرة الوطن الام، فلا يرغبون باعتبار أنهم لاجؤون في تركيا". وتقدر أعداد التركمان في سوريا بنحو 3 ملايين، بحسب أحزاب سياسية تركمانية، ينتشرون في أغلب المحافظات السورية، فيما تعد منطقة باير بوجاق، من أوائل مناطق التركمان التي ثارت بوجه النظام، وخضعت لسيطرة المعارضة، منذ صيف 2012. ومنذ منتصف مارس (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين القوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.