توقع أسامة النجيفي (سُني) نائب الرئيس العراقي، اليوم الخميس، موجة نزوح جديدة تشهدها البلاد مع انطلاق معركة تحرير مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال) التي تخضع تحت سيطرة مسلحي تنظيم "داعش" منذ نحو 10 أشهر. وقال النجيفي في بيان تلقت وكالة الأناضول، نسخة منه، على هامش لقائه توماس لوثر فايس ئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة، إن "قضية النازحين لم تنته بعد ومن المحتمل أن نشهد موجات نزوح كبيرة ترافق معركة تحرير الموصل لذلك يكون التحسب للحالة والاستعداد لها". ولفت النجيفي إلى أن "الحكومة وحدها غير قادرة على مواجهة ملايين الحالات في أوقات متقاربة، وهنا تكمن أهمية عمل المنظمة وأهمية دعم المجتمع الدولي". وأشار النجيفي إلى أهمية "الاهتمام بالنازحين والمهجرين كقضية مركزية، وهناك استعداد لعقد مؤتمر دولي لتوفير الأرضية المناسبة لعودتهم من خلال إعادة إعمار المناطق التي تحررت من داعش وشهدت تهديم البنية التحية اللازمة في الحياة اليومية للمواطنين". ولم يعلن بعد عن موعد محدد لبدء العملية العسكرية لتحرير الموصل، غير أنه أعلن من قبل عن استعدادات لذلك. وأمس الأربعاء، أعلنت حكومة الانبار المحلية، غربي العراق، انطلاق العمليات العسكرية لتحرير وتطهير المحافظة من تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بعد أيام من إعلان الحكومة العراقية تحرير مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين (شمال)، من يد "داعش". وأعلنت اللجنة الحكومية العراقية العليا لإيواء النازحين، الأحد الماضي، ارتفاع أعداد النازحين المسجلين رسميا في قاعدة البيانات إلى 2.7 مليون نازح من المحافظات الأربع ديالى (شرق)، والانبار(غرب) وصلاح الدين ونينوى (شمال) بزيادة نحو 100 ألف نازح عن احصائية سابقة اعلنت في شباط/فبراير الماضي. بدورها، قالت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الانسان في العراق (منظمة متربطة بالبرلمان وتتولى مهمة الدفاع عن حقوق المدنيين)، اليوم الخميس، إن اعداد النازحين سترتفع خلال الفترة القادمة بسبب عمليات النزوح التي ستشهدها الانبار(غرب) ونينوى (شمال). وقالت بشرى العبيدي عضو المفوضية لوكالة الأناضول، إن "الحكومة مطالبة بوضع خطط سريعة لاحتواء الاعداد التي من المتوقع أن تنزح من محافظتي الأنبار ونينوى مع بدء عمليات تحرير المحافظتين". وأضاف أن "الثقل الأكبر سيكون في مدينة الموصل التي تضم مئات الآلاف من المدنيين والذي يتوجب على الأجهزة الامنية بفتح منافذ لخروج العوائل قبل انطلاق العملية العسكرية"، مشيرا الى ان "تنظيم داعش بدأ بزيادة عملياته التخريبية في الموصل مع اقتراب موعد المعركة العسكرية". وشهدت الأوضاع الأمنية في أغلب مناطق شمالي وغربي العراق تدهورا سريعا منذ العاشر من شهر يونيو/ حزيران الماضي، حيث سيطر تنظيم داعش على مناطق شاسعة، وترافق ذلك مع موجات من النزوح الجماعي خاصة للأقليات القاطنة في محافظة نينوى (شمال) ذات التنوع القومي والديني شمالي البلاد، توجه أغلبهم إلى محافظات إقليم شمال العراق. وتشارك منظمات دولية مثل الصليب الاحمر الدولي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الى جانب منظمات محلية عراقية كالهلال الاحمر العراقي ووزارة الهجرة والمهجرين في اغاثة النازحين وتقديم المساعدات العاجلة لهم. ويقول العراق ان حجم المساعدات الاغاثية التي قدمتها الاممالمتحدة عبر منظماتها الى النازحين العراقيين لاترتقي الى حجم المشكلة. ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، غارات جوية على مواقع ل "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.