الحركة: لدينا قائمة بأسماء أبناء وبنات قيادات الجماعة وأرقام هواتفهم ومحال إقامتهم "مش أحسن ما نبقى زى سوريا والعراق"، عبارة يرددها كثيرون على سبيل السخرية من احتمالية نشوب حرب أهلية في مصر، لكن ظهور حركات تتبنى العنف المسلح مثل "أنصار بيت المقدس" التي تحولت إلى "ولاية سيناء" بعد مبايعتها لتنظيم "داعش"، وجماعة "أجناد مصر"، و"العقاب الثوري"، وأخيرًا حركة تدعى "حركة مقاومة الإخوان الشعبية حماش" والتي قالت إنها تهدف إلى مواجهة معارضي النظام الحالي لاسيما جماعة "الإخوان المسلمين" بالقوة، المخاوف من تنامي ظاهرة العنف، ومن إمكانية أن تؤدي مثل هذه الحركات إلى حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله. وأعلن مجموعة من الشباب المصري، إنشاء كيان أطلقوا عليه "حركة مقاومة الإخوان الشعبية حماش"، وانطلاق نشاطه في عدة محافظات لمواجهة ما وصفوه ب"إرهاب تنظيم الإخوان وفروعه المتمثلة في جماعة أنصار بيت المقدس وداعش والسلفية الجهادية والقاعدة". وأضافوا في بيانها الصادر الاثنين الماضي: "نظرا لأننا حركة مقاومة ضد الإرهاب ولأن الإرهاب لا يمكن مقاومته إلا بإرهاب مماثل، فلا يفل الحديد إلا الحديد، لذلك كان الهدف الرئيسي لنا الذي اتفقنا عليه هو الضرب بقوة على يد عناصر الإخوان لمنعهم من القيام بأي عمل إرهابي، ونحن نعطي لها الفرصة لمدة 5أيام لتتراجع عن عملياتها الإرهابية، وإلا سيكون الرد أكبر مما يتوقع أي أحد، خاصة أن أسماء أبناء وبنات قيادات الجماعة معروفة ومتاحة لنا واستطعنا الحصول على أرقام هواتفهم المحمولة، كما أن الشقق التي تقيم فيها أسرهم معروفة لدينا، كما أن لدينا أرقامًا وبيانات أكثر من 100 سيارة تمتلكها أسر الإخوان في عدة محافظات، كل هذا سيكون على مرمى نيران حركة مقاومة الإخوان الشعبية "حماش" إن لم ترتدع الجماعة وتكف عن الإرهاب"، بحسب البيان. وأعادت تلك الحركة إلى الأذهان حركة "البلاك بلوك" التي ظهرت في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي ونشطت في عمليات قطع طرق واحتجاجات أخذت طابع العنف بالشارع المصري. وحذر الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من أن تعيد مثل هذه الحركة فكرة "البلاك بلوك"، فيما وصفه بأنه "أمر مخيف يؤدي لحالة من الفوضى، في ظل دولة تحاول إعادة بناء نفسها". وندد نافعة ب "عدم الشفافية في التعامل بين مؤسسات الدولة والشعب، ما يصعب تكوين صورة واضحة عن حقيقة بعض الأمور وعلى رأسها حركة "حماش"، مناشدًا الحكومة "ضرورة توفير المعلومات الكافية عن مثل هذه الحركات، قائلًا: "للأسف معظم الأحداث تتم في صناديق سوداء لا يصل لحقيقتها أحد"، مطالبًا وسائل الإعلام بأن تتحرى الدقة فيما تنشر من معلومات حتى لا ننجرف وراء شائعات قد تؤدي إلى إحداث الفتنة. واستنكر اللواء جمال أبو ذكري، الخبير الأمني، ظهور مثل تلك الحركات قائلاً: "إن وجودها سيؤدي إلى فوضى داخل البلاد وحروب فصائلية مثل اليمن وهو أمر مرفوض تمامًا". وأضاف أن "مواجهة الإرهاب من اختصاص قوات الشرطة والجيش وغير مسموح لأي فئة أخرى أن تتعامل مع الإرهاب أو تتصدى له"، وأشار إلى أن "مَن يريد المساعدة فعليه أن يقدم معلومات لقوات الأمن ويقتصر دورها عند هذا الحد وغير ذلك يعد أمرًا مرفوضًا تمامًا". وتوعد الخبير الأمني بأن تتصدى قوات الأمن لأصحاب هذه الدعوات باعتبارهم إرهابيين، وسيتم التعامل معهم من ذلك المنطلق، قائلاً: "الأمر في أيد الأمن فقط". وقال اللواء حسام لاشين، الخبير الأمني، مساعد وزير الداخلية السابق: "إننا في دولة ولسنا في غابة"، مضيفًا "الأجهزة الأمنية لن تسمح بتكوين ميليشيات حتى وإن كانت لمواجهة الإرهاب". وحذر من أن "مثل هذه الحركات التي أعلنت أنها ستواجه الإرهاب بالإرهاب ستؤدي إلى حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله وستخلف آلاف الضحايا"، إلا أن "الدولة لن تسمح بأن يأخذ المواطن حقه بيده". وأضاف الخبير الأمني: "الأجهزة الأمنية ستتعامل حاليًا مع تلك الأنباء وتقوم بدراستها وتحليلها للوقوف على حقيقة الأمر ومدى مصداقيته"، مؤكدًا أنها "ستتعامل مع الأمر بمنتهى الجدية من خلال أجهزة المعلومات التي لديها". وإبان حكم الإخوان، ظهرت حركة شبابية أطلقت على نفسها اسم "بلاك بلوك" تتميّز في التظاهرات بلباسها الأسود وأقنعتها بهدف إخفاء الهوية حتى بين أفراد المجموعة نفسها اشتركت في تظاهرات وأعمال شغب وقطع أنفاق المترو والجسور المؤدية إلى الميادان وكانت تدعو لاقتحام المباني الخدمية والإدارية في شتى أنحاء الجمهورية، ومع الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين اختفت هذه الحركة ما فسرها كثيرون بأنها حركة تابعة لجهات سيادية حققت هدفها ثم اختفت بعد ذلك.