تمكنت فرق الإنقاذ المغربية من العثور اليوم السبت على المستكشفين الإسبان الثلاثة المتخصصين في استكشاف المغارات والكهوف، والذين اختفت آثارهم منذ الثلاثاء الماضي بضواحي مدينة ورزازات المغربية (جنوب). وأفادت وكالة الأنباء الرسمية المغربية، بأن فرق الإنقاذ استطاعت تحديد مكان المفقودين الثلاثة بأسفل منحدر جبلي بمنطقة "تارمست" التابعة لقرية "إمينولاون" بضواحي مدينة ورزازات. وقال مصدر محلي بورزازات، طلب عدم ذكر اسمه، إن "طائرتين عموديتين (هلكوبتر) تحلق حاليا (12:30 ت.غ) فوق الفج الذي سقط به الإسبان الثلاثة، والذي يقدر عمقه بحوالي 400 متر"، مضيفا أن الثلوج لم تذب بعد بالمنطقة، مما يجعل مهمة الإنقاذ أكثر صعوبة. وتابع أن الدرك الملكي (قوات شبه عسكرية تقوم بأدوار الشرطة بالأرياف) يشاهدون اثنان من الاسبان يحركان أيديهما. بدوره، قال إبراهيم زهير، نائب رئيس جماعة إمي نولاون القروية ورئيس "النسيج الجمعوي" بالمنطقة (غير حكومية) للأناضول، "إنه ما تزال عناصر من فرق الانقاد (الوقاية المدنية والدرك الملكي) حتى اللحظة (12:30 ت.غ) تواصل سيرها راجلة نحو المنطقة وسط صعوبة المسالك والثلوج، بتنسيق تام مع قائدي المروحتيين الدركيتين المستعملتين في العملية. كما يجري التنسيق الميداني، بحسب زهير، بين مصالح الوقاية المدنية (فرق الإنقاذ) التي استقدمت من أغادير (جنوب غرب) وبني ملال (وسط شرق)، إلى جانب آليات الدرك الملكي اللوجيستيكية والبشرية، وأعوان السلطات المحلية على مستوى المداشر (القرى الصغيرة). وروى إسماعيل آيت حماد (أحد سكان المنطقة) لمراسل الأناضول، أن الإسبان الثلاثة ضلوا الطريق، بعد أن عثر على ناقلتهم ذات الدفع الرباعي في الخلاء، وبعد أن قضوا ليلة الأربعاء والخميس في ضيافة إحدى الأسر المغربية بدوار "تاسكيوالت" (جنوب شرق)، حينها قاموا حوالي الساعة الرابعة صباحا للقاء أصدقائهم الآخرين في قرية "آيت بوكماز" (الواقعة بين أزيلالوورزازات)، ليضلوا الطريق ثانية في ممر جبلي يمر منه الرعاة فقط". ورجح آيت حماد أن الإسبان الثلاثة فقدوا "إثر إصابتهم بالارهاق، وبسبب غياب تغطية المنطقة بشبكة الهاتف". وعزا اختيار المستكشفين لهذه المناطق الواقعة حول قمم جبال الأطلس الكبير (يفوق ارتفاع قممها 3500 متر) إلى أنها تستهوي المستكشفين للبحث عن مواقع تاريخية أو استكشاف مغارات وكهوف أو القيام بأبحاث أركيولوجية (دراسة آثار المجتمعات) حول الحضارات القديمة. ومضى قائلا "هناك سياح يستهويهم نمط عيش السكان التقليدي في هذه المناطق الصعبة الولوج، والتي يتحدث سكانها اللغة الأمازيغية". ويجري التنسيق بين مصالح القنصيلة الاسبانية بالدار البيضاء (شمال) ومصالح الدرك المغربي لورزازات منذ أمس للبحث عن المفقودين الثلاثة وإنقاذهم. وأجرت قوات الدرك الملكي المغربي منذ الأربعاء الماضي عمليات تمشيط واسعة بسلسلة جبال الأطلس الكبير، جنوب شرقي البلاد، للبحث عن المستكشفين الذين فقدوا بين مناطق ورزازات وتينغير والحوز. وكان الإسبان الثلاثة ضمن مجموعة تضم 9 مستكشفين، سافروا لقضاء عطلاتهم في المغرب، وكانوا متواجدين الأحد في مدينة تينغير. وفي اليوم التالي، انفصل الإسبان الثلاثة عن المجموعة واتفقوا على الالتقاء مجددا الثلاثاء على الأكثر، ولكن دون أن يعرف عنهم شيء، ما دفع قائد المجموعة لإخطار السلطات المحلية والقنصلية في المغرب. والمختفون الثلاثة هم شرطيان وشاب سافروا إلى المغرب مع مجموعة قادمة من إشبيلية. ومن جانبها، قالت مصادر دبلوماسية إسبانية إن قوات من الحرس الملكي المغربي متواجدة في الوقت الحالي (عصر اليوم) بجانب الإسبان الثلاثة، بحسب وكالة الأنباء الإسبانية. وكانت السفارة الإسبانية في المغرب قد أرسلت موظفا من القسم الأمني إلى المنطقة التي فقد فيها المستكشفون الثلاثة من أجل متابعة مجريات البحث عن قرب وللمساعدة على الترجمة. ويستعين هؤلاء المستكشفون في تنقلاتهم بسيارات ذات دفع رباعي، وفي أحايين أخرى يستأجرون البغال رفقة مرشدين سياحيين محليين في تنقلاتهم، بحسب أيت أحمد. وكان حادث مماثل قد وقع في صحراء محاميد الغزلان أغسطس الماضي، بين إقليمي زاكورة وطاطا، في أقصى الجنوب الشرقي للبلاد، حيث ضل سائح بلجيكي طريقه في الرمال لمدة ثلاثة أيام، عثر عليه في نهاية المطاف بالاستعانة بمرشدين سياحيين محليين على دراية بالمنطقة وطبيعتها.