بلغ عدد قتلى أعمال العنف والإرهاب بالعراق في شهر مارس/آذار المنصرم، حوالي 1234 قتيلا، حسب الأممالمتحدة ووزارة الصحة، ما يسجل ارتفاعا عن حصيلة شهر فبراير/شباط الماضي، وثاني أكبر حصيلة منذ بداية 2015. وفي تقرير حصلت "الأناضول" على نسخة منه، قالت بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، اليوم الأربعاء، إن "عدد القتلى المدنيين بلغ 729 شخصاً من بينهم 42 قتيلاً من منتسبي قوات الشرطة المدنية، فيما بلغ عدد الجرحى المدنيين 1,785 شخصاً من بينهم 98 منتسباً من قوات الشرطة المدنية". وأشارت إلى "مقتل 268 عنصراً من منتسبي قوات الأمن العراقية بمن فيهم قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) وقوات المهام الخاصة والميليشيات التي تقاتل مع الجيش العراقي، فيما أصيب 387 منتسباً أخرين بجروح". وأوضحت بعثة الأممالمتحدة لمساعدة العراق أنه هذه الحصيلة "لا تشمل ضحايا العمليات العسكرية في محافظة الأنبار"، غربي البلاد. ونقل تقرير البعثة عن وزارة الصحة العراقية إن عدد الضحايا المدنيين في الأنبار خلال شهر مارس بلغ مجموعهم 939 مدنياً، بينهم 237 قتيلاً و702 جريحاً. وحسب التقرير، كانت محافظة بغداد الأكثر تضرراً، إذ بلغ مجموع الضحايا المدنيين 1,290 شخصاً (362 قتيلاً و928 جريحاً). وبلغ عدد الضحايا في محافظة ديالى 51 قتيلاً و75 جريحاً، وتلتها محافظة صلاح الدين حيث سقط فيها 34 قتيلاً و48 جريحاً ثم نينوى حيث لقي 20 شخصاً مصرعهم وجرح 15 آخرون. وعبر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، السيد يان كوبيش، عن صدمته من عدد قتلى الشهر المنصرم قائلا إن "العراقيين لايزالون يخسرون أعداداً كبيرةً من الضحايا بسبب موجات العنف المتتالية، والتي تُهدد بمزيد من المعاناة والبؤس"، مضيفا أن "الأممالمتحدة تدعو الحكومة العراقية للقيام بكل ما في وسعها لضمان حماية سلامة وأمن المدنيين وفقاً للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني". يذكر أن عدد قتلى العراق في فبراير/شباط الماضي بلغ 1103 قتيلا، فيما بلغ عدد قتلى شهر يناير/كانون ثاني 1375 قتيلا، وفق حصيلتين أمميتين يشملا كافة أنحاء العراق. ويشهد العراق منذ اجتياحه على أيدي القوات الأمريكية، عام 2003 أعمال عنف متواصلة حتى اليوم قتل فيها عشرات الآلاف. وتفاقمت التوترات الأمنية وأعمال العنف بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة شمال وغرب البلاد في صيف العام الماضي. ولجأ العراقيون إلى اقتناء المزيد من الأسلحة بعد انهيار جيش بلادهم أمام زحف "داعش" وتسجيل حوادث عنف طائفية مع عودة الميليشيات إلى الظهور مجددا.