قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إن "حكومة بلاده تختلف مع إيران بشأن الدعم الذي يقدمه التحالف الدولي للقوات العراقية في قتال تنظيم داعش"، لافتًا إلى أن حكومته "لا تخفي أسرارًا سياسية تتعلق بعلاقاتها مع دول الجوار والمنطقة والعالم". وفي كلمة له في مؤتمر السفراء العراقيين الرابع ببغداد، اليوم الثلاثاء، قال العبادي إن "هناك مئات المستشارين الأمريكيين يقدمون الاستشارات العسكرية للحكومة العراقية، وهناك مستشارون إيرانيون أيضا، فهم لديهم خبرة قتالية". وأضاف: "نحن نختلف مع إيران في وجهات النظر، فإيران لديها موقف رافض للتحالف الدولي، ونحن نتعامل مع التحالف الدولي الذي يقدم مساعدته للعراق". ومضى قائلا: "من يقدم مساعدات للعراق نقبلها من أجل مصلحة شعبنا، والسيادة العراقية محترمة ومصانة، إذ لا توجد أية قوات برية على الأرض العراقية". وتابع: "إننا في الجانب السياسي لا يوجد لدينا شيء سري أو نخفيه، فنحن واضحون ونتعامل بالعلن مع أبناء شعبنا". العبادي قال إن "هناك حملة كبيرة ضدنا والبعض يريد استقطابنا لمحور معين (لم يحدده)، ولكن العراقيين لا يُستقطبون وإنما هم من يقومون باستقطاب الآخرين من أجل مصلحة أبنائنا". من جهته، قال فؤاد معصوم، الرئيس العراقي، إن "تداعيات الوضع في اليمن والتدخل العسكري سيؤدي إلى المزيد من تعقيدات المشكلة"، مؤكدا أن العراق ليس مع طرف ضد آخر في اليمن. وأضاف معصوم، خلال المؤتمر: "نناشد جميع الأطراف المعنية في الأزمة اليمنية اللجوء إلى الحل السلمي الذي يحفظ سيادة اليمن ويجنب شعبه ويلات الحرب والنزعات المسلحة". وفيما يتعلق بسوريا، دعا الرئيس العراقي الجميع إلى "حل سياسي يوقف الحرب الأهلية ويحقق خيار الشعب السوري الطامح إلى السلم والديمقراطية والتقدم". وأشار إلى أن "العراق يعاني من مشكلة مليوني نازح، ومن هذا الواقع تنشأ الحاجة إلى عقد مؤتمر عالمي في العراق بمشاركة الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول المانحة والصين وروسيا وهدفه حل أزمة النازحين في العراق". من جهته، حثّ سليم الجبوري، رئيس البرلمان العراقي، سفراء بلاده إلى التعامل مع الجالية العراقية وفق الدستور العراقي الذي ضمن الحقوق للجميع بما في ذلك للعراقيين الذين يختلفون مع الحكومة في توجهاتهم. وقال الجبوري، خلال المؤتمر، إن "أولى مهمات السفارات العراقية في الخارج هي تقديم الخدمات للجالية العراقية حتى أولئك الذين يعارضون توجهات الحكومة فهم لهم الحقوق المدنية الكاملة وفقا للدستور العراقي"، مشيرًا إلى أن "السفارات العراقية يجب أن تتمتع بقدر من الاستقلالية والمهنية ما يجعلها قادرة على خدمية جميع العراقيين". وأكد الجبوري على أن "يتولى السفراء العراقيون في الخارج العمل على إعادة الكفاءات العراقية المهاجرة بالتنسيق مع الحكومة العراقية والعمل على الاستفادة من خبراتهم إضافة إلى مهمة جلب الشركات الاستثمارية العالمية من خلال الترويج لعوامل الجذب الاستثماري والعمل على توأمة الجامعات العراقية". ويسعى العراق إلى تأسيس صندوق دولي لإعادة إعمار المناطق التي دمرتها المعارك في ديالى (شرق) وصلاح الدين ونينوى وكركوك (شمال) والأنبار (غرب) والتي تتجاوز إمكانيات الدولة العراقية.