أعطت مشاركة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر في القمة العربية المقررة بشرم الشيخ مطلع الأسبوع القادم، قوة دفع للمحاولات التي تقودها السعودية لتذليل الخلافات بين قطر ومصر. فيما رأى محللون أن تقارب العلاقات بين مصر وقطر يأتي في ظل الأهداف المشتركة وتحقيق مصلحة البلدين في وقف التمدد الشيعي في المنطقة العربية، مشددين على أن هناك عده عوامل لابد من تحقيقها حتى تكون هناك مصالحة حقيقة. وشاركت قطر في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم، بوفد يترأسه خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية، ويتوقع مشاركة الأمير، الشيخ تميم بن حمد آل ثان، في قمة المقررة يومي السبت والأحد المقبلين. وقال مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوي إن مصر تبحث طلبا سعوديا قدم منذ أيام لعقد قمة مصغرة مع الجانب القطري، وبحث التهدئة بينهما، علي هامش القمة العربية المقرر عقدها يومي السبت والأحد المقبلين. ونقلت وكالة الأناضول" عن المصدر، الذي قالت إنه فضل عدم ذكر اسمه، أن "اتصالات دبلوماسية مكثفة حدثت خلال الأيام الماضية بين السعودية ومصر وقطر، لحث الجانبين على الموافقة على انعقاد قمة مصغرة". وتابع المصدر ذاته أن "المملكة العربية السعودية تقدمت بطلب لعقد قمة ثلاثية بين كل من مصر والسعودية وقطر، بغرض تهدئة الأزمة بين القاهرةوالدوحة، وذلك على هامش القمة العربية المقرر عقدها بمنتجع شرم الشيخ (شمال شرقي مصر) السبت والأحد المقبلين". وأوضح أن "مصر ستتخذ مواقفها النهائي خلال الساعات المقبلة"، مضيفا: "دولة قطر لم تلتزم بالتعهدات التي تم الاتفاق عليها سابقًا" بعد جهود سابقة للمصالحة. وقال الدكتور يسري العزباوي الخبير السياسي بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، إن "تعاون مصر مع قطر من خلال التحالف العربي لضرب مواقع الحوثيين في اليمن يأتي لوقف التهديد الذي تمثله هذه الجماعة المدعومة من قبل إيران ووقف تهديدها للمملكة السعودية في المقام الأول بشكل فوري". وأوضح أن "وجود مصالحة حقيقة بين مصر وقطر يعد أمر مستبعدًا في الوقت الحالي، نظرًا لاستمرار السياسة الإعلامية للقنوات القطرية والتي تعتمد على التحريض المستمر على النظام المصري". وأشار إلى أن "مشاركة قطر في القمة العربية بمصر هو أمر طبيعي لا سيما في ظل الحديث المستمر من قبل المسئولين القطريين عن ضرورة تحقيق الاستقرار ونبذ العنف حتى وإن كانت توجه بشكل غير مباشر إلى النظام المصري". وقال صبحي عسيلة المحلل السياسي، إن "مشاركة مصر وقطر في ضرب معاقل الحوثيين في اليمن قد يكون بداية لوجود تقارب حقيقي وإنهاء سوء التفاهم بين البلدين رغم أن المشاركة كانت بدافع تحقيق مصالح مشتركه بين البلدين في المقام الأول". وأوضح أنه "على الأرجح ستشهد القمة العربية الحالية انتهاء التوتر بين البلدين بسبب وجود قنوات اتصال فرضت نفسها على البلدين سوف تسهل عودة العلاقات الطبية على الأسس التي وضعها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي تعتمد على التزام قطر بعدم تدخلها في شئون الدول العربية ووقف تمويل الجماعات المختلفة وعلى رأسها الإخوان المسلمين". كان أحمد بن حلي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، قال إن القمة العربية بشرم الشيخ "بمثابة قمة للتضامن العربي ولم الشمل وتنقية الأجواء العربية". وأضاف في ختام أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين، الثلاثاء الماضي، أن "كل الأنظار موجهه إلى شرم الشيخ وإلى القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين كونها قادرة على إزالة هذه الخلافات الهامشية بين الدول، وذلك نظرا للتحديات الخطيرة التي تواجه الوطن العربي". وشهدت العلاقات المصرية القطرية، في 20 ديسمبر الماضي، التطور الأبرز منذ توترها (بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013)، باستقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، في القاهرة، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، المبعوث الخاص لأمير قطر، ورئيس الديوان الملكي السعودي (حينها قبل إعفاءه من منصبه) خالد بن عبد العزيز التويجري، قبل أن يتم بعدها بيومين، غلق قناة "الجزيرة مباشر مصر"، التي كان النظام المصري يعتبرها منصة للهجوم عليه، ومحور خلاف رئيسي بين البلدين. ورغم تغيير قناة "الجزيرة"، الفضائية الرئيسة لشبكة الجزيرة، لسياستها من النظام الحالي بمصر حيث اتخذت مسارا يميل نحو التهدئة، عاودت القناة الهجوم على النظام المصري بعد وفاة العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان يقود الوساطة بين الدوحةوالقاهرة.