كشف القس عبد المسيح بسيط، كاهن كنيسة العذراء بالمطرية، أن عدد الأقباط المسافرين إلى الأراضي المقدسة للحج هذا العام 6400 شخص من جميع الطوائف القبطية، بينهم 200 قبطي أرثوذوكسي والبقية من بروتستانت أو الكاثوليك، مشيرًا إلى أنهم يعتبرون زيارة الأقباط للقدس زيارة روحية ليس لها علاقة بالتطبيع مثلما يفعل الإيرانيون عندما يذهبون للحج في السعودية رغم توتر العلاقات بين إيران والسعودية. وأضاف بسيط في تصريحات ل"المصريون"، أن الأرثوذكس المسافرين إلى الأراضي المقدسة من كبار السن، المسموح لهم بالسفر إلى الخارج من الكنيسة منذ عهد البابا شنودة قبل وفاته، وهم غالبا ما يكون فوق 60 عامًا، مشبهًا ذلك بالإنسان الذي يحتضر ويريد أن يرى أولاده، مشيرًا إلى أن صغار السن في حالة سفرهم سيتم منعهم من ممارسة الشعائر المقدسة في الكنيسة. وأكد رمسيس النجار، المحامي والمتخصص في مجال حرية الأديان، المستشار القانوني للكنيسة الأرثوذكسية، أن القرار الصادر من المجمع المقدس بشأن حظر السفر إلى الأراضي المقدسة قائم ويتم العمل به، ولكن هذا القرار ليس خاصًا بالطقس أو العقيدة وهو الأمر الذي يجوز معه لبعض الأقباط الذين يرغبون في السفر إلى هناك أن يسافروا، مشيرًا إلى أن القرار صدر لأن القدس أو التقديس ليس من المسيحية، قائلا: "يذهبون إلى دير المحرق بصعيد مصر وهذا المكان زاره السيد المسيح وعاش فيه أكثر من 3 سنوات".
وأضاف النجار، أن البابا شنودة عندما أصدر هذا القرار كان يهدف إلى خلق حالة تآلف مع الوطنية المصرية وأيضًا حماية الشعب القبطي من أي تعد عليه خارج البلاد، مؤكدًا أنه لا مجال لعقاب المسافرين إلى الأراضي المقدسة لأن العقوبات الكنسية لا توقع إلا على الهراطقة الذين يبتدعون بدعة مخالفة للمسيحية الأرثوذكسية، أما الذين يخالفون قرارًا إداريًا مثل هذا القرار فتوبتهم تقبل لمخالفتهم لرأي الكنيسة المجمعة.
وقال ميلاد صليب، عضو التيار العلماني في الكنيسة الأرثوذكسية، إن سفر الأقباط إلى القدس لزيارة الأماكن المقدسة أو حضور عيد الميلاد ليس تطبيعًا مع إسرائيل لأن الزمن تجاوز هذا المفهوم، كما أنه لا يوجد حرمان كنسي للأقباط الذين يسافرون للقدس، مضيفًا أن الأقباط يزورون الفلسطينيين وأن أغلبهم يرفض التعامل مع الإسرائيليين.
وتمنع الكنيسة الأرثوذكسية السفر لإسرائيل، منذ عهد البابا شنودة الثالث الراحل، الذي أصدر قرارًا بمنع الأقباط من الحج إلى كنيسة القيامة، ومن أقواله المأثورة في هذا الشأن: "الأقباط لن يسافروا إلى القدس إلا بصحبة إخوانهم المسلمين".
وأضاف في إحدى عظاته: "أدعو الأقباط المتشوقين إلى زيارة القدس لضبط النفس، وعدم الاندفاع العاطفي، لأن الوقت المناسب لم يحن بعد".
ورغم رحيل البابا شنودة، إلا أن القرار ما زال ساريًا، ويصر البابا الحالي تواضروس الثاني على استمرار المنع، معتبرًا أن السفر بمثابة تطبيع مع إسرائيل.