قال محمد زادمة، آمر الشرطة العسكرية بمدينة سرت الليبية (شمال) إن "هدوءا حذرا يسود المدينة وضواحيها منذ صباح اليوم الثلاثاء فيما تنظم قوات عملية الشروق صفوفها لاقتحام منطقة النوفلية ( 120 كم شرقي سرت و70 كم غربي بن جواد، والتي تعتبر أولى مناطق الهلال النفطي)". وأضاف زادمة لوكالة "الاناضول" إن "قوات عملية الشروق انتهت من السيطرة على منطقة هراوة (75 كم شرقي سرت ) منذ يومين"، مشيرا إلى أن قوات عملية الشروق تعيد ترتيب صفوفها لاقتحام منطقة النوفلية حيث لا تزال جيوب من العناصر المتشددة الموالية لتنظيم داعش تتواجد فيها". ومضى قائلا "بحسب مصادرنا فإن عناصر داعش دفنوا 11 شخصا من عناصرهم بخلاف 23 جثة أخرى وجدناها في أرض المعركة في منطقة هرواة سلمناها للهلال الاحمر في مدينة مصراتة". من جانبه، قال سليمان التارقي الضابط في الغرفة الأمنية المشتركة بمدينة سرت، إن "الغرفة بالتنسيق مع قوات الشروق والكتيبة 166 تعمل حسب خطة عسكرية للقضاء على المتشددين حتى نجنب المدينة ويلات الحرب". وأضاف التارقي للأناضول أن "الخطوة الأولى أنجزت بإحكام السيطرة ومراقبة منافذ المدينة برا وبحرا وسننتهي من الخطوات القادمة لتأمين كامل المدينة في غضون أسبوع من الآن". واعتبر التارقي أن استمرار وجود بعض الجيوب في بعض احياء المدينة هو وجود حماية قبلية لهم حيث أكدت التحقيقات مع بعض اسراهم ان قيادات هذه المجموعات هي من القبائل الموالية للنظام السابق استقطبت عددا من الاجانب الموالين لتنظيم داعش". وعن أوضاع سكان المدينة قال التارقي، إنه "نزحت بعض العائلات القريبة من مناطق الاشتباك خصوصا من جنوبالمدينة، ورغم ذلك لم يمنع التوتر قطاع كبير من الاهالي من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي خصوصا المدارس التي لم تقفل، كما أن الكثير من المحال التجارية تعمل بشكل طبيعي" وكانت "الكتيبة 166"، اشتبكت خلال اليومين الماضيين مع مجموعات متشددة بمدينة سرت، بعد تكليفها من قبل المؤتمر الوطني العام بتحرير مدينة سرت (شمال)، من قبضة عناصر متشددة سيطرت على مقار حكومية بالمدينة. وفي 8 فبراير الماضي، أعلنت مجموعات مسلحة موالية لتنظيم "داعش" سيطرتهم علي منطقة النوفلية القريبة من موانئ النفط شرقي ليبيا (60 كلم غرب)، كما أعلنت مجموعات موالية للتنظيم سيطرتها في 12 فبراير الماضي على مقار حكومية بمدينة سرت وإذاعتها المسموعة. وكلف المؤتمر الوطني العام في 16 من ذات الشهر الكتيبة 166 التابع لرئاسة أركانها باستعادة السيطرة على المقار الحكومية وتأمين المدينة. وتتمركز منذ أشهر قوات تابعه لقوات "فجر ليبيا" المسيطرة علي العاصمة طرابلس بمنطقة بن جواد الملاصقة لمنطقة السدرة النفطية إلي الشرق والمحاذية للنوفلية إلي الغرب وذلك بعد إطلاق عملية عسكرية أسمتها بالشروق للسيطرة على مواني النفط هناك فيما تخوض تلك القوات معارك عنيفة مع حرس المنشآت النفطية التابع للبرلمان المنعقد في طبرق. ويسيطر مسلحون من تنظيم "داعش" علي مدينة سرت منذ أشهر بعد أن احتل جميع مرافقها وأقام نقاط تفتيش في المدينة وأوقف الدراسة في جامعتها، بينما يبث شيوخ تابعين للتنظيم خطبا عبر إذاعة المدينة التي سيطروا عليها لحث السكان علي مبايعة أمير التنظيم أبوبكر البغدادي. وأول إعلان لتنظيم "داعش" لوجوده داخل الأراضي الليبية كان قبل أشهر خلال ندوة أقامها مسلحون تابعون له وكتائب أخري موالية له بمدينة درنة شرقي البلاد بعنوان "مدوا الأيادي لبيعة البغدادي". كما أعلن بعد ذلك التنظيم عن وجوده في ليبيا بتبنيه العديد من عمليات التفجير جرى جلها في طرابلس واستهدفت مقرات لبعثات دبلوماسية وأماكن حساسة أسفرت عن مقتل ليبيين وأجانب، كما أعلن التنظيم أيضا وجوده إلى جانب كتائب إسلامية أخرى بمنطقة الليبي ببنغازي تقاتل قوات الجيش التابعة للبرلمان وذلك عبر موقعة الرسمي علي الانترنت "المنبر الجهادي". وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة الموقتة التي يقودها عبد الله الثني المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق (شرق) ومقرها البيضاء (شرق)، وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني التي يقودها عمر الحاسي ومقرها طرابلس (غرب).