نظّم المجلس التنسيقي لدعم الثورة السورية بالنمسا، مساء اليوم الأحد، احتفالية بمناسبة الذكرى الرابعة للثورة، وطالب خلالها حكومة فيينا باتخاذ إجراءات ضد النظام السوري. وحسب مراسل الأناضول، شارك في الاحتفالية التي نظمها المجلس بميدان "شتيفانز بلاتس" بالشارع السياحي في المنطقة الأولى بالعاصمة فيينا، أكثر من 300 من أعضاء التنسيقية، وأبناء الجالية السورية، ورفعوا أعلام سوريا، ورددوا الأغاني والأناشيد الوطنية. وشملت الاحتفالية تقديم معلومات باللغة الألمانية للتعريف بالثورة وتطوراتها، ومعرضا يضم صورا للمعتقلين والقتلى واللاجئيين، فضلاً عن معرض آخر بعنوان "دمى تحت الأنقاض"، ضم صوراً واقعية للأطفال السوريين، الذين قتلوا جراء قصف طائرات نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد والبراميل المتفجرة التي يلقيها فوق المناطق السكنية. وتضمنت الاحتفالية مائدة من المطبخ السوري، أعدتها سيدات التنسيقية والجالية، فضلاً عن شاشة عرض لفيلم توثيقي يلخص أحداث الثورة طوال السنوات الأربع الماضية. وقام أعضاء التنسيقية بتوزيع 500 وردة بيضاء ومعها معلومات باللغة الألمانية عن الثورة، والتعريف بها وما يقوم به النظام من جرائم بحق الشعب السوري. وقالت هيفاء سيد طه، المسؤول الإعلامي في التنسيقية، في تصريحات لمراسل وكالة الأناضول إن "الهدف من الاحتفالية هو مخاطبة الشعب النمساوي، وإيصال رسالة للحكومة النمساوية من أجل اتخاذ إجراءات ضد النظام، أقلها إغلاق سفارته في فيينا". وأضافت: "يجب على الأممالمتحدة اتخاذ قرارات ملزمة بالضغط على نظام بشار الأسد، لفتح السجون والسماح لمفتشين دوليين بدخولها، والكشف عن أسماء المعتقلين لديه، وخاصة أن 100 معتقلا يقتلون في سجون النظام كل شهر". من جهته، قال "أمير شهاب"، الناشط في التنسيقية، إن أكثر من 13 مليون سوري بين نازح ولاجئ، بينهم 9 ملايين نازح في الداخل، والباقي لاجئون في الدول المجاورة، وهي تركيا ولبنان والعراق والأردن. وانتقد شهاب في تصريحات ل "الأناضول" الأممالمتحدة لأنها "أوقفت تعداد ضحايا الثورة السورية، الذين قتلوا على يد النظام عند 200 ألف بنهاية العام الماضي". وأعرب عن مخاوفه من أن يؤثر ذلك في محاكمة النظام أمام القضاء الجنائي الدولي (المحكمة الجنائية الدولية) في المستقبل، واعتقاده بأن الرقم حسب المنظمات المدنية السورية تجاوز 320 ألف قتيل بنهاية شهر فبراير/ شباط الماضي، بينهم حوالي 11 ألف وخمسمائة طفل قتيل بيد النظام تم توثيقهم بشكل كامل. وحسب التنسيقية، فإن 15437 امرأة، قتلن في السنوات الماضية من جراء الحرب ، و6500 آخريات في سجون النظام، بينما تم اغتصاب 7500 سيدة وفتاة، فيما وصل عدد اللاجئات السوريات 2.1 مليون سورية. وتأسس المجلس التنسيقي لدعم الثورة السورية مع بداية الثورة في عام 2011، ويقوم بالعديد من الأنشطة السياسية والإنسانية لصالح الشعب السوري والموجهة ضد النظام. ويصادف يوم 15 مارس الجاري الذكرى الرابعة لاندلاع الثورة السورية التي تحولت بعد أشهر من اندلاعها صراعاً مسلحاً خلّف نحو 220 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة ومنظمات حقوقية سورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها. ومنذ 15 مارس 2011 تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف ما يسميها ب"الأزمة"؛ ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم.