سخر حازم حسني، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من طرح مشروع العاصمة الجديد، فى اليوم الأول من فعاليات المؤتمر الاقتصادى المنعقد فى شرم الشيخ، متهكما: "الفلسفنجى لما يتفشخر". وقال حسني: "أسخف فقرات اليوم الأول من مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى هى فقرة عرض مشروع العاصمة الجديدة للبلاد، بلاد غارقة فى المجارى وفى الظلام وفى تلال من المشاكل الحياتية البسيطة تفكر فى إقامة مدينة ناطحات سحاب، بها أكبر مدينة ملاهى وأكبر حديقة فى العالم، إلى آخر هذا الشرود البذخى خارج السياق مما أضحك علينا بكل تأكيد كل الوفود الأجنبية، لا لأننا نحلم، ولكن لأننا لا نعرف الفرق بين الحلم وبين التخريف". وأضاف حسني، فى تدوينة بموقع فيس بوك: "نعم، هو تخريف لأسباب كثيرة أقلها شأناً هو التكلفة الباهظة للمشروع، فمشروع العاصمة الجديدة هذا كانت قد بدأته أمانة السياسات، وتطوع بعض رفاق جمال مبارك بالحديث عنه فى العلن قبل أن يغلق مبارك الأب الملف ويمنع دراويش المشروع الاستفزازى من الحديث عنه". وتابع: "لكن دعونا من أن المشروع يحيى تطلعات فيالق النيوليبرالية المصرية التى ثار عليها المصريون كونها لا تستقيم وواقع الأحوال الاقتصادية والاجتماعية فى مصر، فالدستور المصرى ينص على أن مدينة القاهرة - لا محافظة القاهرة - هى عاصمة البلاد، ولا يستقيم مع العقل السوى أن نمد هذه "المدينة" من ضفاف النيل حتى شواطئ البحر الأحمر لنتحايل على الدستور". وأردف: "أضف إلى ذلك أن المشروع يدفع بعاصمة البلاد للاقتراب من خط الجبهة العسكرية الأخطر وهو خط القناة بدلاً من تحصين العاصمة بالدفع بها إلى الداخل المصرى، ولو حدثت كارثة ككارثة 67 - لا قدر الله - لصارت العاصمة الجديدة على مرمى دانة مدفع، وهى دانة ستكون كفيلة ساعتها بإسقاط عاصمة". وأكمل: "أى عاقل لابد أن يتوقع الأسوأ حتى وهو يأمل فى الأفضل، لكن من يخططون لهذا التخريف يتبعون قواعد "البيزنس" وحدها، ولا شأن لهم بأية اعتبارات اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، بل وبلا أدنى تفكير فى أبجديات الأمن القومى". وأختتم حسني: "نظن فى غفلتنا أننا بمجرد عرض "المشروع" على المستثمرين باستخدام رسومات الحاسب سوف نبهر الشرق والغرب حتى وإن غاب المنطق عن من يتصرفون وكأنهم امتلكوا مقاليد الأمور فى دنيا الاستثمار العالمى يقلبونها كيف يشاءون، ولا عزاء للذين لا يعرفون من الكلمات إلا اثنتين: "تحيا مصر". شاهد الصورة: