قال فريق بحثى من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا إن الدول الثلاث الموبوءة بفيروس إيبولا، فى غرب إفريقيا، على موعد مع محنة صحية أخرى، تتمثل فى ارتفاع حالات الإصابة والوفيات بالحصبة إلى الضعف تقريبًا، بسبب تعطل النظام الصحي هناك، وانشغال الأنظمة الصحية فى كارثة إيبولا. الفريق البحثى الذى أجرى الدراسة تشكل من جامعات "جونز هوبكنز" و"برنستون" و"ولاية بنسلفانيا" بأمريكا، وجامعة "ساوثهامبتون" بالمملكة المتحدة، ونشر نتائج بحثه، اليوم الجمعة، فى مجلة "ساينس" العلمية، وفق مراسل الأناضول. وقال الباحثون إن إحجام المواطنين عن زيارة العيادات والمستشفيات، خوفا من الإصابة بإيبولا، فى دول غينيا وليبيريا وسيراليون الموبوءة بالفيروس، ساهم في الحد من الإجراءات الصحية الروتينية مثل تطعيم الأطفال ضد الحصبة. وتوقعت الدراسة أن حجم تفشي الحصبة سيزيد من 127 ألف حالة في بداية وباء إيبولا، إلى 227 ألف حالة بعد 18 شهرًا من اندلاع فيروس إيبولا فى الدول الثلاث، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الوفيات بالحصبة قد تصل من 5 إلى 16 ألف حالة وفاة بالحصبة، وهذا الرقم يزيد بكثير عن حالات الوفاة المبلغ عنها جراء إيبولا، والتى وصلت إلى ما يزيد على 10 آلاف حالة. ولاستخلاص تلك الأرقام، استخدم فريق البحث، تقنيات متطورة ضمن مشروع التنبؤ بالانتشار المحتمل للحصبة، الذي يعتمد على بيانات الخرائط عالية الدقة، التى تكشف معلومات عن معدلات الولادة، والعدوى وتوزيع السكان والفئات العمرية. ويستمد هذا المشروع معلوماته من الإحصاءات الرسمية الوطنية، والدراسات الاستقصائية للأسر، ومعدلات الولادة، وصور الأقمار الصناعية، وفقا للأكاديمي "أندي تاتيم"، عالم الجغرافيا في جامعة "ساوثامبتون" وأحد المشاركين فى الدراسة. وتعليقا على النتائج، أوضح "تاتيم" أن الانشغال بوباء إيبولا في غرب أفريقيا في الأشهر الأخيرة، نتج عنه عشرات الآلاف من الأطفال الذين لم يحصلوا على التطعيم الروتيني ضد الحصبة، وتركهم عرضة للإصابة بالحصبة، وفتح الباب أمام زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالمرض". وأشارت الدراسة إلى أن نسبة الانخفاض فى التحصين ضد الحصبة في غرب أفريقيا وصلت إلى 75% بسبب إيبولا، وبناء على هذه النسبة، قال واضعو الدراسة إنه بعد 18 شهرًا من تعطيل الرعاية الصحية، لم يحصل مليون و129 ألفا و376 طفلا، تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر و 5 سنوات، على التحصين اللازم ضد الحصبة، بالمقارنة مع 778 ألف طفل، قبل اندلاع إيبولا فى الدول الثلاث الموبوءة. وقالت الطبيبة "ساكي تاكاهاشي"، المؤلف الأول للدراسة، بجامعة "برنستون": "الدراسة تهدف إلى لفت الانتباه إلى إمكانية تزايد خطر التعرض للحصبة، وأن تشجيع حملات التحصين الحكومية ضد المرض في البلدان المتضررة من إيبولا، أفضل الطرق لوقف وباء الحصبة المحتمل"، حسب مراسل الأناضول. وأضافت أن الحصبة ليست المرض الوحيد الذي تأثرت جهود مكافحته بسبب الإيبولا، فهناك أيضا الحمى الشوكية والسل وشلل الأطفال، بالإضافة إلى التأثير السلبي على جهود مكافحة الملاريا والإيدز. وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها، أمس الخميس، أن عدد من لقوا حتفهم جراء الإصابة بفيروس "إيبولا" في مختلف أنحاء العالم، تخطى 10 ألاف شخص، معظمهم في دول سيراليون وغينيا وليبريا أكثر الدول المتفشي فيها الفيروس بغرب أفريقيا.