تظهر استطلاعات الرأي في بريطانيا، قبل شهرين من الانتخابات البرلمانية، عدم إمكانية انفراد أي حزب بتشكيل الحكومة. وتشير تلك الاستطلاعات، إلى تقدم حزب العمال المعارض، بفارق ضئيل، على حزب المحافظين بقيادة رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون". وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة "YouGov" لقياس الرأي العام، أن حزب العمال سيحصل على 35%، من الأصوات في الانتخابات المقبلة، وحزب المحافظين على 31%، وحزب استقلال المملكة المتحدة المعروف بمعارضته لعضوية الاتحاد الأوروبي وبعدائه للمهاجرين، على 15%، وحزب الديمقراطيين الأحرار، الشريك الأصغر في الائتلاف الحاكم، على 6%، وحزب الخضر على 8%. وأسفر استطلاع للرأي أجرته شركة "Populus" عن نتائج مشابهة، حيث توقع حصول حزب العمال على 34%، وحزب المحافظين على 32%، وتوقع استطلاع للرأي أجرته شركة "Opinium"، تقدم حزب العمال بفارق نقطة عن حزب المحافظين. وتظهر تلك الاستطلاعات عدم إمكانية تفرد حزب واحد بتشكيل الحكومة، وبالتالي استمرار الحكومة الائتلافية التي شُكلت بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2010، لأول مرة منذ 36 عامًا، إلا أنه من غير المتوقع أن يستمر حزب الديمقراطيين الأحرار داخل الحكومة، حيث تظهر استطلاعات الرأي تدهورًا مستمرًا في شعبيته. ومع اقتراب الانتخابات، المزمعة في 7 مايو/ آيار المقبل، يعلن رؤساء الأحزاب المتنافسة عن برامجهم الانتخابية، وتحتل الموضوعات المتعلقة بالهجرة والمهاجرين، موقعًا بارزًا في تلك البرامج. ووضع حزب المحافظين برئاسة كاميرون، هدفًا يتمثل في الحد من الهجرة الصافية لبريطانيا إلى أقل من 100 ألف مهاجر سنويًا، إلا أنه لا يبدو حدوث تقدم باتجاه هذا الهدف، حيث بلغت الهجرة الصافية إلى بريطانيا في الفترة من سبتمبر 2013 إلى سبتمبر 2014، 298 ألف مهاجر. ومن المتوقع أن يسعى كاميرون إلى تحقيق هدفه في الوصول بالهجرة الصافية إلى أقل من 100 ألف سنويًا، في حال فوز حزبه في الانتخابات، وفي المقابل، يرى حزب العمال أن الهجرة مهمة جدًا من أجل مستقبل بريطانيا وتنميتها. ويعلن رئيس حزب استقلال المملكة المتحدة "نايغل فاراغ"، عزمه تقليل عدد المهاجرين إلى 50 ألف سنويًا في حال مشاركة حزبه في الحكومة، ومنع المهاجرين من الاستفادة من المساعدات الحكومية. ويتوقع أن يرفع الحزب من عدد مقاعده في البرلمان البريطاني البالغة مقعدين حاليًا، خاصة بعد تحقيقه نجاحًا كبيرًا في انتخابات البرلمان الأوروبي العام الماضي.