بدأت قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق)، وفصائل كردية سورية، تحت غطاء جوي من طيران التحالف الدولي عملية عسكرية لضبط الحدود العراقية السورية، غربي محافظة نينوى، بشمال العراق، فيما انسحب تنظيم "داعش" من قاعدة جوية جنوبي الموصل بشكل مؤقت بعد اشتداد القصف ومقتل 23 من عناصره، بحسب مصادر عسكرية وأمنية. وقال مصدر في قوات البيشمركة لوكالة الأناضول، إن "قوات البيشمركة بدأت عملية تمشيط وتطهير للمناطق الحدودية شمال غرب قضاء سنجار (124 كلم غربي الموصل)، والمحاذية للحدود السورية بهدف ضبط الحدود".
وأضاف أنه "على الجانب الأخر من الحدود، بدأ مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي السورية، المعروفة اختصار ب (YPG)، التي تمثل الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، عملية مماثلة لتطهير المناطق المتاخمة للحدود العراقية".
وبحسب المصدر ذاته فإن "طائرات التحالف الدولي مهدت لهذه العملية، وقصفت عددا من المواقع والجيوب التي كانت تتحصن بها عناصر من تنظيم داعش، كما قصفت قوات البيشمركة بمدافع الهاون عددا من تلك المواقع".
وتابع: "العملية مستمرة حتى اللحظة (21:18 تغ)، ومن المؤمل أن يتم غلق الحدود بين الطرفين حال إكمال المهمة، منعا لتسلل عناصر التنظيم الإرهابي بين القرى العربية المتناثرة على طرفي الحدود".
وكان تنظيم "داعش" اجتاح قضاء سنجار الذي تقطنه أغلبية من الكرد الإيزيديين في 3 من أغسطس/ آب الماضي، قبل أن تتمكن قوات البيشمركة المعززة بغطاء جوي من التحالف الدولي من تحرير الجزء الشمالي من القضاء، وفك الحصار عن آلاف الأسر والمقاتلين الذين حوصروا بجبل سنجار في منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وعلى صعيد متصل، قال العقيد أحمد الجبوري أحد ضباط شرطة نينوى إن "23 من عناصر تنظيم داعش، قتلوا بقصف جوي على قاعدة القيارة الجوية في ناحية القيارة، 79كم جنوبي الموصل (شمال)".
وأضاف الجبوري لوكالة الأناضول إن"القصف كان الأعنف على المنطقة، واستمر منذ وقت متأخر من ليلة السبت وحتى صباح الأحد، قبل أن ينسحب داعش وبشكل مؤقت من القاعدة الجوية خشية سقوط أعداد أكبر من القتلى".
وتابع قائلا إن البيشمركة "تمكنت من صد هجوم لداعش وبإسناد طائرات التحالف على مواقع جنوب الموصل، مشيرا إلى أن التنظيم "شن هجوما الليلة الماضية باستخدام زوارق نهرية لعبور ضفاف النهر باتجاه قرية تل الريم ضمن الساحل الأيسر لناحية القيارة جنوب الموصل، محور مخمور".
وأوضح أن الهجوم "استمر حتى فجر اليوم الأحد، دون أن يحدد أعداد القتلى في الطرفين جراء الهجوم.
ولم يتسن الحصول على تعقيب من تنظيم "داعش" على ما ذكره الجبوري، نظرا لما يفرضه التنظيم من قيود على التعامل مع وسائل الإعلام.
وفي 10 يونيو/ حزيران الماضي، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك في شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة".
وتخوض قوات من الجيش العراقي، مدعومة بقوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) الكردية وميليشيات شيعية وعشائرية مسلحة، معارك ضارية ضد تنظيم "داعش" في عدة مناطق من المحافظات الشمالية والغربية من العراق، التي يسيطر عليها "داعش"، منذ أشهر، بغية استعادة السيطرة على تلك المناطق.