قالت مصادر حكومية عراقية وأخرى أمنية وعسكرية، اليوم الأحد، إن القوات العراقية سيطرت على طريق مصفاة النفط الرئيسي في البلاد، قرب مدينة بيجي 40 كم شمال تكريت (شمال)، فيما تستعد تلك القوات لملاحقة ما تبقى من عناصر تنظيم داعش في ديالى (شرق). وتعد مصفاة بيجي، أكبر مصافي النفط العراقية، ولم تتمكن التنظيمات المسلحة طيلة السنوات الماضية من اقتحامها، كما تمكنت قوات المتمركزة داخلها من الصمود خلال أحداث يونيو/ حزيران العام الماضي، حين هاجمتها عناصر داعش. وقال المقاتل هاشم حامد الجبوري، والذي كان ضابطا بالجيش إبان عهد الرئيس الأسبق صدام حسين قبل أن يعزل بعد سقوط نظام الأخير عام 2003، ويشارك في الوقت الحالي في قتال "داعش" في بيجي إن "القوات الأمنية أحكمت سيطرتها على الطريق الرئيسي للمصفاة، والمعارك تجري حاليا في أحياء من بيجي". وأضاف الجبوري للأناضول إن "المعارك مستمرة منذ ثلاثة أيام، وحى الآن (الساعة 15.00 تغ) لكن المصفاة النفطية باتت مؤمنة بالكامل، وكذلك الطريق المؤدي إليها". وأضاف الجبوري أن "تنظيم داعش أقدم على تفكيك أجزاء من مصفاة بلدة الصينية (5 كلم غرب بيجي وهي مصفاة صغيرة تابعة لمصفى بيجي خارج حدوده المصفاة الرئيسية) ونقلها إلى سوريا". وكانت القوات العراقية قد استعادة مصفاة الصينية يوم أمس من سيطرة تنظيم داعش الذي سيطر عليها في يونيو/حزيران الماضي. من جانبه، قال مصدر إداري مسؤول في مصفاة بيجي لوكالة الأناضول، إنه "تم تفكيك أجزاء من معدات مصفاة الصينية ونقلها باتجاه الأراضي السورية". في الوقت نفسه، رحب المتحدث باسم مجلس شيوخ صلاح الدين الشيخ ناجي الجبارة، في تصريحات للأناضول، ب"انتصارات الجيش والقوى المساندة له"، داعيا أبناء العشائر إلى "الالتحاق لتحرير بيجي". من جانبه، قال النقيب سيف الخالدي للأناضول، إن "القوات العراقية سيطرت على مطار (كي تو) العسكري شمال غرب بيجي بحوالي 6 كم بعد طرد عناصر تنظيم داعش منه". وأضاف الخالدي أن "القوات تتجه نحو منطقة الفتحة القريبة نسبيا من محافظة كركوك (شمال البلاد) لتأمينها بعد سيطرتها على قرية البو جواري (شمال شرق بيجي)". من جانبه، قال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين، علي الدجيلي، في بيان لوزارة الداخلية، إن "القوات الأمنية والحشد الشعبي تمكنت من السيطرة على حي العسكري في بيجي، وتقدمت في منطقة الكسارات وسيد غريب في قضاء الدجيل (جنوب صلاح الدين) وقتلت عشرات الإرهابيين، إضافة إلى تدمير معداتهم القتالية في تلك المناطق". كما أوضحت وزارة الداخلية في بيانها، أن "القوات الأمنية وبمساندة الحشد الشعبي تمكنت من تفكيك 45 عبوة ناسفة في ناحيتي الصينية والسكك وقتل القيادي الإرهابي في داعش، صالح الهرموشي، في قضاء بيجي، شمال تكريت". وفي سياق متصل، قال قائد عمليات دجلة (المتمركزة بمحافظة ديالى شرق البلاد) الفريق الركن عبد الأمير الزيدي، لوكالة الاناضول، إن "القوات الأمنية وباسناد الحشد الشعبي أكملت استعداداتها لشن عملية عسكرية على مناطق البحيرة وحمرين وقره تبه"، مشيرا إلى "وجود خلايا تابعة لداعش تختبئ في تلك المناطق". وذكرت وزارة الداخلية العراقية، أن "قوة خاصة من البيشمركة صدت هجوماً لتنظيم داعش الإرهابي في محور دجلة (30 كم شمال الموصل) بدأ بانتحاري يقود صهريجا مفخخا حاول اختراق حاجز أمني، بعدة ضربات بالقاذفات أعقبها هجوم على المحور نفسه وهو محور دجلة الرابط بين تلعفر والموصل بست همرات مفخخة". وأضافت، في بيان لها ، إن "قوات البيشمركة وخلال تلك المواجهات تمكنت من إحراق العجلات المفخخة وقتلت 36 من تنظيم داعش، وإصابة آخرين فيما لاذ البقية بالفرار". وفي سياق آخر، قالت وزارة حقوق الانسان العراقية، إن "عصابات داعش الاجرامية أحرقت خمس قرى صغيرة ومزارع كبيرة تعود ملكيتها، إلى المكون الايزيدي في ناحية الشمال التابعة لمحافظة نينوى (شمال) ، بحجة أنها أرض حرام وساحة قتال وخط التماس الأول مع القوات الأمنية والبيشمركة". وأضافت وزارة حقوق الانسان، أن "الجماعات الارهابية المجرمة افتتحت سوقاً لأجهزة كهربائية ومنزلية، فضلاً عن مقتنيات ثمينة منهوبة ومسروقة من دور المواطنين المسيحيين وكنائسهم في وسط مدينة الموصل (شمال) وقد أطلق على تلك السوق اسم "سوق غنائم النصارى". وتتحدث وسائل الاعلام منذ أيام عن قيام التنظيم بالمتاجرة بمقتنيات المسيحيين في الموصل، ويعتبر بيان وزارة حقوق الانسان يعتبر تاكيدا لما ذكرته وسائل الإعلام. وفي 10 يونيو 2014، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية (جيش إقليم شمال العراق) على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم منذ أكثر من 4 أشهر.