ما أن وطئت قدماى ارض بلدتى لقضاء أجازة عيد الفطر المبارك حتى وقعت عيناى على إعلان فى ميدان المحطة بالبلدة انشرح له صدرى وقرت به عيناى.مفاده (ائتلاف الحركات الإسلامية :أنصار السنة , الجماعة الإسلامية ,الإخوان يدعونكم لصلاة عيد الفطر باستاد البلدة) ومن فرط فرحتى اتصلت من فورى هاتفيا بصديق الطفولة وهو أحد القيادات الإسلامية بالبلدة مهنئا اياه بهذه الخطوة الرائعة فرد بتلقائية مداعبا اياى هذا زواج متعة وهو تعبير له رمزيته المعروفة بعدم استدامة العلاقة وان تلك الروح ما هى حالة مؤقتة تفرضها طبيعة التحديات الراهنة للوطن ومن الممكن ان تعبر عن حالة اصطفاف ضد المعسكر العلمانى ان جاز التعبير.أنا لاأشك فى إخلاص صديقى وحرصه على وحدة الصف الإسلامى بيد أن هناك شريحة من شباب وبعض كوادر الحركات الإسلامية مازال أسيراً لمرحلة ما قبل ثورة 25 يناير ولم يدرك كما قال الشيخ الغنوشى –مؤسس حركة النهضة بتونس- إن الساحة الإسلامية الآن تتهيأ من مرحلة الدعوة والاضطهاد إلى مرحلة الحكم أو المشاركة فى الحكم. -ان مرحلة ماقبل الثورة كانت تقتضى من كل جماعة اسلامية سلوك منهج فكرى أو تنظيرى حول طبيعة العلاقة مع النظام السابق سواء بالتعايش معه او محاولة تغييره .وبالتالى حدث التمايز الفكرى بين الجماعات الاسلامية فى الرؤى والأساليب حسب المصلحة التى تقدرها كل جماعة وطبقا لمشروعها الخاص بها. أما الأن فمشروع دولة مابعد الثورة سيحمل فى طياتة أطر عامة مشتركة ومبادئ وأسس لامناص من الأجماع عليها وستضع المشروع الأسلامى كله على المحك أمام العالم الخارجى. ولكى يتم تحويل العلاقة بين الجماعات الإسلامية فى مصرمن علاقة كما صاغها صديقى بزواج المتعة الى علاقة دائمة ومستقرة أشبه بالزواج الكاثوليكى وهو تعبيررمزى أخر عن ديمومة العلاقة أرى فى القاعدة الذهبية للإمام حسن البنا حضور قوى فى هذا الظرف الراهن(نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه )خصوصا أنها قاعدة معتبرة عند قيادات العمل الاسلامى الأن. كما أرى فى توصيات مؤتمر سمات الخطاب الاسلامى الذى نظمه الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين برعاية الأزهر الشريف يومى 28-29 يوليو والذى شارك فيه معظم ممثلى التيارات الإسلامية بمصر ما يحقق الهدف المنشود مع ضرورة طبعها وتوزيعها على كل فئات وكوادر الجماعات الإسلامية خصوصا ونحن مقبلون على انتخابات متعددة (نقابية -تشريعية – رئاسية)لانريدها حرب تكسير عظام بل صورة مشرفة للمشروع الإسلامى أمام العالم .ويمكن تلخيص التوصيات فيما يلى: 1- تستهدف الوثيقة الى قناعات مشتركة وميثاق شرف للتعاون بين الحركات الإسلامية العاملة فى الساحة المصرية ومن أهداف تنطلق من السقف الذى يتحمله الوطن وليس بالضرورة الذى يريده المتحمسون للفكرة الإسلامية. 2- ميثاق الشرف يقوم على الحرص الشديد على مايحقق وحدة الدين ووحدة الأمة وترك مايؤدى الى الاختلاف الذى يضر بها. والعهد مع الله فى إقامة الإخلاص والعدل والالتزام بالموضوعية وعدم تجريح المخالفين أفرادا ومؤسسات والحفاظ على وحدة النسيج الوطنى. 3- الالتزام بالمنهج السلمى فكرا وممارسة وتوحيد المواقف إزاء القضايا المصيرية للأمة . وضرورة توحيد الأعضاء والأتباع فى كل جماعة بأدب الخلاف والتعامل مع الآخرين وتجنب التراشق على مستوى الإعلام أو الانجرار إلى معارك جانبية يفتعلها الآخرون مع مراعاة الأولويات الشرعية فى الخطاب والتطبيق.