فجرت تصريحات الإعلامى محمد ناصر على قناة "مصر الآن" موجة واسعة من الجدل، بعد تحريضه المتظاهرين على قتل ضباط الشرطة، "أنا بقولكم أهو على الهوا اقتلوا ضباط الشرطة، وأنا بقول لكل زوجة ضابط، جوزك هيتقتل هيتقتل، لو مش بكرة هيبقى بعده"، الأمر الذي دفع أحد المحامين إلى التقدم ببلاغ ضده بتهمة التحريض على القتل. فلم تمر عدة أيام حتى جاء الرد سريعًا وعنيفًا على تصريحات ناصر، إذ تعرض منزله في بني سويف للحرق، وبعد أن منع ما اصطلح على تسميتهم ب "المواطنين الشرفاء" الحماية المدنية من الوصول إلى بيت المذيع لإخماد الحريق وذلك لسخطهم عليه بسبب برنامجه الذي يحرض من خلاله المصريين على الخروج للشارع وإحداث الفوضى والهجوم على عناصر الشرطة ورجال القضاء. ناصر لم يكن وحده الذي حرض على القتل على الهواء، ففي الجانب الإعلامي الآخر الموالي للنظام ظهرت دعوات أكثر عنفًا للتحريض على قتل المعارضين، لايمل أصحابها عن ترديدها، لمنع أي صوت يعبر عن رفضه للسلطة الحالية من الظهور للأبد. ويأتي الإعلامى أحمد موسى على رأس هؤلاء من خلال تحريضه مرارًا على القتل عبر برنامجه على فضائية "صدى البلد"، بدعوته إلى قتل من وصفهم بأنهم "إرهابيون"، ممن يحملون السلاح ولا يحملونه، في إشارة منه إلى الإسلاميين من المعارضين بمصر وخارجها، قائلاً: "اقتل الإرهابي أينما كان، في مصر أو خارجها، ولا تنتظر أن يطلق النار عليك". وخلال مظاهرات الذكرى الرابعة لثورة 25يناير، أعرب موسى عن سعادته بما وصفه بقتل الشرطة للعناصر الإرهابية بالمظاهرات، قائلًا: "أنا مش مضايق خالص من قتل أي متظاهر يحمل سلاح؛ لأن الشرع والقانون بيقولوا كده"، مضيفًا: "كان نفسي الشرطة تقتل النهارده 400 إرهابي". ولم يتوقف عن التحريض على القتل، بل زاد على ذلك بدعوة المصريين إلى التظاهر لمنح السيسي تفويضًا لقتل "الإخوان"، في دعوة مباشرة لتصفية كل الأصوات المعارضة للنظام بدعوى انتمائها للإخوان. توفيق عكاشة مالك قناة "الفراعين"، واجه اتهامًا مماثلاً بالتحريض على القتل، وكان الهدف الرئيس الأسبق محمد مرسي، حين توجه إليه عقب هجوم رفح في أغسطس 2012 قائلاً: "أقول للدكتور مرسي إن عليه عدم الحضور لأنه لن يستطيع أمن أو جيش أو حرس جمهوري حمايتك في هذه المسيرة"، التي غاب عنها مرسي بالفعل، بينما تعرضت مواكب بعض المسؤولين السياسيين والحزبيين لاعتداءات. وأجمع خبراء إعلاميون على أن هناك حالة من التراخى فى تفعيل مواثيق الشرف الإعلامية، مؤكدين أن معظم مقدمى البرامج الإعلامية لا يلزمون المهنية فى تقديم رسالتهم، وعلى الجانب الآخر المشاهد يتلقى الرسالة الإعلامية التى تتفق مع ميوله واتجاهاته، فيما لا تقوم الأجهزة الرقابية بممارسة دورها كما ينبغى للحد من التجاوزات الإعلامية. وقال بشير العدل، مقرر "لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة"، إن "الرسالة الإعلامية التى يقدمها محمد ناصر وتوفيق عكاشة وأحمد موسى، لا تلتزم بالمعايير المهنية، وبالرغم من أن هناك ميثاق شرف إعلامي، إلا أنه لايتم تفعيله، إذ رأى أن هناك حالة من التراخى فى تطبيقه من جانب الأجهزة المعنية بذلك، مثل المجلس الأعلى للصحافة واتحاد الإذاعة والتليفزيون.