ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن ما سمته "القمع" المتواصل في مصر, هو الأشد منذ عقود، محذرة من أنه يوفر أرضية خصبة لازدهار الجماعات المتطرفة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 30 يناير, أن "عنف الجماعات المتشددة الموالية لتنظيم الدولة, تنامى في ظل القمع, الذي يمارسه النظام الحالي في مصر", وذلك في تعليقها على الهجمات الأخيرة في سيناء. وتابعت أن استمرار إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في التزام الصمت تجاه "القمع" في مصر, هو "رهان خاسر", لأنه يزيد من التطرف ويضاعف الفوضى في المنطقة, بما يهدد المصالح الأمريكية. وكان الجيش المصري أعلن حالة استنفار في شمال سيناء, عقب الهجمات الدامية, التي استهدفت مقار أمنية وثكنات عسكرية في مدينة العريش في 29 يناير ، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقد أعلنت جماعة "ولاية سيناء", التي بايعت تنظيم الدولة, وكانت تعرف سابقا باسم جماعة "أنصار بيت المقدس"- مسئوليتها عن الهجمات, التي وصفت بأنها الأعنف ضد القوات المصرية. وبدوره, قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اختصار مشاركته في اجتماعات القمة الإفريقية في إثيوبيا, وقصرها على الجلسة الافتتاحية الجمعة الموافق 30 يناير, بعد سلسلة الهجمات , التي شهدتها سيناء. وفي كلمة له أمام الجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية, قال السيسي إن مصر تدفع ثمن مواجهتها "الإرهاب والتطرف"، واصفا ما جرى في سيناء بحرب على بلاده, التي تحارب ما سماه أقوى تنظيم سري خلال القرنين الماضيين. وتابع السيسي أن خسائر الجيش والشرطة من هذه العمليات هي ثمن أقل بكثير مما كانت ستدفعه مصر إذا استمر الإخوان المسلمون في الحكم, لمدة ثلاثة أشهر. وتوعد السيسي بالثأر "لدماء ضحايا هجمات سيناء"، قائلا إن مثل هذه الهجمات ستستمر. كما أكد أن المؤتمر الاقتصادي سيقام في موعده في مارس المقبل, وأن على المصريين أن يحتفظوا بمعنويات مرتفعة.