أفادت وسائل إعلام فرنسية بانضمام عشرة عسكريين فرنسيين سابقين للقتال في صفوف تنظيم "داعش" في كل من سورياوالعراق، محذرة من خطورة معرفة هؤلاء بتفاصيل عن المؤسسات العسكرية داخل البلاد. ووفق ما ذكره راديو "فرنسا الدولي"، في تقرير أذاعه، مؤخراً، فإن عشرة من العسكريين السابقين في الجيش الفرنسي انضموا إلى تنظيم داعش، وهم يقاتلون حالياً مع جهاديين بالتنظيم في كل من سورياوالعراق. التقرير، الذي أعده الصحفي ديفيد تومسون، أوضح أن واحداً من هؤلاء العسكريين وبفضل خبراته ومهاراته أثناء خدمته تحت لواء العلم الفرنسي أصبح مسؤولاً عن مجموعة من الشباب الجهاديين من أصول فرنسية، حيث قام بإعدادهم للقتال في منطقة دير الزور، شرقي سوريا، والتي سيطر عليها "داعش" منذ يونيو / حزيران الماضي، ولا تبعد كثيراً عن الحدود العراقية. وأشار تومسون إلى أن من بين هؤلاء العشرة، خبراء مفرقعات، وعسكريين بسلاح المظلات، لافتاً إلى أن بعضهم أعلن بنفسه عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أنه كان يخدم في صفوف الجيش الفرنسي. ووفقاً للتقرير، فإن بعض هؤلاء العسكريين العشرة تحولوا للدين الإسلامي، وآخرون مسلمون من أصول عربية، منوهاً إلى أن "خطورة هؤلاء لا تكمن فقط في خبرتهم العسكرية التي تلقوها في الجيش الفرنسي بل أيضاً في معرفتهم بدواخل المؤسسات العسكرية في البلاد". و بينما تساءل معد التقرير عن الأسباب التي تجعل أولئك يختارون طريق الانضمام إلى التنظيمات الجهادية، استشهد بواقعة "فورت هود" عام 2009، حيث قام المجند نضال حسن، بإطلاق النار على قاعدة عسكرية في ولاية تكساس بالولاياتالمتحدة وقتل بسببها 13 شخصاً، معلناً، حينها، أنه أراد "القتال في الجانب الطيب، إلى جانب منع وحدته العسكرية من التوغل في أفغانستان، ومنع الحرب الأمريكية على الدول الإسلامية". ولم يذكر التقرير تفاصيل عن الفترة الزمنية لانضمام العسكريين العشرة إلى التنظيم. وبحسب الكاتب الصحفي، جون دومنيك مارشيه، المتخصص في الشؤون العسكرية لصحيفة "لوبينيون" الفرنسية، فإن من بين هؤلاء الفرنسيين المنضمين إلى "داعش"، عسكري سابق في القوات الخاصة من فوج "مشاة البحرية1"، وكان من بين قوات النخبة في الجيش الفرنسي لمدة خمس سنوات ثم تحول إلى الفكر المتطرف أثناء عمله في شركة أمن فرنسية خاصة في شبه الجزيرة العربية. وتعقيباً على ذلك، قال وزير الدفاع الفرنسي، جون ايف لو دران، في مؤتمر صحفي نقلت وقائعه صحيفة "لكسبرس" الفرنسية، إنها "حالات نادرة للغاية، فهيئة الأركان العامة للجيش تؤكد أن عده آلاف من العسكريين يغادرون المؤسسة العسكرية كل عام، ووزارة الدفاع لا تراقب هؤلاء الأفراد، كما أننا لا نستطيع تأكيد هذه المعلومة". غير أنه أشار إلى أن إدارة الأمن والحماية بوزارة الدفاع "سوف تعزز من يقظتها وترفع من وسائلها لحماية أمن الأفراد و المواقع العسكرية". وكانت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، نقلت، مؤخراً، أجزاء من تقرير للمخابرات الفرنسية، أشار فيه إلى أن عدد الفرنسيين المنضمين إلى "تنظيمات جهادية" ارتفع من 555 فرداً في يناير/كانون ثاني 2014، إلى 1281 حتى 16 من الشهر الجاري. وبحسب التقرير، فإن فرنسا تعد أكثر الدول الأوروبية من حيث عدد المتطوعين الأوروبيين في التنظيمات الجهادية الراغبين في السفر إلى مناطق القتال في كل من سورياوالعراق. ونقلت لوفيجارو عن مسؤول (لم تسمه) بالشرطة الخاصة قوله، إنه "لم يكن يمر أسبوع دون أن نسجل ما بين 10 و15 حالة تطوع فرنسيين في التنظيمات الجهادية". وفي السابع من يناير/كانون الثاني الجاري، قتل 12 شخصًا، بينهم رجلا شرطة، و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرون، في هجوم استهدف مقر أسبوعية "شارلي إبدو"، الساخرة في باريس، أعقبته هجمات أخرى أودت بحياة 5 أشخاص خلال الأيام الماضية، فضلًا عن مصرع 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات. ويشن تحالف دولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، ويضم في عضويته فرنسا، غارات جوية على مواقع ل"داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراقوسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.