عثر على جثة البرتو نيسمان، المدعي العام الأرجنتيني الاتحادي الذي كان قد اتهم الرئيسة كريستينا كيرشنر بالتستر على المسؤولين عن تفجير المركز اليهودي ببوينس آيرس عام 1994، مقتولاً في مسكنه في العاصمة الأرجنتينية. وكان نيسمان مسؤولاً عن التحقيق في التفجير الذي أودى بحياة 85 شخصًا. واتهم يوم الأربعاء الماضي الرئيسة كيرشنر بالتورط في مخطط للتستر على ضلوع إيران المزعوم في التفجير. وكان الناطق باسم الرئاسة الأرجنتينية قد وصف هذا الاتهام بأنه "مضحك". وقال وزير الأمن الأرجنتيني سيرجيو بيرني في وقت لاحق إن كل المؤشرات تشير إلى أن نيسمان البالغ من العمر 51 عاما انتحر. وقالت وزارة الأمن في تصريح إن حرس نيسمان أخبروا السلطات باحتمال حدوث طارئ ما عندما لم يتمكنوا من الاتصال هاتفيا به يوم الأحد، قاموا بعدها باستدعاء والدته لمساعدتهم في دخول مسكنه. ووجد الحرس باب المسكن مقفلا من الداخل. وبعد أن تمكن الحرس من دخول المسكن بمساعدة مصلح إقفال، عثروا على جثة نيسمان وهي ملقاة في أحد الحمامات وإلى جوارها سلاح وظرف طلقة فارغ. وكان مقررا أن يدلي نيسمان بإفادة أمام لجنة برلمانية اليوم الاثنين يتطرق فيها إلى الاتهامات التي وجهها إلى الرئيسة كيرشنر وغيرها من المسؤولين. وكان نيسمان قد نشر يوم الأربعاء الماضي تقريرا ب 300 صفحة ادعى فيه أن الرئيسة كيرشنر ووزير الخارجية هكتور تيمرمان قد فتحا قنوات اتصال سرية مع إيرانيين يشتبه في ضلوعهم بتفجير المركز الاجتماعي اليهودي في بوينس آيرس. وزعم نيسمان في تقريره أن الغاية من هذه الاتصالات تبرئة المشتبه بهم الإيرانيين لقاء عقد صفقة تجارية بين الأرجنتينوإيران. وقال في تقريره أيضًا إنه طلب أن يقوم أحد القضاة باستجواب الرئيسة كيرشنر ووزير الخارجية "كونهما اللذين خططا وشاركا في عملية تستر وعرقلة سير العدالة فيما يتعلق بالإيرانيين المتهمين بالهجوم الإرهابي على مركز آميا اليهودي." وكان ذلك الهجوم الأسوأ في تاريخ الأرجنتين. وكان مدعون أرجنتينيون قد اتهموا عام 2007 إيران بالتخطيط للعملية وبتمويلها، كما اتهموا حزب الله اللبناني بتنفيذها، فيما وصفت إيران الاتهامات بأنها "تفتقر إلى أي أساس".