اعترف الرئيس عبدالفتاح السيسي، بوجود "تجاوزات" تقع في مصر من قِبل الحكومة بسبب ما أسماه "ظروفًا صعبة" تمر بها البلاد منذ 4 سنوات، واستهداف من جانب "العناصر المتطرفة". وقال السيسي، خلال حوار خاص مع قناة "سكاي نيوز عربية": "لا أعتقد أن في خصومة مع شباب مصر، يمكن يكون في خصومة مع حد تاني فئة أخرى، ودي محدش يقدر يتكلم فيها لأنها مرتبطة برضا المصريين عنها لا أحد يستطيع أخذ قرار متعلق بها لأنها مرتبطة بقرار المصريين"، فيما بدا إشارة لجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها السلطات جماعة "إرهابية". وأضاف السيسي: "شباب مصر مدعو لأن يشارك ويتقدم في الانتخابات البرلمانية المقررة مارس المقبل ومفيش حاجة تمنعه، مش عاوزين نتوقف، في دولة عددها 90 مليونًا في مصر، هل من الممكن في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها منذ 4 سنين، وكمان حالة الاستهداف من جانب العناصر المتطرفة والإرهابية والتكفيرية، هل يمكن يبقى مفيش تجاوزات؟"، في إشارة منه إلى أن الظروف الصعبة أجبرت السلطة على ممارسة التجاوزات، خلال فترة ما بعد الثورة. وتابع الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال حواره: "أنا بقول كده علشان عاوز أقرر واقع، وعاوز أكون صادقًا مع نفسي ومعاهم". وفي 3 يوليو 2013، عزل الجيش بمشاركة قوى دينية وسياسية مرسي، بعد عام واحد من حكمه للبلاد، عقب احتجاجات واسعة ضده، ومنذ ذلك التاريخ، ظهر عزوف شبابي واضح، كانت أولى محطاته في الاستفتاء على الدستور يناير2014، وامتد إلى الانتخابات الرئاسية مايو 2014، عندما أعلنت عدة أحزاب سياسية وحركات شبابية مقاطعتها للعملية الانتخابية، ومنها "حركة 6 إبريل" و"الاشتراكيين الثوريين" و"جبهة طريق الثورة"، و"التيار المصري" وحزب "مصر القوية". ويفسر مراقبون عزوف هذه الشريحة الأكبر في المجتمع المصري (يمثلون الربع وفق تعداد سكان مصر) بحالة "إحباط" لأسباب مختلفة بعضها سياسي يرجع إلى شعورهم بعدم نجاح ثورة 25 يناير في تحقيق أهدافها، والبعض الآخر اقتصادي بسبب مشكلة البطالة، وعدم حصولهم على فرصة عمل ملائمة. ويواجه السيسي، تحديًا يكمن في إعادة هذه الفئة للمشهد بالانتخابات البرلمانية المقررة في 21 مارس المقبل، وهو ما يدفعه إلى توجيه رسائل في مناسبات عدة، كان أبرزها خطابه الأولى عندما قال لهم: الوطن لا يزال بحاجة ماسة إلى عملكم وإخلاصكم لروحكم الممتلئة بالأمل والحياة، روح الاستمرار والتجديد، وأنتم مقبلون على مرحلة البناء والتمكين، ساهموا عبر القنوات الشرعية في إثراء الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لوطنكم.