التسريبات تجذب الأنظار إلى «مكملين» و«الشرق».. والشباب يبحث عن بديل لم يشهد عام برز فيه الإعلام المحسوب على "الإخوان المسلمين"، وتعددت قنواته مثل ما شهد عام 2014، فبالرغم من مضى أكثر من 80عامًا على تأسيس الجماعة، ووصولها إلى السلطة في أكبر دولة عربية عام 2012، إلا أنها لم تشهد هذا الثراء الإعلامي إلا بعد عزل الرئيس محمد مرسي، في 3يوليو 2013، لاسيما بعد فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"نهضة مصر". إلا أنه وقبيل انتهاء العام الماضي، خسرت "الإخوان" قناة "الجزيرة مباشر مصر"، التي كانت توصف بأنها أقوى ظهير إعلامي موال لسياستها وقياداتها خارج البلاد، وبالرغم من تدشين الإخوان عددًا لا بأس به من القنوات فى تركيا، إلا إنها لم تحقق النجاح المطلوب، إلا أنها لم تستطع أن تجذب الكم الكبير من المشاهدين الذي كان تحظى به الفضائية القطرية قبل وقف بثها. وكانت الجماعة غزت الفضاء الإعلامي، بمساعدة عدد من أنصارها خارج مصر مستخدمة الأراضي التركية مصدر بثها، فى عام واحد، حيث دشنت خمس قنوات فضائية، وبالرغم من التنكيل ومحاولات رفع عشرات الدعاوى القضائية أمام القضاء الإداري لوقف بثها، بدعوى إثارتها الفتن وللتحريض على قلب نظام الحكم إلا أنها استطاعت الاستمرار بشكل ضمن بقاءها إلى اللحظة الحالية. وتوجهت الأنظار إلى الفضائيات الإخوانية "البديلة" خصوصًا بعد التسريبات الأخيرة التي بثتها قناتا "مكملين" و"الشرق" الداعمتين لجماعة الإخوان، منسوبة إلى مسئولين بمكتب الرئيس عبدالفتاح السيسي، عندما كان وزيرًا للدفاع، ما زاد من نسبة مشاهدة القنوات، لاسيما أن أنصار الجماعة لم يجدوا سبيلًا إعلاميًا آخر سوى تلك القنوات. وقال أحد الإعلاميين خارج مصر، والذي يعمل بإحدى القنوات الداعمة ل "الإخوان"، إن "هناك مجموعة من الشباب خارج مصر، بدأ التنسيق فيما بينهم لإنشاء قناة جديدة تعبر عن الشباب وتكون موضوعية لتصبح صوت مصر الموضوعي لا أن تكون صوت فرد أو جماعة". وتابع في تصريحات إلى "المصريون": "دفعنا تضليل الإعلام المصري إلى مواجهته ومقاومته عبر إنشاء إعلام بديل يوضح الحقيقة، لاسيما بعد غلق قناة الجزيرة مباشر مصر"، وأضاف: "أننا الآن بين إعلام الفرد (قناة الشرق) وبين وإعلام الجماعة (مصر الآن).. ونحن كشباب لا نجد متنفسًا لنا خارج هذين الفضائيتين" واستدرك: "نحن بالفعل بحاجة إلى إعلام جديد ونتمنى أن يخرج الإعلام الموضوعي ليسد فراغ الجزيرة لأن كل الإعلام على الساحة الآن لم ولن يستقطب فئة جديدة كما كان يحدث في فترة الجزيرة مباشر مصر". وكان المهندس حاتم عزام، نائب رئيس حزب "الوسط"، قد دعا في وقت سابق، جموع المصريين بالخارج للاكتتاب لإنشاء مشروع إعلامي مستقل يعبر عن الثورة المصرية وآمال وطموحات المصريين بعيدًا عن سيطرة رأس مال رجال الأعمال وأصحاب المصالح. وأضاف عزام عبر حسابه على موقع "فيس بوك": "دعوة جادة للمصريين بالخارج والداخل للتفكير الجدي والتداعي للاكتتاب بمشروع إعلامي مصري مستقل يعبر عن آمالهم وآلامهم وثورتهم ومستقبلهم دون تحكم رأس مال رجال أعمال يحمون فسادهم أو سلطة مستبدة تبدد أموال الشعب لتغييب وعيه وتزييف الحقائق". إلا أن الدعوة لم تلق رواجًا أو دعاية كبيرة فى الفترة الماضية، ولم يتم التعامل معها بشكل جدي يتيح فرصة للحشد للقناة بشكل أكبر.