حذّر محمود الصميدعي، رئيس ديوان الوقف السني في العراق، اليوم السبت، من اقتتال داخلي في البلاد بعد طرد مقاتلي تنظيم "داعش" منها. وأضاف في كلمة له خلال المؤتمر الوطني الثالث للأديان والمذاهب في العراق المنعقد في بغداد أن "الحوار سمة أساسية من سمات الرسالات السماوية وعلامة من علامات الرقي الإنساني هدفه تكريم الإنسان والوصول إلى ساحة التفاهم". ودعا الصميدعي العراقيين إلى "وضع الماضي الاليم خلف ظهورهم وبدء صفحة جديدة"، مشيراً إلى أن اجزاء واسعة من العراق "تأن تحت وطأة الاحتلال لما يسمى بالخلافة المزعومة"، في إشارة إلى "دولة الخلافة" التي أعلن تنظيم "داعش" عن تأسيسها في يونيو الماضي على الأراضي التي سيطر عليها في كل من سورياوالعراق. وانطلقت صباح اليوم السبت في بغداد، فعاليات المؤتمر الوطني الثالث للأديان والمذاهب في العراق بإشراف "الوقف السني" التابع لوزارة الأوقاف، بحضور شخصيات دينية عراقية ودولية، ومن المقرر ان تستمر حتى يوم غد الاحد. وكان ظهور "داعش" وسيطرته على مساحات واسعة من اراضي العراق زاد من الانقسام الطائفي في البلد الذي عاش قبل سنوات في الفترة بين 2006 و2007 أعمال عنف طائفية واسعة النطاق بين السنة والشيعة أدت إلى مقتل المئات من الجانبين. وحذّر الصميدعي من "صفحة خلاف او اقتتال عشائري بعد طي صفحة داعش خصوصا في المحافظات التي احتلها التنظيم"، داعياً الى "السلم الاهلي وضرورة توجه الجميع لتحرير المحافظات من براثن الارهاب"، حسب تعبيره. ولفت الى ان الارهاب "شر يجب على الجميع التعاون على اجتثاثه واستئصاله ومنع اسبابه"، مشيراً الى ان "الارهاب لا دين ولا مذهب ولا طائفة أو قيم له". كما دعا الاممالمتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الانسان وجميع المرجعيات الدينية والسياسية الى "وضع ميثاق شرف ملزم يحرم سياسة الكراهية الدينية والدعوات الطائفية والاساءة لرموز الاديان ومعتقداتهم". ولفت الى ان الارهاب "ولد من رحم التطرف الديني والتمييز العنصري والثقافات الشاذة". بدوره قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، نيكولاي ملادينوف، إن الأممالمتحدة "تقف على أهبة الاستعداد لمساعدة العراق من اجل تيسير مساعي المصالحة الوطنية". وأضاف في كلمته بالمؤتمر أن "المصالحة ستمكن البلاد من التوحد بوجه داعش". وتابع ملادينوف أن "العراقيين أقوياء وقادرين على بناء بلدهم ومواجهة التطرف والإرهاب والدفاع عنه ضد الدخلاء". فيما لفت نائب رئيس الوزراء العراقي، بهاء الاعرجي، ، إلى أن "داعش" على وشك "أن يتلقى الهزيمة في العراق". وقال الاعرجي في المؤتمر إنه "لم يبق من عمر داعش إلا القليل"، مشيرا الى ان "ذلك جاء بجهود القوات المسلحة والحشد الشعبي(ميليشيا مسلحة) والعشائر والبيشمركة. وفي 10 يونيو 2014، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى(شمال)، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة". وتعمل القوات العراقية وميليشيات موالية لها وقوات البيشمركة الكردية على استعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها "داعش"، وذلك بدعم جوي من التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة، الذي يشن غارات جوية على مواقع التنظيم.