كشفت نتائج استطلاع للرأي، أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة- الذي تولى شئون البلاد عقب الإطاحة بنظام حسني مبارك في فبراير- يحظى بثقة كبيرة بين المصريين في إدارة شئون البلاد خلال المرحلة الانتقالية الحالية، وهي النتيجة التي تعكس تأييدًا واسعًا لإدارته على عكس ما يرى المعارضون للمجلس، وخاصة أولئك الذين اعتصموا بميدان التحرير وحاولوا التظاهر أمام مقر المجلس اعتراضًا على أسلوبه. وأكد مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام" لدى إعلانه عن نتائج الاستطلاع على هامش ندوة "المصريين والسياسة والأحزاب" ليل الاثنين، أن الدراسة التي أجراها قد تبدو نتائجها مفاجئة للبعض وربما تخالف الواقع الذى تصوره وسائل الإعلام. ففي الاستطلاع الذي دار حول أكثر مؤسسات الدولة أهمية، رأى أكثر من 80% من المصريين أن المجلس العسكري هي المؤسسة الأكثر أهمية، يعقبه القضاء المدني بنسبة 60%، وجاء تأييد حكومة عصام شرف بنسبة 45%، بحسب ما أعلن الدكتور جمال عبد الجواد مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام". وعبر المصريون في الاستطلاع عن ثقتهم في المجلس العسكري ودوره بنسبة كبيرة جدًا بلغت 95%، بأنه سيجري الإنتخابات في أقرب وقت، و94% قالوا إنه سينقل السلطة إلى سلطة مدنية ، و86% قالوا إنه يتبع الشفافية فى تقديم رموز النظام السابق للمحاكمة، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأضاف أنه بالنسبة لمسألة إجراء الانتخابات في موعدها، أعرب 82% من المشاركين في الإستطلاع عن ثقتهم بأنها ستجرى في موعدها، بينما أبدى 7.12% رغبتهم بتأجيل الانتخابات لحين استقرار البلاد أمنيًا. وعن نسب التصويت في الانتخابات المقبلة، قال 79% من المشاركين في استطلاع الرأى إنهم سيذهبون للتصويت، بينما قال 17% أنهم لن يذهبوا للتصويت. وقال عبد الجواد إنه فيما يخص مشاعر المواطنين تجاه المرشحين المحتملين للرئاسة، تصدر عمرو موسى قائمة ترتيب المرشحين بنسبة 5.63% وفقا لما سجله المشاركون في الاستطلاع، واحتل أحمد شفيق المركز الثانى بنسبة 49%، و40% لهشام لبسطويسى، 40% لمحمد سليم العوا، 39% حمدين صباحى، وعمر سليمان 39%، 34% لمجدى حتاتة. وعما إذا كانت التعددية الحزبية مفيدة أم لا، اعتبر أن 48% أنها ليست مفيدة ولها تأثير سلبي، 27.5% رأوا أن لها تأثيرًا إيجابيًا. وعبر 69% من المشاركين عن عدم ثقتهم في أي حزب، وتصدر حزب "الحرية والعدالة" الأحزاب التي تحظى بثقة المواطنين بنسبة بلغت 5.11%، مقابل 4,5% لحزب "الوفد"، 0,3% لشباب الثورة، 6,2% لحزب "النور" السلفي، 5,1% لحزب "المصريين الأحرار". وعن الحزب المؤهل لحكم مصر، رأى 85% من طوائف الشعب أنهم لا يثقون في أي حزب، 1,9% يثقون في الحرية والعدالة، 7,2% في الوفد، 5,1% في شباب الثورة. أما عن الأحزاب التي سيتم التصويت لها في الانتخابات، جاءت النسبة 32% لحزب الحرية العدالة و16% لائتلاف الثورة، 2,14% للوفد، 7,7% للمصريين الأحرار، 6,6% للنور السلفى، والمصري الديموقراطي الإجتماعي 2,5%. وعن المشاعر الإيجابية تجاه الأحزاب والحركات السياسية حاز شباب الثورة على 64%،و1,54% للعدل، و40 % للناصرى، 5,37% للمصريين الأحرار، و35% للوسط. وأوضح عبد الجواد أن الدراسة أظهرت أيضا أن 61% من سكان المدن يميلون إلى الدولة المدنية الديمقراطية، وكذلك 44% من سكان الحضر، بينما تختلف النسبة لدى سكان الريف الذين يميلون إلى الدولة الإسلامية بنسبة 5,48%. وأكد أن 57% من سكان الحضر لا يهتمون أو غير ملتزمين أيدلوجيا أو سياسيا بالحياة السياسية والمشاركة بصورة طبيعية فى الحياة السياسية، وهناك تقارب للنسبة نفسها بعدم المشاركة في الريف بنسبة 3,48%، بينما تأتي النسبة ضئيلة في مشاركة نفس سكان الحضر والريف في الحياة السياسية والمتابعة، حيث جاءت نسبة الأول ب`3,7%، بينما الريف بنسبة 5,1% كمشاركة، وهذه نسبة ضئيلة جدا. وأوضح عبدالجواد في نهاية عرضه لنتائج الدراسة الموسعة، أنه لا يوجد بحث بدون مشاكل ولكن هذه العينة جاءت ممثلة لجميع طوائف الشعب، مشيراً إلى أن الإشكالية ليست في العدد لكنها في الإختيار والتطبيق فضلاً عن أن نص الإستمارة جاء شاملا لجميع الأسئلة المطروحة، وقال إنه مطمئن لهذه النتائج بشكل عام، معتبرا أنها من الممكن أن تتغير فى أى وقت قريب وفقا للتطورات على الساحة السياسية.