قال الدكتور معتز بالله عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي بثورة دينية أظهرت جرأة ونزعة إصلاحية بإحداث تغيير فى المفاهيم الدينية فى العالم، لافتًا إلى أن دعوة الرئيس جاءت مع انتشار دعاة التكفير والتشكيك في المعتقدات والتي تستغلها التنظيمات المتطرفة مثل "داعش" لارتكاب جرائمهم البشعة المنافية للإسلام كما رسخت لمفاهيم العنف والقتل وقهر المرأة. وأشار عبدالفتاح إلى أن السيسي يقصد الكتب التراثية والمناهج التعليمية التي تتضمن مفاهيم ومعتقدات ليس لها نص صريح أو قاطع من القرآن الكريم والسنة، بل إنها قائمة على الاجتهاد البشري من جانب فقهاء وعلماء في العصور القديمة، وكانت ظروف حياتهم وعالمهم تختلف كلية عن ظروف عالمنا المعاصر ويجب أن يحدث تطوير فى الأفكار والقيم الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية والسياسة إلخ. وأضاف أن السيسي يقصد بدعوته الإصلاحية غربلة التراث واستبعاد ومراجعة ما قد لا يواكب ظروفنا الحالية والابتعاد عن الجمود، لأن الاجتهاد متغير وقد يتخلف عن مواكبة العصر الحالي، بينما النص القرآني والنبوي ثابت ويناسب كل العصور وهو ما يدفعنا لتجديد الخطاب الدينية المرحلة القادمة. وتابع معتز أن هذه الكتب للأسف يتم تدريس بعضها في الأزهر وفى المدارس مثل أحكام الجزية والعبيد والرق والسبي والغنائم والجهاد والفوارس والخيول وبعض أحكام المرأة. وأوضح أن السيسي عندما طالب بثورة دينية فهو يقصد ثورة على الأفكار المتطرفة التي ليست من صحيح الدين ولا تتوافق معنا بسبب ما نشاهده من أفكار متشددة ومتطرفة وفتاوى شاذة من جماعات تدعي الإسلام وهو منهم "براءة الذئب من دم ابن يعقوب". وأضاف معتز أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل 100 عام من يجدد لها دينها والقاعدة الفقهية تقول "لا يُنكر تغير الأحكام بتغير الأزمان"، موضحاً أن التعليم والإعلام الديني بحاجة إلى إحلال وتجديد بقيادات مؤهله لذلك. وعلى الفور أقامت مؤسسات دينية، خططًا عاجلة، لتنفيذ ما طلبه السيسي بإحداث "ثورة دينية"، تصحح المفاهيم الخطأ التي ترسخت في أذهان الأمة الإسلامية، وأصبح الخروج عنها صعبا للغاية". وقال عباس شومان، وكيل الأزهر، إن "الطيب وجه بتنفيذ ما جاء في الخطاب، بإصلاح مناهج التعليم، والخطاب الدعوي"، مشيرًا إلى أن "هذه الخطوة بدأت منذ عام، وقاربت على الانتهاء فيما يتعلق بجميع المقررات الشرعية والعربية، التي تضمنت معالجات للقضايا المعاصرة كالإرهاب والإلحاد". وأضاف أنه "تم تشكيل لجان برئاسته لاستكمال عناصر تصحيح الخطاب الديني، بما يقوى روح الانتماء للوطن، ويعكس صورة مشرقة لدى الدول التي شوهت صورة الإسلام فى أذهان مواطنيها". وأوضح سيتم أيضًا تشكيل لجان مع الوزارات المختصة، كالشباب والتربية والتعليم والثقافة، ومختصين فى مجال الإعلام تبدأ عملها على الفور لتنسيق الجهود فى المجالات التي تتولاها كل وزارة ليكون العمل متناغما بين كل الوزارات والمؤسسات بما يحقق المقصود من الثورة الدينية التي دعا إليها السيسي". وتابع: "المحاور الرئيسية لخطة الأزهر ترتكز حول تفعيل التعاون القائم بين الأزهر الشريف ووزارة الخارجية سواء على مستوى إيفاد الدعاة والأئمة للخارج أو من خلال استقدام الطلاب للدراسة فى الأزهر، لتصحيح مفاهيم الدين، ونشر قيم الإسلام المعتدل فى العالم". جدير بالذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي طالب بثورة دينية على النصوص والمفاهيم الخطأ التي ترسخت في أذهان الأمة الإسلامية، خرجت تصريحات وأغلبها إخوانية منددة تتهم السيسي بالخروج على ثوابت الدين ومقدساته، بينما خرجت تصريحات أزهرية مؤيدة ومطالبة بثورة إصلاحية على النصوص التي لا تناسب العصر وليس لها نص قاطع ومانع من القرآن والسنة النبوية الشريفة.