خيمت أجواء من الهدوء على مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء ليل الجمعة للمرة الأولى منذ قيام ثورة 25 يناير، وتحديدًا عقب انسحاب الشرطة الكامل من سيناء وعودتها على استحياء بنسبة لا تصل إلى 30 % من إجمالي القوة الأمنية التي كانت تتواجد بشبه جزيرة سيناء. وجاء عقب وصول قوات كبيرة من الجيش مدعمة بمدرعات حديثة وعتاد إلى مدينة العريش ظهر الجمعة، والتي انتشرت على جميع مداخل ومخارج مدن شمال سيناء وكذلك المقرات الأمنية والحكومية والشوارع الرئيسية والميادين العامة، في محاولة لفرض القانون بالمدينة التي شهدت حالة من الفلتان الأمني بلغ ذروته في 29 يوليو الماضي باندلاع اشتباكات استمرت لأكثر من عشر ساعات بين قوات الجيش والشرطة من جهة ومسلحين ملثمين من جهة أخرى. وأدى الانتشار العسكري والأمني المكثف إلى دخول الخارجين على القانون والبلطجية وأصحاب السيارات التي لا تحمل أي أرقام أو لوحات معدنية جحورهم. فلم تسجل العريش منذ يوم الجمعة إطلاقًا للنار كما كان يسمع على فترات متقاربة، كذلك توقفت المشاجرات التي كانت تدور القبائل والعائلات ولأسباب غير معروفة بشكل شبه يومي، وتراجعت حالة الفوضى إلى حد كبير. وصرح اللواء صالح المصري مدير أمن مديرية شمال سيناء، أن العريشوسيناء عامة لم تسجل مظاهر الفوضى المعتادة أو أي بلاغات منذ قدوم تلك القوات الجمعة. وأضاف إن تلك التعزيزات ليست قوات هجومية أو لبث الرعب في قلوب المواطن العادي بل تستهدف حفظ النظام والأمن والأمان وهى كفيلة بالقضاء على كل من تسول له نفسه القيام بالعمل على البلطجة والخروج عن القانون. وقال إن هذه القوات والتعزيزات الأمنية ترصد حاليا الحالة الأمنية في سيناء وسوف تتحرك إذا رأت أن هناك ضرورة، موضحا أنها ليست قادمة للهجوم على مناطق الجبال بسيناء. وأضاف أن هذه القوات انتشرت في جميع مداخل ومخارج العريش وكذلك على الطرق الرئيسية والسريعة وعلى جميع المقرات الأمنية والحكومية الحساسة. وأكد الشيخ سلامة إسماعيل الأهتم شيخ عائلات أولاد سليمان، أن التعزيزات الأمنية ضرورية ومطلوبة خلال تلك الفترة لإعادة بث الطمأنينة التي فقدها الأهالي بالعريش، وخاصة العزل الذين لا يمتلكون أسلحة والسيدات والأطفال، وبفضل ذلك استطاع الأهالي أن يناموا وللمرة الأولى منذ فترة طويلة ليلة هادئة. الأمر الذي أكده الشيخ سالم العيادي من قبيلة العيايدة، قائلا إن تلك التعزيزات التي انتشرت في العريش سوف تعمل على عودة الأمن والأمان إلى سيناء، فنحن بحاجة إلى تلك القوات منذ فترة طويلة. وقال عاطف عمار رجل أعمال إنه استطاع أن ينام هو وأولاده في هدوء غير معتاد طيلة الشهور الماضية، وذلك عقب مشاهدته التعزيزات الأمنية وهى تنتشر في مدينة العريش، مقدمًا الشكر المجلس العسكري ومحافظ شمال سيناء لإرسال تلك التعزيزات كي تعود الطمأنينة إلى أهالي سيناء. في حين لاحظ كريم فهمي أبو شيتة القيادي بحزب "الكرامة"، اختفاء ظاهرة حمل السلاح الغير مرخص والسير به بالشوارع الرئيسية، والسيارات التي كانت تسير بالشوارع دون أرقام، الأمر الذي أدى إلى بث روح الأمل في عودة العريشوسيناء إلى ما كنت عليه في السابق. وأكد المحامي مصطفى آدم أن وصول التعزيزات الأمنية إلى العريش من شأنه أن يدفع الخارجين عن القانون والبلطجية إلى دخول جحورهم، واستطعنا بفضل ذلك أن ننام بعمق ولأول مرة منذ عدة أشهر.