الجزيرة مباشر مصر "من البداية للنهاية": تأريخ لعمر ثورة؟

أعلنت شبكة قنوات الجزيرة القطرية يوم أمس الاثنين 22 ديسمبر توقف بث قناة الجزيرة مباشر مصر ودمجها مع قناة الجزيرة مباشر في قناة جديدة تسمى قناة الجزيرة مباشر العامة.
يأتي هذا الأمر كنتيجة للتطورات المصالحة المصرية القطرية التي تقودها المملكة العربية السعودية.
الجزيرة مباشر مصر تركت بصمتها بقوة في الساحة المصرية خلال الثلاث سنوات ونصف الماضية، وجاء خبر إغلاقها صادمًا للكثير من المصريين الذين كانوا يرونها منبرًا للصوت الحر.
ورصد موقع ساسة بوست أبرز المحطات في حياة قناة الجزيرة مباشر مصر كالتالى:-
البداية
انطلاقة القناة جاءت في أعقاب نجاح ثورة 25 يناير 2011م في الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك كتتويج لنجاح شبكة قنوات الجزيرة في تغطية الأحداث خلال ال18 يومًا لحظة بلحظة.
انطلقت القناة في شهر مارس 2011م، لكنها سرعان ما كانت حاضرة في كل بيت تقريبًا.
شاهد أول فيديو يتم رفعه للقناة عبر حسابها على يوتيوب يوم 17 مارس 2011م، والخاص بإعلان عن لقاء مع المستشار طارق البشري.
خط الغاز
في يوم 27 أبريل 2011م، استهدف مجهولون غرفة تجميع أنابيب الغاز الطبيعي المتجه إلى إسرائيل والأردن في مدخل مدينة العريش.
في هذا اليوم تمكنت الجزيرة مباشر مصر من الحصول على مقاطع مصورة للمنطقة التي تتصاعد منها ألسنة اللهب والتي تم إذاعتها لأول مرة عبرها.
جدير بالذكر أن هذه كانت المرة الثانية التي يتم فيها استهداف خط الغاز المصري بعد تفجير مماثل في شهر فبراير 2011م.
السفارة الإسرائيلية
كانت إحدى أبرز التغطيات التي قامت بها القناة إبان فترة حكم المجلس العسكري هي أحداث اقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة يوم 9 سبتمبر 2011م، خلال ما عرف بمظاهرات “جمعة تصحيح المسار”.
هذه الأحداث التي شهدت قيام المئات من المتظاهرين بكسر الجدار الخرساني الذي بنته سلطات الأمن المصرية أمام البرج الذي يوجد به مقر السفارة الإسرائيلية، وقام أحد الشباب بتسلق البرج وإنزال العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري بدلاً منه. أعقب ذلك عملية اقتحام لغرفة الأرشيف الخاصة بالسفارة حيث قام الشباب بإلقاء الكثير من الوثائق التي تخص السفارة في الهواء.
كما قامت القناة بأول استضافة للشاب أحمد الشحات الذي تسلق البرج السكني وأنزل العلم الإسرائيلي.
الاقتحام الثاني
في يوم 29 سبتمبر 2011م قامت قوات الأمن المصرية باقتحام المقر الجديد – وهو مقر تحت التجهيز- لقناة الجزيرة مباشر مصر للمرة الثانية خلال العام.
المكتب الإعلامي بوزارة الداخلية صرح بأن اتحاد الإذاعة والتليفزيون قام بتقديم بلاغ لمباحث المصنفات حول وجود جهاز (live view) الخاص بالبث المباشر دون تصريح؛ فقامت قوات الأمن باقتحام المكتب بعد أخذ إذن النيابة ومصادرة الجهاز.
صور حية للجزيرة مباشر مصر أظهرت حجم التلفيات الذي تسبب فيه رجال الأمن بعد الاقتحام.
كما قامت قوات الأمن باعتقال أحد الموظفين بمكتب الجزيرة ويدعى محمد سليمان.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن هذا الاقتحام جاء بعد اتهامات للقناة بإشعال الموقف خلال أحداث السفارة الإسرائيلية.
حريق مكتب الجزيرة
في صباح يوم 21 نوفمبر 2012م وخلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، قام عدد من المجهولين باقتحام مقر قناة الجزيرة مباشر مصر الكائن بميدان التحرير، حيث حطموا محتويات استوديو البث المباشر وألقوا الحجارة على واجهة المكتب الزجاجية، ثم ألقوا عددًا من قنابل المولوتوف؛ مما تسبب في إضرام النار في محتويات المكتب.
هذا الأمر جاء في اليوم الثالث للاشتباكات المستمرة بين متظاهرين وقوات الأمن في شارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير، وأيضًا في أعقاب تقارير للجزيرة توضح أن هؤلاء الذين يشتبكون مع قوات الأمن ليسوا ثوارًا، ولكن بلطجية. فاتهمها البعض بموالاتها للرئيس محمد مرسي.
يوم تحرُّك الجيش 3 يوليو
في مساء يوم 3 يوليو 2013م، وبعد أن ألقى وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي خطابه الشهير الذي أعلن فيه عزل محمد مرسي وإعلان خارطة للطريق، قامت قوات الأمن بمداهمة مكتب الجزيرة مباشر مصر بالإضافة لمكاتب أخرى تابعة لشبكة الجزيرة وعدد من القنوات الدينية بالإضافة لقناة مصر 25 التابعة لجماعة الإخوان المسلمين.
قوات الأمن المصرية قامت باحتجاز مدير قناة الجزيرة مباشر مصر أيمن جاب الله، ومدير مكتب الجزيرة الإخبارية عبد الفتاح فايد مع عدد من العاملين بينهما اثنان من مهندسي البث الذي أرسلتهما إلى النيابة.
قوات الأمن أجبرت العاملين بالقناة والضيوف الذين كانت تستضيفهم القناة وقت الاقتحام بالتوقف عن الكلام كما قامت السلطات المصرية بقطع إرسال قناتي الجزيرة والجزيرة مباشر مصر من القمر الصناعي نايل سات.
حيازة كاميرا
وهو فيلم وثائقي للقناة تم نشره يوم 4 أغسطس 2013م، والذي سلط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها المصورون في تغطية الاشتباكات الحادثة بين المتظاهرين وقوات الجيش والشرطة في فترة ما بعد الثالث من يوليو.
وقد أظهر الفيلم مشاهد قوية لاستهداف قوات الأمن لحاملي الكاميرات بشكل متعمد خلال مجزرتي الحرس الجمهوري والمنصة.
فض رابعة
في يوم فض ميدان رابعة العدوية يوم 14 أغسطس 2013م، ألقت قوات الأمن المصرية القبض على مراسل قناة الجزيرة مباشر مصر في القاهرة عبد الله الشامي.
ورغم المطالبات الفورية من قبل القناة وعدد من المنظمات الحقوقية مثل هيومان رايتس ووش بضرورة الإفراج عن الشامي إلا أن السلطات لم تستجب لهذا الطلب إلا بعد أن قام عبد الله الشامي بإضراب طويل عن الطعام منذ يوم 21 يناير 2014م؛ اعتراضًا على طول فترة حبسه الاحتياطي دون تقديمه للمحاكمة، حيث استمر الإضراب لمدة 130 يومًا. في يوم 17 يونيو 2014م تم الإفراج عن عبد الله الشامي.
سيسي ليكس
على مدار عدة أشهر من عام 2013م، قامت قناة الجزيرة مباشر مصر بإذاعة عدد من التسريبات الصوتية والمرئية المتعلقة بالرئيس عبد الفتاح السيسي إبان فترة توليه منصب وزير الدفاع خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.
هذه التسريبات شهدت عددًا من الأمور المثيرة للجدل، أبرزها رغبة السيسي في رفع الدعم وزيادة الأسعار ولجنة إعداد الدستور.
تحت المنصة
في يوم 23 نوفمبر 2013م قامت قناة الجزيرة مباشر مصر ببث فيلم وثائقي استقصائي من إنتاجها حول الجثث التي قيل إن الإخوان المسلمين قاموا بدفنها تحت منصة ميدان رابعة العدوية.
الفيلم أثبت بالأدلة أن الجثث التي عرضتها القنوات المصرية في يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة كانت جثث حديثة تم قتلها في نفس اليوم عبر قوات الأمن المصرية.
المندس
يوم 31 مايو 2014م قامت قناة الجزيرة مباشر مصر ببث فيلم وثائقي من إنتاجها بعنوان "المندس"، والذي أظهر فيه دور الدولة العميقة والمجلس العسكري في إحداث المشاكل والقلاقل في مصر في فترة ما بعد ثورة يناير.
الفيلم تسبب في إحداث ردود فعل قوية، واستطاع الحصول على قرابة المليوني مشاهدة ونصف عبر موقع يوتيوب.
غلق القناة
في يوم 22 ديسمبر 2014م أعلنت شبكة قنوات الجزيرة عن إنهاء بث قناة الجزيرة مباشر مصر، ودمجها مع قناة الجزيرة المباشر وذلك حتى تتحسن الأوضاع لإعادة البث من القاهرة بعد الحصول على التراخيص اللازمة.
هذا الحدث جاء بعد يومين من زيارة موفد للأمير القطري إلى القاهرة لمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي في إطار المصالحة بين البلدين تحت رعاية سعودية.