ودعت الأسهم المصرية أسبوعا عصيبا تكبد فيه المتعاملون خسائر حادة وسط دوامة الهبوط التي دخلتها الأسواق الاقليمية والعالمية منذ خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم ووسط مخاوف بشأن قطاع البنوك الفرنسي الذي يواجه صعوبات ولديه تعرض كبير لمشاكل الديون في أوروبا. وقال محللون إن تداولات الأسبوع المقبل ستتوقف بشكل أساسي على تعاملات الاسواق العالمية خاصة الأسهم الامريكية غدا الجمعة بعد أن غض المتعاملون الطرف فيما يبدو عن التوترات السياسية الداخلية في أكبر بلد عربي من حيث السكان ومحاكمة رئيسه السابق وأصبحوا يسارعون بالبيع عند اهتزاز الأسهم العالمية. وقال نادر إبراهيم العضو المنتدب لشركة مشرق كابيتال لإدارة المحافظ المالية "الأسهم الأمريكية تحدد اتجاه السوق المصرية الآن. لقد تحولنا إلى سوق قطيع. إذا صعدت الأسهم الأمريكية نصعد وإذا هبطت نهبط." وأردف "لابد أن يعلم الجميع أن هذه السياسة (القطيع) خاطئة ولا تصلح في هذا الوقت. من يعقل أن تخسر السوق (المصرية) أكثر من السوق الامريكية صاحبة الأزمة. " وانخفض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية .EGX30 بنسبة 1.5 بالمئة إلى 4592.31 نقطة اليوم لتبلغ خسائره نحو 8.3 بالمئة في الأسبوع المنصرم. وفقدت الأسهم نحو 25.6 مليار جنيه (4.3 مليار دولار) من قيمتها السوقية خلال الأسبوع ليصل إجمالي الخسائر إلى نحو 132.5 مليار جنيه منذ بداية العام. وقال إبراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم للوساطة في الاوراق المالية إن أداء السوق خلال الأسبوع المقبل "سيتحرك عرضيا بين 4600-4700 نقطة وسيحاول الوصول إلى 4800 نقطة. لكن القوة البيعية ستعيده مرة أخرى إلى مستوى 4400 نقطة." لكن عبد الرحمن لبيب مدير إدارة التحليل الفني بشركة الأهرام للسمسرة في الأوراق المالية قال "المؤشر يسير في اتجاه هبوطي على المدي القصير متجها إلى 4000 نقطة." واتفق معه إيهاب سعيد رئيس قسم التحليل الفني بشركة أصول للوساطة في الاوراق المالية قائلا "المؤشر سيتراجع الأسبوع المقبل مستهدفا 4400 نقطة وفي حالة كسرها يستهدف 4000 نقطة. الأسهم الأمريكية ستكون هي العامل المؤثر في هبوط السوق." وعاد الخوف إلي وول ستريت أمس الاربعاء دافعا المؤشرات الثلاثة الرئيسية للأسهم الامريكية للهبوط أربعة بالمئة مبددة معظم المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة. وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار "سنشهد تذبذبا حادا في تعاملات الاسبوع المقبل بضغط من الارتباط مع الأسواق العالمية ونقص السيولة الجديدة بالسوق. أتوقع أن تكون المشتريات انتقائية بما يؤثر على قدرة المتعاملين الأفراد على قيادة القوة الشرائية بالسوق." ويستحوذ المتعاملون الأفراد عادة على النصيب الأكبر من التعاملات بالبورصة المصرية وتأتي من بعدهم صناديق الاستثمار والمؤسسات المالية. وقال حسام أبو شملة رئيس قسم البحوث بشركة العروبة للسمسرة في الأوراق المالية "السوق المصرية تحولت لسوق أفراد للأسف. ردود الأفعال العشوائية من قبل الأفراد والذعر هو ما يدفع الأسهم للهبوط." وأضاف "السوق أصبح غير مفهوم. لابد من خروج المسؤولين وتوضيح ما يحدث بالسوق وما هو الضرر الواقع على مصر من خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة أو ما هي الفائدة من الخفض إذا كانت موجودة." وفقدت الولاياتالمتحدة تصنيفها الائتماني الممتاز AAA من قبل مؤسسة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز يوم الجمعة الماضي في ضربة غير مسبوقة لأكبر اقتصاد في العالم.