أجرت جماعة "الإخوان المسلمين" السبت أول انتخابات علنية منذ أكثر من 60 عامًا لانتخاب اعضاء مكتب الإرشاد بالجماعة، لانتخاب ثلاثة أعضاء جدد بالمكتب بدلاً من الأعضاء الثلاثة الذين أسسوا حزب "الحرية والعدالة" وتقلدوا مناصب قيادية به, وهم: محمد مرسي ومحمد سعد الكتاتني وعصام العريان. وشارك في عملية التصويت التى أجريت بأحد القنادق الفخمة بمجمع سيتى ستارز بمدينة 107 من أعضاء مجلس شورى "الإخوان" من إجمالي 120 عضوًا, بحضور مندوبين عن وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية. وأسفرت الانتخابات عن فوز عبد العظيم أبو سيف الشرقاوي ممثلا عن قطاع شمال الصعيد؛ وهو المقعد الذي كامن يشغله الدكتور محمد سعد الكتاتنى، الذي اختير لمنصب الأمين العام لحزب "الحرية والعدالة ", حيث حصل على 68 صوتا، فيما حصل منافسه أحمد عبد الرحمن على 38 صوتًا. أما المقعدين الذى كان يشغلهما كل من الدكتور محمد مرسي رئيس حزب "الحرية والعدالة" والدكتور عصام العريان نائب رئيس الحزب، فقد فاز بهما محمد أحمد إبراهيم الذى حصل على 77 صوتا، والدكتور حسام أبو بكر بحصوله على 60 صوتا، من إجمالي 107 أصوات. يذكر أن آخر اجتماع لمجلس شورى الإخوان عقد في يناير 2010، حيث جرت في ظل حصار أمني ومطاردة من مباحث أمن الدولة. واعتبر الدكتور الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان كلمة قبل انطلاق عملية التصويت، أن إجراء الانتخابات علنا "هو فضل من الله على مصر التى أصبحت تنعم بالحرية والحق والعدل, وينعم الشعب المصرى وجماعة الإخوان بالحرية التى جاءت كثمرة من ثمرات الثورة المباركة. وقال إن هذه المرة الرابعة التي يجتمع فيها مجلس شورى الجماعة علنا خلال 6 أشهر بعد قيام ثورة 25 يناير، موضحا أن "اجتماع أعضاء شورى "الإخوان" علنا، وأمام مرأى العالم كله، ليرى جماعة "الإخوان" بعد أن تحققت للدعوة مكانتها اللائقة بها بعد أن حاول الطغاة والمستبدون والظلمة تشويه صورة الجماعة وطمس نور الدعوة, إلا أن الله يأبى إلا أن يتم نوره". وفرض حظر على جماعة "الإخوان"، التي ينظر إليها بوصفها أكثر القوى السياسية شعبية وتنظيما في مصر وتعرضت للتضييق كثيرا وزج بالآلاف من أعضائها إلى السجون خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك الذي استمر 30 عاما. وأكد مرشد "الإخوان" أن أعضاء شورى الجماعة يجتمعون ليختاروا ثلاث أعضاء، خلفا للأعضاء الذين أسسوا حزب "الحرية والعدالة" بعد أن كان البعض يتهمنا بأننا نناور ولن نقوم بإنشاء حزب سياسي. وأضاف إن "الإخوان يكنون كل حب ومودة للإخوة الأقباط", لافتا إلى أن اختيار المفكر القبطى الدكتور رفيق حبيب ليكون نائبًا لرئيس حزب "الحرية والعدالة" بالإجماع دلالة على الحب والمودة للأقباط, كما أنه يوجد أكثر من 100 قبطي ضمن الأعضاء مؤسسين لحزب "الحرية والعدالة"، بالإضافة إلى أكثر من ألف إمراة. وأشار إلى أن حزب "الحرية والعدالة" الذى يعتبر الذراع السياسي للجماعة هو أول حزب على مستوى العالم كله يشارك فى تأسيسه أكثر من ثمانية آلاف عضو، فيما تبلغ النسبة للازمة للحصول على الترخيص خمسة آلاف عضو. أكد بديع أن الجماعة سيتسنى لها للمرة الأولى إقامة إفطارها الرمضاني دون مضايقات بعد أن كان النظام وأجهزته الامنية يمنعونهم ويضيقون على حفلات الإفطار الرمضانية. وقال إن الجماعة لم تتوقف لحظة عن تقديم الخير لمصر رغم الحصار والتضييق الأمنى، ودعا الله أن يحفظ مصر وأن يجمع شملها وأن تظل روح ميدان التحرير التى أسقطت النظام سائدة بين المصريين.