يعانى أهالى قرى ومدن محافظة الغربية، من اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحى والجاز، الأمر الذى أدى إلى إصابة 28 مواطناً بقرية مشلة التابعة لمدينة كفر الزيات، من بينهم أطفال مما ينذر بكارثة فى باقى أنحاء المحافظة. وأكد مسئول بمديرية الصحة بالغربية، رفض ذكر اسمه، أنه بتحليل بعض عينات مياه الشرب بالمحافظة بمعامل وزارة الصحة اتضح أنها غير مطابقة لمواصفات الوزارة وتبين ارتفاع نسبة الأمونيا والمنجنيز والكلوريدات والأملاح الكلية مما يجعلها غير مطابقة كيميائياً، بالإضافة إلى عدم مطابقتها بكتريولوجياً نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحى، حيث جاءت النتائج النهائية لتحليل عينات مياه الشرب العام الماضى وحتى الآن غير مطابق بنسبة 16% كيماوى و9% بكتريولوجى بالنسبة لمياه الآبار الجوفية علما بأن النسبة المسموح بها 5% فقط، ففى مركزى طنطا وبسيون أكدت تحاليل معامل وزارة الصحة عدم مطابقة 25% من العينات التى تم تحليلها وفى مركز قطور تبين عدم مطابقة 24% وفى كفر الزيات بنسبة 18% وسمنود 17%.
وكشفت التقارير، أن نتائج التحليل الكيماوى لشبكات التوزيع تمثل كارثة خاصة فى مركز كفر الزيات لعدم مطابقة 86 % من العينات التى أخذت وفى سمنود 28% وقطور 20 %، كما جاءت نتيجة التحليل البيولوجى لمياه الآبار الجوفية غير مطابق بنسبة 13% فى كفر الزيات وقطور 11 % وطنطا وسمنود 9% والمحلة الكبرى 7% رغم أن النسبة المسموح بها وفقا لوزارة الصحة هى 5% فقط مما ينذر بوقوع كارثة صحية وبيئية بالغربية.
وأكد الكيميائى، محمد حافظ، مدير صحة البيئة بمديرية الصحة بالغربية سابقاً، أن مياه الشرب بالمحافظة غير مطابقة للمواصفات وتهدد صحة المواطنين.
وقال إنه رفع تقارير سابقة بنتائج تحليل عينات المياه والصرف الصحى للجهاز المركزى للمحاسبات ولكن لم يتم اتخاذ أى قرار تجاه المقصرين على الرغم من توفير الدولة لكل إمكانات معالجة المياه.
وأشار الكيميائي، إلى أن كل محطات المياه ملحق بها وحدات معالجة ولكنها لا تعمل لارتفاع تكلفة المعالجة، حيث تفضل المحطات الحصول على غرامات للمخالفة والتى لا تتعدى قيمة المخالفة 1000 جنيه فقط عن تحمل تكاليف المعالجة. يقول ياسر المسيرى، من أبناء قرية مشلة ونجله مصاب بمرض السرطان فى الدم، إن أهالى القرية يعيشون بدون مياه شرب صحية أو صرف صحى أو وحدة صحية تقدم العلاج لأبناء القرية بعد إصابتهم بالبلهاريسيا والفشل الكلوى والسرطان بسبب تلوث المياه ورى الفلاحين للأراضى الزراعية بمياة الصرف والمجارى.
وأضاف، أن القرية سجلت خلال ال 3 سنوات الماضية إصابة 28 حالة بالسرطان منهم 5 فى شهرين وشهدت القرية 3 وفيات من ال 28 حالة منهم حالتان فى ال 10 أيام الماضية، ويكمل كلامه قائلا إن أهالى القرية لجئا إلى المياه الجوفية بإنشاء طلمبات ارتوازية وبتحليل المياه تبين أنها مليئة بعناصر الحديد والرصاص والزنك والمنجنيز، مما يصيب الأهالى بالفشل الكلوى والسرطان، وأن هذه العناصر تم تسريبها للمياه الجوفية الموجودة بباطن القرية من خلال مصرف القرية ومصارف المياه المحفورة أسفل المنازل والتى يستخدمها المواطنون كمكان لتجمع مياه الصرف الصحى به ثم نقلها أسبوعيأ بواسطة سيارات الكسح والتى بدورها تليقها فى المصرف الذى يستخدم مياهه الفلاحون فى رى محاصيلهم الزراعية مما يسفر فى النهاية عن إصابة الأطعمة وسرطنتها.
وأضاف "المسيرى"، أنه اكتشف أن نجله ليس الحالة الوحيدة المصابة فى القرية، حيث تبين له أن هناك أكثر من 25 حالة تعالج وهناك 3 حالات توفيت بسبب المرض ما دفعه للبحث عن الأسباب وقيامه بتحرير محضر ضد وكيل وزارة الصحة بالغربية الدكتور محمد شرشر، وشركة مياه الشرب والصرف الصحى، يحمل رقم 53 أحوال مركز كفر الزيات يتهم فيه الصحة وشركة مياه الشرب بأنها السبب فى إصابة نجله وعدد كبير من أهالى القرية بمرض السرطان، وذلك بسبب تلوث مياه الشرب واختلالطها بالمخلفات الصناعية إلى جانب أن مواسير المياه فى القرية محرمة دولياً، ورغم ذلك تم وضعها فى عام 2004 ولم تغير حتى الآن مما عرض الأهالى للإصابة بأمراض الفشل الكلوى والسرطان.
وتقدم المسيرى، ببلاغ يحمل رقم 11909 إدارى كفر الزيات ضد وزراء الصحة والرى والإسكان والمرافق ورئيس الهيئة العامة لمياه الشرب والصرف الصحى يتهمهم فيه بالإهمال، مطالبا فى بلاغه ندب لجنة من كليتى علوم وطب طنطا ومعهد الأورام بطنطا للإثبات والاحتفاظ بالحق المدنى ضد المشكو فى حقهم.
ومن جانبه، طالب المحامى العام لنيابات غرب طنطا إحالة الدعوة لنيابة كفرالزيات وضمها للبلاغ الذى يحمل رقم 53 أحوال مركز كفر الزيات ضد وكيل وزارة الصحة بالغربية ورئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربية.
وفى مدينة المحلة الكبرى، يقول محمد صالح، إن أهالى المنطقة اشتروا جهاز تحلية وتنقية للمياه وكل أسرة تدفع شهرياً 5 جنيهات لصيانة الفلاتر وتجديدها مقابل الحصول يومياً على جركن سعة 20 لتر مياه نظيفة.
ويضيف: أننا لجأنا إلى ذلك بسبب انقطاع مياه الشرب وتكرار انقطاعها بشكل يومى ولا تأتى إلا فى ساعة متأخرة من الليل وعندما تأتى تكون غير صالحة للشرب، وطالب محافظ الغربية بضرورة الاهتمام بمشكلة مياه الشرب والعمل على توفير كوب ماء نظيف وصحى للمواطنين.
وفى طنطا، يستغيث المواطنون بمنطقة الخادم من اختلاط مياه الشرب بالسولار "الجاز" وصدور رائحة كريهة منها الأمر الذى يهدد بكارثة وإصابة الأطفال والأهالى بالتسمم.
-"فضفض" بقصصك الإنسانية وقصص من يهمونك .. ارسل مشاكلك مع المسئولين والوزارات المختلفة ..للتواصل والنشر في صفحة " ديوان المظالم .. مع الأستاذة: صفاء البيلي موبايل: 01124449961 فاكس رقم25783447 إيميل: Bab.almesryoon@ gmail.com