يشهد معرض "العلوم العربية في عصرها الذهبي" المقام في معهد العالم العربي في باريس إقبالا كبيرا منذ افتتاحه في نهاية أكتوبر الماضي، حيث جذب المعرض المستمر حتى 19 من مارس المقبل اكثر من 110 الف زائر حتى الان بواقع 1200 زائر يوميا. ويقول فيليب لوموان مدير الاتصالات في معهد العالم العربي "انها نتيجة غير عادية لموضوع صعب". ويعتبر هذا المعرض الاكثر جذبا للزوار بعد معرض الحضارة الفرعونية الذي اقامه المعهد العام الماضي وشمل عرض تمثال توت عنخ آمون الشهير والذي جذب 700 الف زائر. في المقابل فان "العلوم العربية في عصرها الذهبي" الذي يتناول الفترة الممتدة من القرن الثالث عشر الى القرن الخامس عشر لا يقدم للزائر شيئا فريدا فهو لا يتضمن سوى نحو 200 قطعة من خرائط جغرافية ومخطوطات قديمة واسطرلابات. ويضيف فيليب لوموان "لانه لا يتضمن شيئا فريدا تعتبر هذه النتيجة استثنائية" موضحا "هذه المرة ياتي الناس لمحاولة فهم هذا العالم الذي يحتل كل يوم اعنف عناوين الاخبار وصفحات الجرائد. انهم يريدون الخروج من القوالب الجاهزة". وتقول الكسندرا (44 سنة) التي تعمل قابلة قانونية في باريس "عندما ننظر الى هذه الاشياء المدهشة لا نستطيع البقاء على الاحكام المسبقة للعنف والتطرف ويجعلنا نعيد النظر في الكثير من الامور". ويقدم المعرض بعض الايات القرآنية والاحاديث النبوية التي تعلي قيمة العلم والعلماء مثل "ان الله يحب من عباده العلماء" و"قليل العلم خير من كثير العبادة". وفي هذا الاطار فان اهم ما في المعرض انه يشير الى ان مجموعة العلوم التي طورها العرب في ذروة الحضارة الاسلامية كانت مصحوبة بخطاب علمي نظري وهذا ما يجسد التطور الابرز الذي جاء به العرب. وتقول جابرييلا وهي معلمة ايطالية لم تزر ابدا العالم العربي "من الجيد التذكير بان كل ذلك كان موجودا". ويضم المعرض نحو 200 قطعة تم جمعها من 40 مؤسسة عبر العالم ويوزع في موازاته دليل اشرف على اصداره الجزائري احمد جبار المشرف العام على المعرض والذي يدرس العلوم في جامعة ليل الفرنسية. ويوضح احمد جبار ان هذا المعرض هو "الاول من نوعه" مضيفا "انه يقدم معلومات معروفة لكنها غير منتشرة جيدا وتصحيحا لدور الحضارة الاسلامية في مجال العلوم. ويظهر ايضا ان العلاقة بين العلوم في الدول الاسلامية واوروبا اكبر واعمق مما نتصور". ويوضح جبار للزوار انه خلال العصر العصر الذهبي للحضارة الإسلامية "كانت العلوم تطبق بدون اي تداخل مع الدين" وكان بين العلماء يهود ومسيحيون وايضا وثنيون. وذكر جبار بانه كان هناك "خروج مستمر" على المحظور وقال في اشارة الى تصوير الاشخاص في الاسلام والجدل الدائر بشان الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد ان "مجموعات النجوم قدمت على شكل وجوه بشرية. وهذا عمليا يعد تجاوزا". وتوضح مدرسة جاءت مع طلابها لتعريفهم على هذا "العصر الذهبي" ان العرب هم اصحاب الفضل في وضع قواعد الهندسة. ويقر جبار "يمكن في الواقع التحدث عن علوم إسلامية او علوم دول اسلامية" مشيرا الى ان هذه المعارف انتشرت في الواقع بفضل اللغة العربية.