تشهد إسرائيل احتجاجات آخذة في التصاعد منذ عدة أيام ضد الحكومة، بسبب أزمة السكن، وغلاء المعيشة، والذي تعاني منه الطبقة الوسطى والشرائح المتدنية بالمجتمع الإسرائيلي، الأمر الذي دفع البعض إلى مقارنة هذه الاحتجاجات بالثورة الشعبية في مصر التي أطاحت بنظام حسني مبارك. فتحت عنوان: "نقاط التشابه بين احتجاجات إسرائيل وثورة مصر"، كتب موقع "واللاه" العبري الإسرائيلي في تقرير أمس، إن سخرية كبار السن كانت القاسم المشترك الأول بين الاثنين، ففي تل أبيب والقاهرة كانت السخرية دائمًا من الشباب عديم النفع، الذي لا يتجمع إلا ليشارك في حفلة غنائية لمطرب أو مطربة ما، لكن بعد الثورة هنا وهناك احترم المسنون الشباب وشاركوا في مظاهراتهم. وتحدث عن وجه شبه آخر بين الثورة المصرية، والاحتجاجات الحالية في إسرائيل، ويتمثل في موقع فيسبوك"، الذي خرجت منه الدعوات للانتفاضة الشعبية في مصر، والذي وصفه ب "البرنامج الإلكتروني المعجزة" باعتباره نقطة التشابه الثانية بين ميداني التحرير بالقاهرة و"هابيما" مركز الاحتجاجات في إسرائيل. واستطرد: أنت لا يمكنك تنظيم ثورة إلا عبر "فيسبوك"، ففي الوقت الذي تحول فيه العالم لقرية صغيرة انتقلت الثورة من تونس لمصر، كذلك في إسرائيل الاحتجاجات تم تنظيمها من خلال موقع التواصل الاجتماعي، آلاف الأعضاء بعد أن ضغطوا "لايك" على البرنامج الإلكتروني تحول زر الحاسب الآلي إلى خيمة في ميدان هابيما. وقال إن عدم انتماء المتظاهرين في مصر وإسرائيل لتيار محدد، أو الانضواء تحت قيادة معينة هو نقطة التشابه الثالثة، وهي استقلال المحتجين، مما أدى لنجاحهم في ضم كل من يعاني إلى مظاهراتهم سواء يمين أو يسار. أما هم أوجه التشابه – كما يصفها الموقع – فتتمثل في تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، وأخيرًا القمع العنيف من جانب السلطات في مصر وإسرائيل، الأمر الذي دفع الموقع إلى وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومساعديه بأنهم "تعلموا من الحكام العرب دروسا جيدة في قمع المتظاهرين"، سواء باستخدام الاعتقالات والاعتداء عليهم، في إشارة إلى اعتقال العشرات من المحتجين. يشار إلى أن الاحتجاج على أزمة السكن بدأ بإقامة معسكر خيام في وسط تل أبيب قبل نحو 15 أيام وسرعان ما أقيمت معسكرات خيام مشابهة في العديد من المدن في أنحاء إسرائيل احتجاجا على الارتفاع الكبير في أسعار السكن.