يشكو مهجرو رفح المصرية الذين أخلت القوات المصرية منازلهم وهدمتها لإقامة منطقة عازلة مع قطاع غزة، من سوء المعاملة، مؤكدين أنهم فى أماكن كثيرة عرضة لمعاملتهم وكأنهم "ليسوا مصريين". فى أكتوبر الماضى بدأت السلطات، بعد بضعة أيام من اعتداء أوقع 30 قتيلاً فى صفوف الجيش بشمال سيناء، فى إخلاء نحو 800 منزل على الشريط الحدودى لإقامة منطقة عازلة بعرض 500 متر وبطول 13,5 كيلومتر. وأعلنت الرئاسة المصرية، أن الهدف من هذه المنطقة العازلة "إغلاق الباب أمام عناصر إرهابية تخترق الحدود المصرية وتهدد الأمن القومي" فى إشارة إلى الأنفاق الموجودة على هذا الشريط الحدودى الذى يقسم مدينة رفح إلى جزأين أحدهما فى مصر والآخر فى قطاع غزة. ويقول أبو محمود، أحد السكان المهجرين من المنطقة الحدودية، لوكالة "فرانس برس" أنه أُمهل وعائلته ثمانى ساعات فقط لإخلاء منزلهم الذى هدم. ومثل منزل عائلة أبى محمود، الذى فضل عدم ذكر اسمه خوفًا من الانتقام، تم هدم أو سيتم هدم 800 منزل، وتهجير 1100 أسرة، وفق الجيش. ويضيف أبو محمود: "ليس لدينا مشكلة فى المنطقة العازلة أو فى الإخلاء ولكنهم أعطونا مهلة لا تتجاوز ثمانى ساعات فقط لنقل كل محتويات المنزل". ويتابع: "على أى حال لدينا مشاكل أهم الآن، أهمها الطريقة التى نعامل بها عندما نخرج من العريش، فالضباط (الجيش أو الشرطة) فى نقاط التفتيش على الطريق إلى القاهرة أو الإسماعيلية عندما يجدون أن السيارة مسجلة فى شمال سيناء يسيئون معاملتنا ويتعمدون تعطيلنا وتفتيشنا تفتيشًا ذاتيًا". ويضيف: "ليس الضباط فقط وإنما الأهالى عندما يلاحظون أننا من شمال سيناء يتهموننا بالخيانة والعمالة بل لقد تم تهشيم زجاج سيارتين تحملان لوحات من شمال سيناء فى الإسماعيلية والغربية". ويقول "نعامل كأننا من دولة أخرى ولسنا مصريين". ويلتقط شقيقه محمد الخيط ليقول "الإعلام يلعب دورًا سلبيًا للغاية ويحرض علنًا ضد أهالى شمال سيناء "مشيرًا على وجه الخصوص إلى اثنين من وجوه نظام حسنى مبارك اللذين عادا لتقديم برامج تليفزيونية مسائية على قنوات خاصة. ويضيف "هؤلاء الإعلاميون يعممون وكأن كل أهالى شمال سيناء إرهابيون، ينبغى أن توقف الدولة هذا التحريض".