يعقد عدد من رؤساء الأحزاب وقيادات الائتلافات الليبرالية، اجتماعًا اليوم الأحد لبحث الموقف من "جمعة الاستقرار" التي دعت إليها القوى الإسلامية ومن بينها "الإخوان المسلمون" و"الجماعة الإسلامية" والسلفيون إلى تنظيمها يوم الجمعة 29 يوليو الجاري، للتأكيد على الهوية الإسلامية لمصر. وجاءت الدعوة للاجتماع بمبادرة من الدكتور ممدوح حمزة رئيس "المجلس الوطني" وحظيت بترحيب من الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب "المصري الديمقراطي"، والدكتور أيمن نور مؤسس حزب "الغد"، ونجيب ساويرس مؤسس حزب المصريين الأحرار، إضافة لرؤساء بعض الأحزاب تحت التأسيس، ومنهم صلاح عدلي وكيل مؤسسي "الحزب الشيوعي المصري" و"حزب الوعي الحر" وسيحضر نيابة عنه شادي الغزالي حرب، ونجيب جبرائيل وكيل مؤسسي حزب "الاتحاد المصري" وارمانيوس المنياوي وكيل مؤسسي حزب "النهر الجديد"، إضافة إلى قيادات بعض الائتلافات منها "كفاية" و"6 أبريل". وكانت اتصالات جرت الجمعة بين قيادات القوى السياسية اليسارية والليبرالية والعلمانية، وذلك في أعقاب تصريح الدكتور عاصم عبد الماجد المتحدث باسم "الجماعة الإسلامية" وهجومه على هاجم المعتصمين بميدان التحرير. وبادر ممدوح حمزة بالدعوة لعقد اجتماع طارئ، والرد على دعوة القوى الإسلامية إلى مليونية الجمعة القادمة. وانتقدت الائتلافات المعتصمة بميدان التحرير هجوم المتحدث باسم "الجماعة الإسلامية"، وقالت إنها لن تتنازل عن ميدان التحرير، لأنه "ملك لثوار مصر الحقيقيين"، مستبعدة أن تحظى الدعوة إلى تنظيم مليونية الجمعة القادمة بالاستجابة من الشارع المصري، بحسب توقعاتها. يأتي هذا في الوقت الذي بدأت فيه الاتئلافات الشبابية تعاني من انشقاقات داخلية، في ظل الانتقادات لأسلوب إدارتها وتبنيها لقضايا يرى المنتقدون أنها ليست بذات الأهمية، وأن هناك تخبطًا في تحديد الأولويات. وقال سالم عبد النبي خريج صيدلة القاهرة، وأحد الأعضاء السابقين بحركة "6 أبريل"، إنه فضل الابتعاد عن العمل السياسي، لأنه أصيب بالإحباط جراء التنافس "غير الشرعي" بين القوى السياسية للحصول على نصيب من الكعكة. ووصف ما يحدث على الساحة السياسية في مصر ب "المسخرة"، قائلا: هناك شباب ورجال لم أشاهدهم أيام الثورة والمظاهرات واليوم خرجوا من جحورهم في محاولة لتصدر المشهد السياسي، كاشفًا أن غالبية أعضاء الائتلافات المعتصمين بميدان التحرير يأتي إليها الطعام والشراب، إضافة إلى مصروف شخصي يومي، وذكر أن هذا الأمر هو ما جعله يبدي توجسًا إزاء الجهات التي تدعم المعتصمين، وتابع: سألت نفسي من ذا الذي يأتي إلينا بكل هذا لمجرد دفاعنا عن موقفنا السياسي، فالأمر فيه شيئا من الريبة، وما زاد مخاوفي خلال الأسابيع الماضية محاولة الصدام مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة بدون سبب مقنع. وقال إن التباطؤ الذي تشهده محاكمات رموز النظام السابق يسأل عنه القضاء، والانفلات الأمني يسال عنها وزارة الداخلية، ورأى أن افتعال هذا الصدام يراد منه إبعاد الجيش عن المشهد تمامًا، وبالتالي مصر تكون بلا قوة تحميها. وأشار إلى أن هناك بالفعل مجموعات من حركة "6 أبريل" هدفها من البداية إدخال البلد في فوضى، وأنا اعترضت على هذا الأسلوب الذي قد يدخل البلد في نفق مظلم، وفي النهاية فشلت محاولاتي وآخرين غيري في العودة إلى المسار السليم، ما دعاني في النهاية إلى الانسحاب من الحركة وعدم الانضمام لأي ائتلاف آخر.