تحت شعار "الجامعات تكشر عن أنيابها" فلم يكونوا على علم بما ينتظرهم "كاميرات رصدت وعيون رأت وصنارة للأمن قامت باصطيادهم"، إنهم طلاب الجامعات البعض مظلوم والبعض يشكل خطراً مما يقوم به من أعمال شغب وعنف فى التظاهرات التى لا تنتهى داخل الحرم الجامعى بمختلف الجامعات المصرية، لتتخذ الجامعة قراراً واجباً بفصل هؤلاء الطلاب بعد جلسات متعددة من التحقيق معهم بشأن تلك الأعمال. لتكون الحصيلة النهائية بعد انقضاء أول شهر من بدء العام الدراسى الجديد 2014/2015 هى 50 طالبًا بكل من جامعة القاهرة وعين شمس والأزهر. ويبقى السؤال ما مصير هؤلاء الطلاب؟ هل يلجئون إلى الدول الأخرى التى تدعم توجهاتهم السياسية لاستكمال مسيرتهم الدراسية مثل "قطروتركيا"؟ أم أنهم سيكونون قنبلة موقوتة فى وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى والنظام الحالى ليقوموا بتنفيذ أعمال الشغب والعنف خارج الحرم الجامعى، خاصة بعد قرار المجلس الأعلى للجامعات بعدم قبول الطلاب المفصولين من الجامعات وأن قبول هؤلاء الطلاب بأى جامعة من الجامعات الخاصة هو مخالف للقانون. الإحصائية الكاملة ل 50 طالبًا مفصولين على مستوى جامعات الجمهورية كانت البداية مع قرار رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار، بفصل 10 طلاب تورطوا فى أعمال عنف بالحرم الجامعى خلال تظاهرات للطلاب فى الأسبوع الأول لبدء الدراسة فى العام الجامعى الحالى، مع بدء التحقيق مع 4 آخرين نتيجة أحداث العنف الأخيرة التى شهدتها الجامعة، حيث وزع الطلاب على الكليات كالتالى، فى المقدمة أتت كلية العلوم، حيث فصل منها 5 طلاب من بينهم أحمد حسن أحمد حسن، ومحمود محمد حامد المصيلحى ورامى قطب عبد التواب وياسر محمد جاد بالفرقة الرابعة، والطالب مصعب محمود عبد الخالق بالفرقة الثالثة بالكلية. فيما جاءت كلية دار العلوم فى المرتبة الثانية، حيث فصل منها 3 طلاب وهم: عبد الرحمن مدحت عبد العزيز بالفرقة الثانية، ومحمد نبيل عبد العظيم، وأسماء محمد عبد العال بالفرقة الثالثة، والطالب محمود فضل الله طالب بالفرقة الرابعة بكلية الآداب، والطالب على طه محمد حسن بالفرقة الثانية بكلية التجارة. وكانت لجماعة الأزهر نصيب الأسد من قرارات الفصل، حيث اتخذت الإدارة قرارًا بفصل 29 طالبًا وطالبة فصلًا نهائيًا لتورطهم فى أعمال شغب بالجامعة، أضرت بعمل الجامعة وقاعات الدراسة، وكذلك وقف 5 طالبات والتحقيق من قبل الجامعة مع 4 طالبات عثر بحوزتهن على زجاجات مولوتوف، وإحالة 3 طلاب إلى النيابة للتحقيق فى الاشتباكات التى حدثت مع أفراد أمن شركة فالكون. وتأتى أسماؤهم كالتالى "عماد صلاح سعيد حسن طالب بكلية التجارة - محمود محمد صبحى بحيرى طالب بكلية الدراسات الإسلامية - محمد ماهر رشاد طالب بكلية الطب - بلال شحات أبو المجد طالب بكلية الزراعة - محمود عصمت موسى طالب بكلية الشريعة والقانون - محمد جمال محمد عصران طالب بكلية التجارة - آية عادل طالبة بطب الأسنان - آية أحمد طالبة بكلية العلوم - محمود عبد العزيز وإسلام أسامة عبد الصبور بكلية الهندسة". أما فى جامعة عين شمس فقررت فصل 6 طلاب بالجامعة، وذلك بسبب اقتحامهم لبوابات الجامعة فى ثانى أيام الدراسة، أثناء التظاهرة التى شهدتها الجامعة، التى اقتحم خلالها الطلاب إحدى بوابات الجامعة وطافوا كليات الحرم الرئيسى وسط إشعال الشماريخ. "الأعلى للجامعات" يعلن عقاب الطلاب بعدم دخولهم جامعات أخرى بعد أن أصدر الرئيس المؤقت عدلى منصور إبان فترة توليه الحكم، قراراً جمهورياً بتعديل قانون تنظيم الجامعات عبر إضافة مادة جديدة تمنح رؤساء الجامعات حق توقيع عقوبة الفصل على الطالب "المخرب"، أو مخل بحسن السير والسلوك والعبث بمرافق المدن أو تعمد إتلافها، وكذلك اقتناء الألعاب النارية والصواريخ والشماريخ، وكذلك اقتناء المواد الملتهبة داخل المدينة أو سريعة الاشتعال. ومن الأفعال التى يقابلها الفصل النهائى أيضًا، تعدى الطلاب على زملائهم أو الموظفين بالضرب بالأيدى أو استخدام أدوات، والقيام أو الاشتراك أو التحريض على أعمال عنف أو تخريب داخل أو خارج الجامعة. حيث أصدر المجلس الأعلى للجامعات قرارًا بعدم دخول الطلاب الذين تم فصلهم بعد التحقيق معهم واتهامهم بوقائع أعمال شغب وعنف داخل الحرم الجامعى وعدم السماح لهم بالدخول إلى أى جامعة حكومية أو خاصة أخرى. وأكد أشرف حاتم، الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات، أن القرار الخاص بعدم عودة الطلاب إلى أى جامعة أخرى جاء نتيجة أعمال العنف والشغب التى شهدتها الجامعات منذ بدء العام الدراسى الجديد وما نتج من قبله فى العام الدراسى الماضى فى مختلف الجامعات. وأضاف حاتم، فى تصريحات صحفية له، أن هذا القرار يضيف الحق إلى أن يتم إحالة الطالب لمجلس تأديب سريع نتيجة أحداث الشغب أو تعريض المنشآت الجامعية للضرر، وأن تتم إحالة الطالب مرة واحدة للتحقيق وبعدها يجوز له الطعن وفى حالة إقرار رئيس الجامعة بفصل الطالب لا يقبل الطعن على قرار الفصل نهائيًا. الطلاب يتحدون السلطة بالسفر والنضال حيث أكد رامى قطب عبد التواب، طالب كلية العلوم، الذى فصلته جامعة القاهرة ضمن 10 طلاب فصلوا بالدراسات العليا، لاتهامهم بالمشاركة فى أعمال الشغب بالجامعة، أن اليوم الذى تتهمه فيه الجامعة بالمشاركة فى أعمال العنف كان فى مقر عمله بشركة "أبكا" للكيماويات، وأنه وقع بمقر الشركة حضورًا وانصرافًا فى آخر يوم عمل. وأضاف عبد التواب، فى تصريح خاص ل"المصريون"، أنه تخرج فى كلية العلوم عام 2013، نافيًا مشاركته فى أعمال شغب أو مظاهرات أو غيرها. فيما رفض رامى فكرة السفر لأى بلد آخر من أجل استكمال باقى دراسته بالخارج: قائلا: "أنا لم أذهب للخارج من أجل استكمال باقى دراستى لأننى على حق ولن أتركه". فى الوقت الذى قال أحد الطلاب المفصولين من جامعة الأزهر والذى رفض ذكر اسمه، إنه قد يلجأ بالفعل إلى فكرة الهجرة والسفر إلى دولة أخرى لاستكمال مسيرته التعليمية وعدم تعطيلها خاصة بعد استغناء مصر عن الكوادر الشبابية. وأشار الطالب ل "المصريون"، إلى أن التظاهرات التى ينظمها الطلاب بالجامعات تنادى بالحرية والمطالبات التى كانت ترفع خلال ثورة ال 25 من يناير والتى لم يتحقق منها أى شيء إلا عودتنا إلى ما قبلها من نظام عسكرى. طلاب الجامعات ينتفضون للمطالبة بعودة المفصولين فمنذ بدء الدراسة، تدور مواجهات عنيفة بين الطلاب المعارضين للسلطات الحالية من ناحية، وقوات الأمن من ناحية أخرى، أسفرت عن سقوط مصابين وإلقاء القبض على آخرين. وشهدت أغلب الجامعات المصرية منذ بدء العام الدراسى، مظاهرات واحتجاجات طلابية شبه يومية أغلبها مؤيدة للرئيس المعزول، وتخللها اشتباكات مع قوات الشرطة داخل وخارج الحرم الجامعى فى العديد من الجامعات المصرية، أدت لسقوط قتلى ومصابين فى صفوف الطلاب، بالإضافة إلى القبض على العشرات منهم، وهو ما أدى إلى تصاعد الموجات الاحتجاجية الطلابية التى تعتبرها السلطات المصرية "مظاهرات تخريبية"، كما تعرض بعض الطلاب للفصل من جامعاتهم نتيجة مشاركتهم فى تلك المظاهرات. ففى جامعة القاهرة، نظم عدد من طلاب الجامعة، الأسبوع الماضى العديد من التظاهرات داخل الحرم، من أمام كلية دار العلوم، تبعتها تظاهرة أخرى للطالبات، للمطالبة بما أسموه "القصاص للطلاب المقتولين" وعودة الطلاب المفصولين من قبل إدارة الجامعة. كما نظم ائتلاف طلاب مصر، معرض صور أمام كلية العلوم، احتجاجاً على القرارات التعسفية بحق الطلبة المفصولين، وتنديدًا باعتقال زملائهم. ووزع أعضاء الائتلاف بيانهم التأسيسى الأول، والذى طالب بالإفراج عن الطلاب المعتقلين، وإلغاء كل القرارات التعسفية بحق الطلاب المفصولين والمحالين لمجالس التأديب، وتعديل اللائحة الطلابية لمنح الاتحادات الطلابية صلاحيات أوسع التى تؤهلها لتمثيل الطلاب وتعديل قانون الجامعات لضمان إجراء انتخابات طلابية نزيهة، والاكتفاء بالأمن الإدارى مع ضرورة تأهيله وتطويره وإلغاء تعاقد الجامعة مع شركة "فالكون" للأمن ب12 مليون جنيه، وتوجيه تلك الأموال لدعم الأنشطة التعليمية. ووقع على البيان، طلاب حركة مقاومة، والاشتراكيون الثوريون، وأحزاب الدستور، والمصرى الديمقراطى الاجتماعي، والتيار الشعبى، ومصر القوية، و6 إبريل الجبهة الديمقراطية، وطلاب 6 إبريل، وحملة الحرية للطلاب، وحملة الجامعة للطلاب، وطلاب حزب العيش والحرية. خبراء يكشفون: "بهذه الطرق سيتغلب الطلاب على قرارات الفصل" بعد إغلاق الأبواب المفتوحة أمام جميع الطلاب المفصولين بشأن تحويلهم إلى الجامعات الحكومية أو الخاصة مرة أخرى، فمن الممكن أن يتخذ هؤلاء الطلاب السفر حلاً فى محاولة منهم لاستكمال مسيرتهم التعليمية وعدم توقفها. ومن الدول التى تخضع لتلك الفكرة "تركياوقطر" وهو ما تنص عليه القوانين الخاصة بالدولتين لقبول هؤلاء الطلاب. وهو ما أكده الدكتور كمال مغيث، الخبير والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، أن الطلاب المفصولين من الجامعات الحكومية المصرية لا يحق لهم التحويل إلى كليات حكومية أخرى، بعدما تم فصلهم فصلاً نهائياً. وأضاف "مغيث"، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن المجلس الأعلى للجامعات لا يمكنه منع هؤلاء الطلاب من التحويل إلى الجامعات الخاصة والدولية طالما كانت تلك الدول لديها الرغبة فى دخول هؤلاء الطلاب داخل الجامعات الخاصة بها، وذلك لأن هذه الجامعات مستقلة عن المجلس الأعلى ولها قانونها الخاص بها، ولا يمكن التأثير عليه بعدم قبول الطلاب الذين يتم فصلهم. وتابع أن الطلاب الذين صدق المجلس الأعلى للجامعات على فصلهم لا يكون لهم مكان بأى جامعة حكومية أخرى. ومن جانبه، أكد الدكتور عبد الله سرور، وكيل مؤسسى نقابة علماء مصر، أن هناك عدة اتجاهات لفصل الطلاب فمن الممكن أن يكون فصل الطلاب بشكل مؤقت فهناك طلاب يتم فصلهم لمدة قصيرة "أسبوع أو شهر" ثم يعودون للدراسة مرة أخرى، وطلاب يفصلون لمدة عام دراسى كامل ويعودون أيضًا للدراسة. وأضاف "سرور" فى تصريحات خاصة ل "المصريون"، أن الطلاب المفصولين من الممكن لهم أن يلجئوا إلى استئناف قرار الفصل أمام مجلس التأديب الاستئنافي، ويتم تقديم تظلم على قرار الفصل النهائى الصادر من المجلس الأعلى للجامعات، لافتاً إلى أن هناك فرصة أخرى أمام الطلاب المفصولين وهى العودة لمحكمة القضاء الإدارى. وتابع وكيل مؤسسى نقابة علماء مصر، أنه فى حال لجوء الطلاب إلى السفر إلى الدول التى تدعم الإخوان المسلمين منها "قطر أو تركيا"، سترحب بهم هذه الدول وفقاً لما أعلنوه مؤخرا عن قبول أى طالب تم فصله نتيجة أحداث العنف أو الشغب.