بعيد قليل من إعلان انفصالها رسميًا عن الشمال، اعترفت الولاياتالمتحدة بدولة جنوب السودان كدولة مستقلة وذات سيادة. وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما اليوم السبت: "بعد الكفاح الطويل لشعب جنوب السودان، الولاياتالمتحدةالأمريكية تُرحّب بولادة دولة جديدة.. اليوم هو تذكير بأن بعد ظلام الحرب، فإنّ بزوغ ضوء فجر جديد أمر ممكن.. علم فخور يرفرف فوق جوبا وخريطة العالم قد أعيد رسمها". وجاء الاعتراف الأمريكي بعد لحظات من إعلان جنوب السودان، السبت، كدولة مستقلة ذات سيادة بالقرب من موقع ضريح جون غرنغ، الزعيم السوداني الجنوبي الذي قتل بتحطم مروحية عام 2005، بعد أشهر من انتهاء التفاوض على اتفاقية "نيفاشا" التي مهّدت السبيل لقيام أحدث دول العالم. اعتراف أمريكا ليس الأول فقد سبقته مصر بالاعتراف بدولة جنوب السودان وكذلك السودان. وعقب رفع العلم الرسمي للدولة الحديثة، أدّى سلفاكير ميارديت، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان والنائب الأول للرئيس السوداني، والذي تولّى رئاسة حكومة الجنوب خلال فترة الاستقلال الذاتي، اليمن الدستورية كرئيس لدولة جنوب السودان. واحتفل جنوب السودان بإعلان دولته الوليدة بمشاركة عددٍ من الرؤساء والقادة الأفارقة وممثلي عدد من دول العالم والمنظمات، ووفد من الحكومة الاتحادية يقوده الرئيس السوداني، عمر البشير، وعشية إعلان أحدث دول العالم، اعترفت الرئاسة السودانية في الخرطوم، الجمعة، رسميًا بقيام "جمهورية جنوب السودان" المستقل ذات السيادة. وأعلن بكري حسن صالح، وزير شؤون الرئاسة السودانية أنّ الخرطوم "تعترف بقيام دولة جنوب السودان ضمن حدود عام 1965." ويبدو أنّ الإشارة السودانية إلى حدود عام 1965 ستثير الكثير من اللغط في الجنوب باعتبار أنّ الخرائط العائدة لتلك الفترة تضع منطقة أبيي- الغنية بالنفط والمتنازع حولها- ضمن حدود الشمال. ومن جانبه، استبق الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إعلان قيام الدولة السبت بكلمة قال فيها: إنّ هناك حاجة لقيام الجنوب بتنمية الشراكة مع الشمال والدول المجاورة لمواجهة التحديات المقبلة. وتابع كي مون، الذي سيحضر الاحتفال في جوبا: إن لحظات إعلان الدولة ستجلب معها الكثير من المشاعر للملايين الثمانية الذين يُشكِّلون سكان البلاد، مضيفًا أن ظهور هذه الدولة "كان باهظ الثمن"، في إشارةٍ إلى الخسائر البشرية الكبيرة للحرب الأهلية السودانية التي استمرت لنصف قرن. وعدد كي مون مجموعة من المصاعب التي تواجهها الدولة الجديدة، وبينها عودة السكان من الشمال وتطوير مشاريع التنمية ومواجهة المعدلات المرتفعة لوفاة الأمهات أثناء الولادة ومعدلات الأمية التي تعتبر الأعلى في العالم، إلى جانب الفقر وضعف البنية التحتية. وفي الأثناء، أقرّ مجلس الأمن الدولي، الجمعة، إنشاء قوة حفظ سلام جديدة لجنوب السودان. وتتألف البعثة، التي تشكلت اعتبارًا من يوم الجمعة، من سبعة آلاف جندي تابعين للأمم المتحدة بالإضافة إلى 900 من أفراد الشرطة المدنية لجنوب السودان. وطلبت الأممالمتحدة من الحكومة السودانية رسميًا، الخميس، إحاطتها بأشكال التعاون الذي يمكن أن ينشأ بينها والأممالمتحدة في المستقبل. يأتِي إعلان جنوب السودان دولة مستقلة بعدما صوت 98% من أهالي الجنوب لصالح الانفصال وذلك في استفتاء جرى في يناير الماضي، وفقًا لاتفاق السلام الشامل الذي أبرم عام 2005 ليضع حدًّا لسنوات طويلة من الحرب بين الشمال والجنوب، هي أطول حروب القارة الإفريقية استمرت لخمسة عقود.