من محمود معروف ومحمد المذحجي تفاجأ المغاربة بفتوى ازهرية باعتبار احتفالاتهم بعيد الاضحى المبارك اول امس الأحد باطلة لأنها خروج على إجماع المسلمين بالاحتفال بالعيد يوم السبت، مما فتح معركة جديدة على صفحات المواقع الاجتماعية والصحف بين المغرب ومصر. واحتفل المغاربة بعيد الاضحى المبارك يوم الاحد وأدى العاهل المغربي الملك محمد السادس صلاة العيد بمسجد أهل فاس بالمشور السعيد في الرباط. وقال الدكتور عيد يوسف، أمين عام الفتوى بالجامع الأزهر، إن احتفال المغرب يوم الأحد بأول أيام عيد الأضحى غير جائز شرعاً، لأنهم يخالفون ما اعتاده المسلمون ويخرقون الإجماع.. واعتبر المتحدث أن صلاة المغاربة للعيد، تعتبر باطلة وكذلك صيامهم ليوم عرفة، منوها بأنه «كان من المفترض على أهل المغرب أن يخضعوا في يوم عرفة لحساب السعودية الفلكي حتى لو اختلف معهم حتى لا يخرقوا إجماع المسلمين»، مؤكدا «أن كل ما بني على رؤيتهم غير صحيح». ونقل عن الدكتورة إلهام شاهين، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن احتفال المغرب الأحد بأول أيام عيد الأضحى جهل بتعاليم الدين ويخلق نوعاً من الانشقاق بين مسلمي العالم جميعاً. وأضافت بأنه «كلما انتشرت العلمانية في بلد زاد فيه الجهل وعدم الاعتراف بالدين الحنيف وتعاليمه السمحة»، مؤكدة أنه يجب على كل البلاد الإسلامية الاتفاق مع السعودية في الاحتفال بعيد الأضحى المبارك لأنه يأتي بعد وقفة عرفات مباشرة. وتعرضت الفتاوى الأزهرية لتعليقات المغاربة الذي اعتبروا ان الفتاوى ببطلان عيدهم ينم عن حسد وغيرة من الأمن والاستقرار الذي تنعم فيه بلادهم. وقال تعليق على موقع «هسبرس» «اذا كان احتفال المغرب يوم الأحد بأول أيام عيد الأضحى غير جائز شرعاً؟ فما هو حكم الشرع في قتل المتظاهرين السلميين؟» في اشارة لأعمال العنف التي تمارس ضد المتظاهرين في مصر. وقال تعليق آخر مخاطبا علماء الأزهر «الأفضل لكم أن تصمتوا ولا تتدخلوا في سيدكم المغرب نحن والحمد لله أفضل بكثير منكم والحمد لله و الله يديم صحة سيدنا محمد السادس الله ينصرو وبالنسبة لقولكم أن نتبع السعودية فنحن لسنا بهائم ونحن نتبع أولو امورنا ولدينا امكانية المعرفة أين الصح واين الخطأ والافضل لكم أن تهتموا بأموركم وما صار معكم من انقلاب على الشرعية فهل يجوز شرعا إنقلاب على ولي أمركم لأنه فتح الحدود مع فلسطين ولم يكن تابعا لاسرائيل وامريكا! أين هي أراؤكم حول هذا الموضوع!» واتهمت احدى التعليقات المصريين بالغيرة من المغرب وقالت «هذا يؤكد على ان المغرب شوكة كبيرة تعذب حلق المصريين. لا يمكن ان نتقبل فتوى ممن اجاز قتل الابرياء في رابعة وخصص خطبة العيد لمدح اكبر سفاح في تاريخ المصريين. اللهم انصرنا على اعدائنا وانصر ووفق اميرنا وملكنا لما فيه صلاح وخير للبلاد والعباد والسلام عليكم وعيدكم مبارك والصحراء مغربية بإذن الله». من جهة أخرى منعت السلطات الأمنية الإيرانية المواطنين السنة من إقامة صلاة عيد الأضحى في العاصمة طهران. وأفادت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان في إيران، «هرانا» أن قوات الجهاز الأمني قامت بمنع المواطنين السنة من إقامة هذه الصلاة في أحياء عدة في طهران ومنها حيّا «صادقية وسعادة آباد». وكالمعتاد تمنع السلطات الإيرانية المواطنين السنة من إقامة صلوات الأعياد والجمعة وصلاة الجماعة اليومية في المدن التي تسكنها غالبية شيعية. وهذه الإجراءات للسلطات الأمنية أثارت انتقاد محمد حسين كركيج، إمام جمعة أهل السنة في مدينة آزاد شهر في محافظة كلستان شمالي إيران. وطالب السلطات الإيرانية ووزارة الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة للسماح لأهل السنة والجماعة بإقامة صلاة العيد في جميع أنحاء البلاد. وأكد امام جمعة أهل السنة في مدينة آزاد شهر، «طالبنا مرات عديدة وزارة الداخلية أن تتعاون مع المواطنين السنة لإقامة الصلاة وترفع المضايقات والقيود، وهذا حقنا أن نقيم الصلاة في وطننا. ومع ذلك، وفقاً للتقارير المتوفرة فقد منعت السلطات مواطنين من أهل السنة من إقامة صلاة العيد في مناطق عدة من البلاد، ونعلن اعتراضنا على هذه المضايقات». واعتبر امام جمعة أهل السنة في مدينة آزاد شهر إقامة صلاة العيد الحق القانوني والإسلامي للمواطنين السنة في إيران، وصرح، «نحن باسم أهل السنة والجماعة في إيران، نطالب وزارة الداخلية أن توفر الدعم والإمكانيات اللازمة للمواطنين السنة في جميع أنحاء البلاد لإقامة الشعائر الإسلامية وتوقف جميع التصرفات التمييزية ولا تُمنع إقامة صلاة العيد». وفي سياق آخر، أعلنت وكالة أنباء هرانا عن اعتقال حافظ توحيد قريشي، امام جمعة أهل السنة وامام جماعة مسجد الامام الشافعي في ضواحي مدينة تالش شمالي إيران، من قبل القوات الأمنية الإيرانية. وأفادت الوكالة نقلاً عن أحد أقاربه الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه تم اعتقال حافظ توحيد قريشي بسبب ترويجه لمعتقدات أهل السنة والجماعة والدفاع عنهم خلال القاء خطبة صلاة الجمعة ومحاضراته، وتم نقله إلى قسم 209 لسجن إفين في طهران الخاضع لسيطرة وزارة المخابرات الإيرانية. ولم تكشف السلطات القضائية حتى هذه اللحظة عن الاتهام الموجه لحافظ توحيد قريشي. وحذر عبد الحميد إسماعيل زهي السلطات الأمنية من القيام بهذه التصرفات التمييزية ومضايقات أخرى وقال في خطبة صلاة الجمعة في مدينة زاهدان، «تقارير عديدة تظهر أن السلطات تمارس تضييقات وتصرفات غير لائقة بحق بعض الشخصيات الدينية والمواطنين السنة، وهذه الحالة لا تليق ببلد إسلامي كإيران. وأوصي بأن لا تسبب المؤسسات الأمنية والشرطة عدم رضا الشعب عبر تصرفاتها غير اللائقة».