اشترط علماء أزهريون ومحللون سياسيون الإعداد الجيد لأي وساطة يمكن أن يقوم بها الأزهر بين السنة والشيعة في العراق ، وذلك في ضوء الدعوة التي وجهتها الحكومة العراقية لشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بالتدخل من أجل احتواء الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة في العراق ، لكنهم لفتوا إلى أن تلك الدعوة تمثل فرصة لتعظيم دور ومكانة الأزهر في قلوب مسلمي العالم سنة وشيعة. وأكد الدكتور مصطفي الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية أن حسن اختيار الوفود التي يرسلها الأزهر الشريف إلى العراق لوأد الفتنة بين السنة والشيعة هو شرط أساس لنجاح أي دور للأزهر في احتواء هذه الأزمة ، مشيرا إلى أن الشخصيات التي يختارها الأزهر لابد وأن تتمتع بقدرة عالية على الإقناع ومعرفة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة في العراق ، بينما رأى الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الأزهر قادر على التوسط لحل هذه الأزمة من خلال بناء جسور من التفاهم وتقريب وجهات النظر بين الطرفين في سبيل إنهاء هذه الفتنة. وعن مدي تقبل الشيعة لوساطة تقوم بها مؤسسة سنية مثل الأزهر الشريف ، شدد بيومي على أنه ليس من المستغرب أن يوقر ويحترم الشيعة مؤسسة مثل الأزهر الشريف مدللا على كلامه بأن الشيعة أقاموا منذ عامين احتفالا بمناسبة ذكرى الدكتور محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق. أما الدكتور ضياء رشوان الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام ، فاعتبر أن مكانة الأزهر الشريف في العالم تؤهله للقيام بهذه المهمة شرط أن يكون هناك إعداد جيد لمثل هذه الوساطة من خلال دراسة الخريطة السياسية والدينية لشيعة وسنة العراق ومعرفة أوزان الشخصيات التي تمثل الطرفين وتكون قادرة على احتواء هذه الأزمة وكذلك معرفة ما هي نوع المشكلات السنية والشيعية على حد سواء. وأكد رشوان أن الشيعة يحترمون الأزهر كمؤسسة سنية لأن الذي أنشأ هذه المؤسسة هم الشيعة. جديرا بالذكر أن وزير الخارجية العراق هوشيار زيباري كان قد طالب من الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر التوسط لحل هذه الأزمة خلال زيارته رسميا للعراق وهو ما رحب به شيخ الأزهر مؤكدا أن استقرار العراق وتعاون السنة والشيعة هو هدف عظيم يستوجب بذل الجهد.