قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، يوم الأربعاء، إنه لن يجر القوات الأمريكية إلى حرب في العراق، وإن أكثر من 40 دولة عرضت مساعدة التحالف ضد "داعش" (تنظيم الدولة الإسلامية). ويخشى أوباما الانزلاق إلى حرب كالتي خاضها سلفه جورج بوش في العراق (مارس/ آذار 2003) وأفغانستان (أكتوبر/ تشرين الأول 2001)، ضمن ما أسمتها واشنطن آنذاك الحرب على الإرهاب، وهي حرب أثارت بمعارضة واسعة بين الأمريكيين، رغم أن بوش قال إنها رد على تبني تنظيم القاعدة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولاياتالمتحدة. وفي كلمة بشأن العراق أمام حشد من جنود القيادة المركزية في ولاية فلوريدا، وهي المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، قال أوباما: "لن أجر جنودنا إلى قتال في العراق، ولن تخوض قواتنا البرية حربا هناك". وتابع أوباما أن "القوات الأمريكية التي تم إرسالها إلى العراق لن تكون ذات مهمة قتالية"، في إشارة إلى أكثر من 400 عسكري أمريكي أرسلتهم واشنطن منذ يونيو/ حزيران الماضي إلى العراق بغرض تقديم الاستشارات عسكرية واستخبارية للقوات العراقية. وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، الجنرال مارتن ديمبسي، قال أمام مجلس الشيوخ الأمريكي (الغرفة الثانية للبرلمان) أمس، إنه "سينصح الرئيس أوباما باستخدام قوات برية لو تطلب الأمر أو في حال فشل التحالف الذي تقوم الولاياتالمتحدة بتشكيله لمحاربة داعش". ومضى أوباما قائلا إن الحملة الحالية ضد "داعش"، "لن تكون حرب أمريكا وحدها"، متابعا أن "أكثر من 40 دولة عرضت مساعدات للحملة، وبعض الدول ستساعدنا في الضربات الجوية". وأضاف: "تمكنا من شن 160 ضربة جوية ضد أهداف "داعش" (منذ الثامن من أغسطس/آب الماضي)، وتمكنا من حماية جنودنا ومنشآتنا، وساعدنا القوات الكردية والعراقية على استعادة مناطق بشمالي العراق". وقال إن "قادة داعش سيتعلمون ذات الدرس الذي تعلمه (تنظيم) القاعدة من قبل (...) نفسنا طويل، وإذا هددت الولاياتالمتحدة فلن تجد ملاذاً آمنا، وسنصل إليك في النهاية". وأعلن الرئيس الأمريكي، الأسبوع الماضي، استراتيجية من 4 بنود لمواجهة "داعش"، هي: تنفيذ غارات جوية ضد عناصر التنظيم أينما كانوا، وزيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل "داعش" والمتمثلة في القوات الكردية والعراقية والمعارضة السورية المعتدلة، وتجفيف مصادر تمويل التنظيم، وأخيرا مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين. ومنذ أكثر من شهر، تشن قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق)، والجيش العراقي ومتطوعون شيعة، مدعومين بغطاء جوي أمريكي، هجوما واسعا لاستعادة مناطق يسيطر عليها تنظيم "داعش" ومقاتلون سنة، شمالي وشرقي وغربي البلاد، منذ 10 يونيو/ حزيران الماضي.