لا أعرف لماذا يتمسك المجلس العسكري بيحيى الجمل، فقد قال يوم الخميس أنه قدم استقالته وقبلها الدكتور عصام شرف، لكن المجلس رفضها! هذا يعني أن الجمل مفروض على عصام، وأن هناك أسبابا تبقي عليه في موقع لا ينتفع منه الشعب، ويستغله هو في صداماته مع المجتمع التي كررها اليوم "السبت" بعد أن أكد له تمسك المجلس العسكري به أنه "وتد" بالفعل! ففي حديثه لمجلة الإذاعة والتلفزيون الذي تنشره اليوم قال يحيى الجمل واصفا ما يقال ويكتب عنه بأنه "روث بهائم" وأن إصراره وتمسكه بترسيخ الدولة المدنية وقسوته علي "بعض العقول العفنة والضلمة"، بحسب تعبيره، هو السبب الرئيسي في الهجوم عليه ولذلك فهم ينتقمون منه الآن. هذه هي الألفاظ التي يواجه بها "الوتد" معترضيه. "روث بهائم وعقول عفنة وضلمة"!! نائب رئيس وزراء المحروسة لا يجد أبلغ ولا أنقى من هذه الكلمات ليشتبك بها مع منتقديه، ومع ذلك يراه المجلس العسكري ضروريا ومهما لهذه المرحلة ولا يجب أن يتركهم ويغادر! لقد أخطأ المجلس العسكري بالابقاء على رجل يبدو أن أرذل العمر جعله يخرف بالقول.. فأين هي الحكمة التي ننتظرها منه، وأي بناء يمكن أن يسنده من يلقي الأحجار على غيره وتخرج منه الكلمات كالدبش؟! آل يحيى الجمل على نفسه أن يكون مسماراً وليس "وتدا" يدق فوق أي اتفاق لقوى الثورة ويمنعها من أن تضافر جهودها وتدعم وحدتها لحماية أهداف 25 يناير. إنه ريح غير طيبة لاقتلاع شجرة طيبة زرعتها ثورة شعبية فريدة من نوعها تاريخيا وعالميا. رأينا أمس في غيبة تآلف الثوار ووحدتهم كيف تجرأ بضع عشرات ممن يسمون أنفسهم مؤيدي مبارك ليقطعوا الطريق في ميدان مصطفى محمود ويشتبكون مع الشرطة والجيش، وقد تعودوا على الخروج كل أسبوع. ولولا اشتباكات ومصادمات الجمل لتفرغ لهم الثوار وردوهم إلى جحورهم.