هل تؤمن بأهمية البحث العلمي في حياتنا الدنيا؟ الإجابة في أغلب الظن ستكون بنعم، وقد يقول البعض ممن يحبون الالتزام بنص الدين بأنه يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله, ولا ضير من هذا فالكل يؤمن بالله كإله واحد لا شريك له, وهذا لا يتعارض مع ذاك, فإذا أصبحت مؤمننا بأهمية البحث العلمي فما هو تعريف البحث العلمي من وجهة نظرك؟ فإن لم تتوصل إلي إجابة صحيحة فإليك الإجابة: يعرف البحث العلمي بأنه هو الوسيلة التي يمكن بواسطتها الوصول إلى حلِّ لمشكلات محددة مثل الأمراض والأوبئة والفقر والمرور، والوصول إلى أفضل الحلول للتغلب على مشكلات مثل الماء والنقل والبيئة والإنتاج والتنمية والتسويق والانتخاب وتداول السلطة والفن...الخ ، أو اكتشاف حقائق جديدة عن طريق المعلومات الدقيقة ، والبحث العلمي يعتمد على الطريقة العلمية، والطريقة العلمية تعتمد على الأساليب المنظمة الموضوعة في الملاحظة وتسجيل المعلومات ووصف الأحداث وتكوين الفرضيات. وهذا ينتج عنه فهم للأحداث والاتجاهات والنظريات ويعمل البحث على وجود علم تطبيقي من خلال القوانين والنظريات كما يمكن تعريف البحث على أنه مجموعة من المعلومات عن شيء محدد ودائماً تكون مرتبطة بالعلم وطرقه المختلفة, .. ويفيد البحث العلمي في تفسير الظواهر الطبيعية والتنبؤ بها عن طريق الوصول إلى تعميمات وقوانين عامة كلية, وتتجلى أهمية البحث العلمي في الحياة الإنسانية، لكون البحث العلمي العامل الأساس في الارتقاء بمستوى الإنسان، فكرياً وثقافياً ومدنياً بحيث تتحقق فيه أهلية الاستخلاف في الأرض، ذلك الاستخلاف الذي شَرف به كائن الإنسان من قبل الله سبحانه وتعالي دون غيره من الكائنات, والبحث العلمي لم يعد رفاهية أكاديمية تمارسه مجموعة من الباحثين المنعزلين في أبراج عاجية كما كان يروج لهذا القول بعض الساسة من عصر ما قبل الثورة ! بل أصبح البحث العلمي هو محرك النظام العالمي الجديد, وأصبح العالم في سباق محموم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من التكنولوجيا والمعرفة الدقيقة المثمرة التي تكفل الراحة والرفاهية للشعوب. ولا يختلف اثنان في أهمية البحث العلمي لفتح مجالات الإبداع والفن والتميز لدى الأفراد والشعوب في المجتمعات مهما تعددت واختلفت ثقافاتها.. كما أن البحث العلمي يعمل على إحياء التراث والأفكار والموضوعات القديمة وتحقيقها تحقيقاً علمياً دقيقاً، وبالتالي تطويرها للوصول إلى اكتشافات ومبتكرات جديدة .. فالبحث العلمي يسمح بفهم جديد للماضي في سبيل انطلاقة جديدة للحاضر ورؤيا استشرافية للمستقبل.. والبحث العلمي هو السبيل الوحيد بتهيئة بلدي الغالي عليَ جدا، وردم الفجوة العلمية والثقافية بين مصر والدول المتقدمة, فمن غير المعقول أن نرى العالم من حولنا يحقق أرقاماً في مجالات الإنفاق على البحث العلمي وبراءات الاختراع واستثمار البحوث في الوقت الذي يتراجع فيه بحثنا العلمي عاماً بعد عام، وإن تقدم خطوة فإنه لا يواكب مئات الخطوات التي يجتازها الغرب يوما بعد يوم. إن واقع البحث العلمي في مصر لا يحتاج إلى تشخيص فوق تشخيص بات واضحاً لكل المراقبين، فالمسؤولية خرجت من أيديهم فقد قدموا الحلول الكثيرة من أجل النهوض بالبحث العلمي المصري وبقي دور صناع القرار في تنفيذ هذه الحلول على أرض الواقع وليس التفرغ للمسلسلات و لمباريات كرة القدم وزرع روح الكراهية بين بعضنا البعض. أعلم أن الطريق شاق ولكنه ليس مستحيلا فقط إذا أخلصت النوايا وتضافرت الجهود وآمن الكل بأن البحث العلمي أصبح مهما الماء الذي نشربه أو الهواء الذي نتنفسه إذا أردنا أن نلحق بركب الأمم. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية [email protected]