فى الوقت الذى تستعد فيه محافظة الشرقية للاحتفال بالعيد القومى للمحافظة "عيد الفلاح" الذى وقف فيه الزعيم أحمد عرابى ابن الشرقية فى وجه الظلم والاستبداد أمام الخديو. وكان تكريم عرابى بعد وفاته إقامة ميدان وتمثال له بمدينة الزقازيق ومتحف بقرية هرية رزنة مسقط رأسه، وظل الاحتفال قائمًا إلى أن جاءت ثورة 25 يناير وبعدها تبدلت الحياة وتغيرت الأوضاع، حيث يتم الاحتفال هذا العام بعدما تم إحلال وتجديد ميدان عرابى ليصبح الآن عبارة عن موقف للسيارات ومرتع للباعة الجائلين. "المصريون" رصدت الأحوال التى وصل لها ميدان ومتحف الزعيم فى ظل الاحتفال به، حيث تسود مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية الآن حالة من الانفلات والفوضى الخانقة، فالإشغالات والمواقف والجراجات العشوائية انتشرت فى كل مكان حتى ميدان الزعيم الخالد أحمد عرابى والذى كان قبلة للقادمين إلى المحافظة تحول إلى سويقات وغرز شاى وموقف للسيارات. يقول وائل عيسى، من أهالى المدينة، إن ميدان الزعيم أحمد عرابى كان مزارًا سياحيًا حيث كان يظهر تمثال الزعيم أحمد عرابى واقفًا بسيفه وسط حديقة جميلة وكانت تسر الناظرين إليها من القادمين إلى المحافظة عبر السكة الحديد، ولكن الباعة الجائلين بدءوا فى الزحف على الحديقة خاصة بعد ثورة 25 يناير، مستغلين حالة الانفلات الأمنى لتشوهه تمامًا حتى علمنا أن الميدان سيتم تطويره وتجميلة واستبشرنا خيرًا بعد إزالة الحديقة، ولكن للأسف تحول إلى حارات لمرور السيارات وسويقات للباعة الجائلين من تجار الملابس والفاكهة وغرز الشاى وربط الحمير الخاصة بأصحاب عربات الكارو. وفى قرية هرية رزنة، مسقط رأس الزعيم عرابى، والتى تبعد عن عاصمة الشرقية "الزقازيق" 3 كيلومترات، ويبلغ عدد سكانها حوالى 25 ألف نسمة فأصبحت تندب حظها فبرغم أنها كانت تختص دون غيرها من قرى الجمهورية بوجود متحف الزعيم، فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات والذى كان يضم بانوراما ثورة عرابى وجناحًا لأهم المعالم الأثرية للمحافظة، وبانوراما لمذبحة بحر البقر وبعضًا من التراث الشعبى الأصيل، أصبحت الآن تشكوا من الإهمال الجسيم من قبل المسئولين والذى أدى إلى توقف نشاط المتحف نهائيًا وغلقه تمامًا عقب سحب جميع الآثار ومعالم ثورة عرابى بسبب زيارة وفد أجنبى للمتحف فى بداية هذا القرن ومشاهدته لبانوراما مذبحة البقر التى كانت تجسد الأعمال الوحشية التى قام بها العدو الصهيونى على طلاب المدرسة، موصيًا بعد زيارته للخارجية المصرية بأن المتحف يمثل خطرًا على عملية التطبيع مع إسرائيل. وأكد عبد الفتاح عرابى، حفيد الزعيم أحمد عرابى، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هو أول من كرم الزعيم عرابى بإصدار قرار بإنشاء المتحف تكريمًا له، وقام بافتتاحه الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1973، مشيرًا إلى أن العمل استمر بالمتحف قرابة 30 سنة وانتعشت القرية خلال هذه الفترة بسبب زيارة الوفود الأجنبية والعربية والرحلات المصرية للمتحف، إلا أن قرارًا سلبيًا اتخذه أحد الشخصيات غير المسئولة فى وزارة السياحة ب"تفريغ" جميع محتويات المتحف "لوحات أثرية ومتحفية وبانوراما الثورة العربية" ونقلها إلى منطقة تل بسطة الأثرية. وأضاف، أنه رغم أن المبنى مصمم ليعيش مئات السنين أصدرت وزارة السياحة قرارًا خاطئًا بإغلاق المتحف، مدعية فى حيثيات قرارها أن جدران المتحف متصدعة ومهددة بالانهيار رغم مخالفة ذلك للحقيقة، حيث إن سور المتحف الخارجى الذى يبعد عن المتحف قرابة 4 أمتار تقريبا هو المتصدع ومعرض للانهيار، وبذلك كتب على المتحف الموت منذ ذلك الحين وأصبح خاويًا من جميع محتوياته، ولا يبقى به سوى الحوائط التى اشتكت امرها للمسئولين وأصبح محيط المتحف مأوى للحيوانات الضالة والقمامة، وذلك رغم وجود قرابة 35 موظفًا على عهدة المتحف ويتقاضون الرواتب الشهرية دون عمل حقيقى سوى الحضور والانصراف. كما تم إغلاق بيت الزعيم المشيد بالطوب اللبن لذات الأسباب رغم أن الراحل الدكتور طلبة عويضة، رئيس جامعة الزقازيق الأسبق، كان قد أمر بعمل دهانات وترميمات له. وأشار حفيد عرابى، إلى أن احتفالات الشرقية تتوافق مع يوم الثورة العرابية فى التاسع من شهر سبتمبر من كل عام، مطالبًا بعودة افتتاح المتحف إلى الجمهور مرة أخرى، حيث كانت تأتى وفود أجنبية من جميع أنحاء العالم.