كانت انتخابات نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة المنوفية يوم الثلاثاء الماضي يوما هاما في تاريخ الديمقراطية الوليدة .. كانت المعركة قوية وساخنة .. قدم عدد كبير أوراق الترشيح العضوية النادي الذي لم تجرى فيه انتخابات منذ أكثر من 12 عاما .. كان المجلس السابق معينا من أمن الدولة وبرئاسة أخر أمين للحزب الوطني المنحل .. انقسم المرشحون إلى قائمتين اثنتين مع المستقلين .. اشتد التنافس بين قائمة الإخوان المسلمين والمتحالفين معهم (قائمة التحرير) .. والقائمة الأخرى التي ضمت البعض من أعضاء الحزب الوطني (قائمة بناء) .. تم حسم مقعدي كلية الاقتصاد المنزلي وكلية الحقوق بالتزكية من البداية وقبل تكوين القوائم .. ثم انضم مقعد كلية التربية النوعية (قائمة بناء) ومقعد معهد الكبد (قائمة التحرير) إلى المقاعد المحسومة بالتزكية في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات .. وجرى التصويت على (11 مقعد) و (مقعد رئيس النادي) .. كان الحضور لافتا .. حيث توافد حوالي ألف من أعضاء هيئة التدريس إلى مدرج الانتخابات .. في حضور وتفاعل غير مسبوق في تاريخ النادي .. كان النقاش ساخنا والحماس قويا طوال الجمعية العمومية .. حاول البعض تأجيل انتخاب رئيس النادي ليوم آخر .. ولكن رفض الحاضرون بأغلبية ساحقة لمخالفة ذلك للائحة الانتخابات (التي تحتاج إلى تغييرات جذرية ).. أخذ الحضور في الإدلاء بأصواتهم من الساعة 11 صباحا وحتى الرابعة عصرا ..كان التصويت يتم بيسر وهدوء نسبي ..وبعد إغلاق الصناديق في تمام الرابعة بدأت عملية الفرز .. تم وضع الصناديق الزجاجية على المسرح وبدأ الفرز تحت رؤية ومراقبة المئات من الحاضرين الذين قاموا بمتابعة العملية صوتا صوتا .. وكانت المشاعر حارة وجياشة .. الكل سعيد بالتجربة .. والكل سعيد بالحرية .. والكل سعيد لأنه يشارك في تشكيل النادي الجديد .. والكل سعيد بالنتيجة كيفما تكون .. أثناء فرز الصندوق الأول .. لاحظ الجميع التفوق الساحق لقائمة (التحرير) .. وعند فرز الصندوق الثاني انقلب التفوق تماما لصالح قائمة (بناء) .. ومع توالي فرز الصناديق الأربعة التالية عادت (قائمة التحرير) لتتصدر السباق .. ومع انتهاء عملية الفرز كانت النتيجة كالتالي: حصلت (قائمة التحرير) علي سبعة مقاعد .. و(قائمة بناء) على ثلاثة مقاعد .. ومقعد واحد (مستقل) .. وصارت التشكيلة النهائية للمجلس الجديد للنادي كالتالي : (قائمة التحرير) ثمانية مقاعد .. و(قائمة بناء) أربعة مقاعد .. ومقعد واحد (مستقل) .. وبدأ الجزء الثاني من المعركة الساخنة .. انتخاب رئيس النادي الذي يتم انتخابه من الجمعية العمومية .. ترشح لهذا المقعد أ.د أحمد عنب أستاذ ورئيس قسم الدواجن بكلية الزراعة عن (قائمة التحرير) .. وهو من الإخوان المسلمين الذين لهم نشاط ملحوظ في مجال العمل الاجتماعي بين أعضاء هيئة التدريس والزراعيين بالمحافظة.. وترشح ضده د. محمد فتحي المدرس بمعهد الوراثة عن (قائمة بناء) المنافسة .. كانت الأعصاب متوترة – وخاصة بعد يوم طويل ومرهق – ولكن من خلال معرفة اتجاه التصويت كانت النتيجة محسومة لصالح مرشح (قائمة التحرير) .. فأعلن المرشح الآخر انسحابه قبل فرز الأصوات - الذي كانت نتيجته واضحة سلفا - .. وتم إعلان فوز أ.د أحمد عنب مرشح (قائمة التحرير) .. أهم شيء في هذا اليوم .. إحساس الجميع (بالفرح والحرية ) .. أو (الفرح بالحرية ) .. لقد كان يوما طويلا ومجهدا .. لكنه كان جميلا بحق .. كان جميلا بحضور كثيف ورائع .. كان جميلا بصورة التنافس الودود .. كان جميلا بالشفافية والديمقراطية حيث التصويت والفرز والنتيجة أمام الجميع .. كان جميلا بتكاتف الكل ليخرج اليوم بصورة مشرفة .. كان هناك بعض السخونة في بدايات الجمعية العمومية ولكن استكمل اللقاء بحب وتعاون وحرية .. الحمد لله أصبح عندنا نادي لهيئة التدريس .. نادي منتخب بحق .. نادي يدخله الجميع وهو يشعر بأنه في بيته .. نادي يحرص على الجميع وعلى مصالح الجميع .. د. شريف زلط الفائز بمقعد كلية الطب قائمة التحرير