فرقت أعداد غفيرة ممن وصفوا بالبلطجية المزودين بعصي وسكاكين تابعين لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حشودا من المتظاهرين العراقيين تجمعوا في ساحة التحرير بوسط بغداد اليوم في احتجاجات تمت الدعوة إليها تحت شعار "جمعة القرار والرحيل". وقال أحد منظمي الاحتجاجات المعارضة للحكومة ضرغام الزيدي لمراسل الجزيرة في ساحة التحرير ياسر أبو هلالة، إن القوات الحكومية العراقية قامت منذ ليلة أمس بنشر قوات كثيفة داخل ساحة التحرير وعلى مداخلها لمنع وصول المتظاهرين واعتقال أعداد كبيرة منهم، في حين أنها سمحت لسيارات كبيرة تحمل جموعا ممن وصفهم بالبلطجية الذين جلبتهم حكومة المالكي للساحة من مختلف المحافظات. وأشار الزيدي إلى ان مظاهرتهم كانت سلمية بمن تمكن من اختراق الحواجز الأمنية وتجنب الاعتقال والوصول إلى الساحة، ورفعت شعارات تنتقد الحكومة على إخفاقها في معالجة الأوضاع المتدهورة في العراق بعد انتهاء مهلة المائة يوم التي حددها المالكي لنفسه وتطالب بإنهاء الفساد وإطلاق سراح المعتقلين، وذلك قبل أن يقوم أنصار المالكي -الذين قال إنهم يحملون سكاكين وعصيا- بمهاجمتهم وضربهم وإرغامهم على ترك الساحة. وقال إن هؤلاء (البلطجية) كانوا يهتفون للمالكي بوصفه القائد الأوحد، مشيرا الى أن أعدادهم الغفيرة تبررها الأموال المدفوعة لهم والتسهيلات التي قدمت لهم للوصول إلى الساحة بحماية القوات الأمنية. ومن جانبه قال مراسل الجزيرة في بغداد، إن أنصار المالكي رددوا هتافات تطالب بإعدام متهمين بجريمة قتل جماعي جرت في بغداد في عام 2006، ونددوا بالقائمة العراقية وزعيمها إياد علاوي. ونصبت جهات رسمية خيما خاصة لأنصار المالكي داخل الساحة منذ الصباح الباكر. وكان شباب (الثورة العراقية الكبرى) من على صفحتهم في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قد أطلقوا دعوات للتظاهر اليوم في بغداد، وأطلقوا على دعوتهم اسم "جمعة القرار والرحيل" وترتبط مطالبهم بتحسين مستوى الخدمات في العراق ومحاربة الفساد وإيجاد فرص عمل لعدد كبير من العاطلين عن العمل. " دعت "لجنة تنظيم مظاهرات الجالية العراقية في مصر" -إحدى مكونات ائتلاف "ارحلوا" التابع لائتلاف لجان تنظيم المظاهرات العراقية في الخارج-العراقيين في أنحاء مصر للخروج الجمعة في مظاهرة حاشدة أمام سفارة العراق بالقاهرة للمطالبة برحيل القوات الأميركية من العراق ولمطالبة الحكومة العراقية بتنفيذ تعهداتها بالإصلاح " كما تظاهر أكثر من خمسمائة شخص وسط مدينة الحلة العراقية للمطالبة بالإسراع في وضع خطط عملية لإصلاح الخدمات بعد أن أظهرت مهلة المائة يوم -التي أعطاها المالكي لطاقم حكومته لإصلاح الخدمات وتحسين العمل- عدم جدواها. وحمل المتظاهرون الذين تجمعوا أمام مبنى مجلس المحافظة أعلام العراق ولافتات كتب عليها "الحكومة الاتحادية تعجز عن الإيفاء بالتزاماتها" و"الشعب يطالب بالإصلاح". مظاهرة عراقبة بالقاهرة وفي القاهرة دعت "لجنة تنظيم مظاهرات الجالية العراقية في مصر" -إحدى مكونات ائتلاف "ارحلوا" التابع لائتلاف لجان تنظيم المظاهرات العراقية في الخارج- العراقيين في أنحاء مصر للخروج الجمعة في مظاهرة حاشدة أمام سفارة العراق بالقاهرة للمطالبة برحيل القوات الأميركية من العراق ولمطالبة الحكومة العراقية بتنفيذ تعهداتها بالإصلاح. وقال الداعون إلى المظاهرة في الدعوة التي أطلقوها على موقع فيسبوك إنها للاعتراض على عدم قيام الحكومة العراقية بالإصلاحات التي تعهدت بأن تجريها خلال مائة يوم من توليها السلطة، ولم تقم بشيء منها، فيما أكد ناشطون من الجالية أن المظاهرة التي ستقام أمام السفارة تواكب ثورة العراق التي يقولون إنها انطلقت منذ 25 فبراير. يشار إلى أن مهلة المائة يوم التي حددها رئيس الوزراء العراقي في فبراير/شباط الماضي لتقييم أداء وزارات حكومته انتهت الثلاثاء، وسط تلميحات من المالكي بعدم إجراء تغيير جذري على الوزارات إذا ما كان أداؤها ضعيفا. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه رغم وجود مؤشرات على التحسن مثل مشاريع شق الطرق وأنظمة الصرف الصحي، فإنه لم يقع اختراق تجاه بعض القضايا الجوهرية التي ما زالت عالقة وسط الاحتجاجات التي تندلع في أيام الجمع. وكان ينظر إلى المهلة حين إعلانها على أنها خطوة لإرغام الوزراء على تحقيق تقدم بعد أن شهدت البلاد غياب حكومة جديدة لأكثر من تسعة أشهر عقب انتخابات مارس/آذار 2010.