قال خبير الشئون العسكرية والاستراتيجية اللبناني إلياس حنا إن إسرائيل تواجه معضلة أساسية في الخيارات: هل تدخل قطاع غزة أم لا؟, وفي كلتا الحالتين ستكون خاسرة. وأشار حنا في تصريحات لقناة "الجزيرة" إلى ما اعتبره فشلا استخباراتيا كبيرا في إسرائيل إزاء الأنفاق في غزة والصواريخ التي دخلت القطاع، موضحا أن هناك قلقا استراتيجيا لدى الإسرائيليين يتعلق بكيفية إيقاف الحرب والطرف الذي يمكن الاتصال به من أجل هذا الغرض. واستشهد عشرات الفلسطينيين في مجزرة جديدة بمدينة رفح بعد انهيار الهدنة الإنسانية التي كان يفترض أن تسري ابتداء من صباح الجمعة في قطاع غزة لمدة 72 ساعة. وجاء انهيار الهدنة إثر خروقات إسرائيلية ردت عليها المقاومة بعملية شرقي رفح, قُتل فيها جنود إسرائيليون وأُسر جندي على الأرجح. وأفاد مراسل "الجزيرة" وائل الدحدوح باستشهاد 35 فلسطينيا وإصابة مائتين آخرين في قصف مدفعي وجوي إسرائيلي مكثف لرفح الفلسطينية, بينما أشار المراسل تامر المسحال إلى وجود جثث بالشوارع. ووصفت وزارة الصحة الفلسطينية ما حدث في رفح بأنها مجزرة جراء القصف الإسرائيلي لمنازل المدنيين. وجاء القصف الإسرائيلي العنيف في وقت كان فيه آلاف الفلسطينيين في الشوارع لتفقد منازلهم, ولاقتناء ما يحتاجونه. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الحكومة أبلغت رسميا الأممالمتحدة بانتهاء الهدنة الإنسانية, متهمة حركة حماس بخرقها. ومن جهته, قال جيش الاحتلال إنه يبحث احتمال أسر أحد جنوده في منطقة رفح, مضيفا أن البحث جار عنه. وبدأت الهدنة في الثامنة من صباح الجمعة بتوقيت القدسالمحتلة, لكن جيش الاحتلال سرعان ما خرقها عندما قصف عدة مناطق بينها الأطراف الشرقية لمدينة رفح, مما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين, قبل أن تتضاعف أعداد الشهداء في تلك المنطقة خلال بضع ساعات إلى العشرات. وكان مراسل "الجزيرة" أشار بعد سريان الهدنة مباشرة إلى خروقات إسرائيلية في المحور الشرقي لمدينة غزة. كما أعلنت الداخلية الفلسطينية في بيان أن جيش الاحتلال قصف بالمدفعية مناطق حدودية جنوبي قطاع غزة بعد سريان الهدنة في الثامنة من صباح اليوم بتوقيت القدسالمحتلة.