رأت صحيفة " وول ستريت جورنال " – الأمريكية – أنَّ دعوة الولاياتالمتحدةالأمريكية للبلدان العربية لبذل قصاري جهدها للتوسط لوقف إطلاق النار ما بين الكيان الصهيوني ،وحماس ،باتت تواجه الآن تحدي تحول المشهد السياسي في المنطقة الذي يجعل من الصعوبة بمكان عليها العثور علي من يقوم بدور الوسيط . وأوضحت أن توقع السلطات المصرية لرؤية حماس في موقف الضعيف ،بالإضافة إلي علاقاتها المتوترة مع غيرها من القوي الإقليمية مثل قطروتركيا كان نتيجته الخيار الأفضل أمام واشنطن للعب دور المفاوض أي مصر تنأي بنفسها بعيدًا عن الصراع . وأشارت إلي أنه طالما لعبت مصر دور الوسيط الفعَّال بالنسبة للفلسطنيين والضفة الغربية علي مدي عقود ؛ إلا أن الوضع قد تغير الآن بعدما وصل السيسي إلي سدة الحكم بسحق جماعة " الإخوان المسلمين" الحليف المقرب "لحماس". وتابعت أن السيسي لم يقل أي شىء يذكر بشأن الصراع في غزة .ففي البيان الصادر عن الرئاسة الأسبوع الماضي ، دعا إسرائيل إلي وقف القصف الجوي علي غزة ، وقال بإن مصر تُحمٍّل إسرائيل مسؤولية قتل المدنيين بوصفها قوة محتلة . وحاولت "الصحيفة الأمريكية" عقد مقارنة بين موقف السيسي ومرسي قائلة :" لقد حظي مرسي بإشادة دولية لما بذله لأجل وقف اطلاق النار ما بين حماس ، وإسرائيل في 2012 ، إلا أن محبته لحماس أثارت غضب الأجهزة الأمنية في مصر ، والتي تتفق وجهة نظرها مع الجانبين الأمريكي ، والإسرائيلي في اعتبار حماس منظمة إرهابية."
واستدركت القول بإنه منذ تمت الإطاحة بمرسي ،شهدت مصر تمردًا منخفض المستوي في منطقة شمال سيناء المتاخمة لغزة ،واتهمت السلطات المصرية حماس بدعم المقاتلين المستهدفين لقوات الجيش والشرطة هناك. ونفت حماس تلك الاتهامات الموجهة إليها بإنها قتلت العشرات من عناصر قوات الأمن المصريين . ونقلت عن الدكتور مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة قوله بإن :" حينما تدخل مرسي في 2012 ، كان هناك أخوة مع حماس ؛لكن الآن الموقف تغير كليًا : فالحكومة الحالية معادية لحماس وحكمها." ولفتت إلي أنه في يوم الجمعة ، أصدر وزير الخارجية المصري بيانًا معربًا فيه عن استيائه مما أسماه " العناد ،والتعنت" من قبل الجانبين الإسرائيلي والحمساوي تجاه دعوات مصر لتهدئة الأوضاع. ففي حين اتسمت التصريحات العلنية بالفتور ، فإن هناك القليل من الإلحاح الدبلوماسي خلف الأبواب المغلقة . قال مسؤول في مكتب السيسي بإنَّ مصر غير مستعدة لتقديم التنازلات التي ترغب فيها حماس لوقف إطلاق النار ، مثل فتح معبر رفح الحدودي المغلق في كثير من الأحيان ، وتطبيع العلاقات مع حماس بعدما تضررت بالإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي . وقال المسؤول :" نحن نشن حربًا علي الإرهاب في سيناء ، المدعوم جزئيًا من حماس."...ليس لدينا أية ضمانات من جانبهم(أي حماس) علي أية تعاون مشترك." ورأت "وول ستريت " أنَّ الخيارات الأخري المطروحة للعب دور المفاوض الإقليمي قليلة : فتركياوقطر البلدين اللذين دعتهما الولاياتالمتحدة من أجل التوسط الدولي ، قد أعربتاعن تضامنهما مع حماس ومن الممكن أن يمارسا نفوذهما لوضع نهاية للصواريخ التي تطلقها حماس؛ إلا أن هذه المِصداقية لا تمتد إلي إسرائيل , لقد توترت العلاقات الدبلوماسية التركية علي خلفية العدوان الذي شنته قوات الاحتلال علي سفينة الحرية التركية المُتجه إلي غزة والمحملة بالمساعدات الإنسانية في 2010 والتي أسفرت عن مقتل عشرة نشطاء أتراك . وأشارتْ إلي أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كان قد صرح الخميس بإن بلاده لن تُطبع العلاقات مع الجانب الإسرائيلي ؛حتي يتراجع عن عدوانه الأخير علي غزة. وفقًا لما صرحت به وسائل الاعلام التركية. ووصف لون ليئيل، المدير السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، الموقف التركي الداعم لحماس "بالمنحاز" . واعتبرت "الصحيفة الأمريكية " قطر داعم هام لحماس ؛إذ ساهمت الدولة الخليجية في دعم البنية التحتية في غزة بعد عدوان 2012 بما يقدر بنحو 450 مليون دولار .وبالرغم من أنَّ الدوحة سعت للتوسط للوصول الي اتفاق مُصالحة مع الفلسطينيين ؛إلا أن علاقاتها مع بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية "مترنحة"،علي حد وصف الصحيفة . ورجحت "وول ستريت "أنَّ جهود التوسط ستقودها بدرجة أكبر الموقف المصري الحالي تجاه تركياوقطر وفقًا لما قال به محللون . فاعتراض أنقرهوتركيا علي الإطاحة بمرسي واعتباره انقلابًا ومن ثمَّة اعتراضهم علي الطريقة التي وصل بها "السيسي" إلي سُدة الحكم ، دفعت مصر لخفض علاقاتها الدبلوماسية مع كلتا البلدين.