نقيب المحامين: أوهام "إسرائيل الكبرى" تعيد إحياء أطماع استعمارية بائدة    عميد كلية الصيدلة بجامعة الجلالة الأهلية تعلن عن مميزات برنامج "Pharm‐D"    وزير الخارجية: الحفاظ على الأمن المائي المصري لن يضر المصالح التنموية لدول حوض النيل    جولة ميدانية لرئيس شركة مياه الإسكندرية لمتابعة الأداء وتحسين مستوى الخدمات    وزير الخارجية يؤكد علي أهمية تعزيز التواجد الاقتصادي المصري في القارة الإفريقية    جيش الاحتلال: مستمرون في استخدام القوة لتفكيك سلاح حزب الله    البرهان متمسكا بدحر الدعم السريع: لا مهادنة ولا مصالحة    لقطات من وصول وسام أبو علي لأمريكا للانضمام لفريق كولومبوس كرو    الداخلية تكشف ملابسات فيديو لأشخاص مقيدة في سيارات نقل حال سيرها بالمنوفية    الحفاظ على النيل.. لقاء توعوي لذوي الهمم ضمن فعاليات قصور الثقافة    ناقدة فنية عن أزمة أحمد عبد العزيز مع معجب: الفنان ليس ملكية عامة بالكامل    نجاح جراحة نادرة لتركيب مفصل فخذ لمريض عمره 105 أعوام بمستشفى العجوزة    حالة الطقس غدا الجمعة 15-8-2025 في محافظة الفيوم    تأهل 4 مصريات لنهائي السيدات ببطولة العالم للخماسي الحديث تحت 15 عاما    السبت.. عرض أولى حلقات حكاية "بتوقيت 28" على dmc    السكة الحديد: خفض مؤقت لسرعات القطارات بسبب ارتفاع الحرارة    تسليم لجان امتحانات الدور الثاني بالثانوية العامة لرؤسائها استعدادًا لانطلاقها السبت    رسميًا.. جدول امتحانات الثانوية العامة الدور الثاني 2025 كامل pdf    وزير الإسكان: 18 و19 أغسطس الجاري..إجراء 3 قرعات علنية لتسكين المواطنين بأراضي توفيق الأوضاع بالعبور الجديدة    بماذا نأخذ سياسة هذه الجريدة؟    الزمالك يصرف مقدمات عقود لاعبيه للموسم الجديد ويعد بالانتظام في المستحقات    من مقاومة الاحتلال والملكية إلى بناء الإنسان والجمهورية الجديدة.. معارك التنوير مستمرة    25 ألف.. هل سيتم سحب فيلم "المشروع X"؟    عاجل.. الأهلي يتجه لطلب حكام أجانب لمباراته أمام بيراميدز بالدوري    اليوم.. آخر موعد لحجز شقق الإسكان الأخضر 2025 في 9 مدن جديدة (تفاصيل)    طريقة عمل الكيكة العادية فى البيت بمكونات اقتصادية    مستشفى صحة المرأة بجامعة أسيوط تنظم برنامجا تدريبيا عن معايير GAHAR للسلامة    قصور الثقافة بالمنيا تحتفي بوفاء النيل بعروض الفنون الشعبية    أسامة نبيه: حققنا مكاسب كثيرة من تجربة المغرب    الرقابة المالية تصدر معايير الملاءة المالية للشركات والجهات العاملة في أنشطة التمويل غير المصرفي    علشان يسرق فلوسه.. قليوبي ينهي حياة جاره المسن داخل منزله    إسرائيل تحذر لبنانيين من الاقتراب إلى مناطقهم الحدودية جنوب البلاد    بسبب خلافات أسرية.. الإعدام شنقاً للمتهم بقتل زوجته وإضرام النيران في مسكنهما بالشرقية    إي إف جي القابضة تواصل مسيرة النمو الاستثنائية بأداء قوي خلال الربع الثاني من عام 2025    الائتلاف المصري يستعد لمراقبة انتخابات الإعادة: خطط عمل وأدوات رصد للتنافسية داخل 5 محافظات    خارطة طريق للمؤسسات الصحفية والإعلامية    قرار قاسي في انتظاره.. تفاصيل عفو الزمالك عن فتوح وشرط جون إدوارد    «عيب يا كابتن».. هاني رمزي يرفض دفاع جمال عبدالحميد عن جماهير الزمالك في أزمة زيزو    عمر الشافعي سكرتيرًا عامًا وإيهاب مكاوي سكرتيرًا مساعدًا بجنوب سيناء    الليلة.. انطلاق فعاليات الدورة الثالثة من «مسرح الغرفة والفضاءات» بالإسكندرية    السيسي يوجّه بتحويل تراث الإذاعة والتلفزيون المصري إلى وسائط رقمية    ما حكم اللطم على الوجه.. وهل النبي أوصى بعدم الغضب؟.. أمين الفتوى يوضح    بيان رسمي.. توتنهام يدين العنصرية ضد تيل بعد خسارة السوبر الأوروبي    شقيقة زعيم كوريا الشمالية: لا نرغب فى تحسين العلاقة مع الجنوب.. وتنفي إزالة مكبرات الصوت    سعر الأسمنت اليوم الخميس 14- 8-2025.. بكم سعر الطن؟    «الأعلى للطاقة» يناقش توفير القدرة الكهربائية ل14 مشروعًا صناعيًا جديدًا    ضبط موظف بمستشفى لاختلاسه عقاقير طبية ب1.5 مليون جنيه    الداخلية تضبط عدة تشكيلات عصابية تخصصت في السرقات بالقاهرة    فرنسا ترسل تعزيزات لدعم إسبانيا في مكافحة الحرائق    رئيسة القومي للطفولة تزور الوادي الجديد لمتابعة الأنشطة المقدمة للأطفال    ريبيرو يراجع خطة مواجهة فاركو في المران الختامي للأهلي    مع اقتراب موعد المولد النبوي 2025.. رسائل وصور تهنئة مميزة ب«المناسبة العطرة»    100 منظمة دولية: إسرائيل رفضت طلباتنا لإدخال المساعدات إلى غزة    خالد الجندي: حببوا الشباب في صلاة الجمعة وهذه الآية رسالة لكل شيخ وداعية    «100 يوم صحة» تُقدم 45 مليونًا و470 ألف خدمة طبية مجانية في 29 يومًا    أدعية مستجابة للأحبة وقت الفجر    التايمز: بريطانيا تتخلى عن فكرة نشر قوات عسكرية فى أوكرانيا    في ميزان حسنات الدكتور علي المصيلحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات منسية من مجزرة "الحرس الجمهوري"
بعد مرور عام على أحداثها

الجيش فض الاعتصام لرغبته في نقل مرسى من دار الحرس .. والحصيلة 76ضحية بينهم خمسة أطفال

وساطات لقيادات أمنية قبل الفض بساعات لإنهاء الاعتصام.. والجيش وزع منشورات طمأنة صباحًا وخطط لفض الاعتصام مساءً

روايات مجندين شاركوا فى الفض تكشف توقيته وتكذب الداخلية.. و700 معتصم تم ترحيلهم لنيابات أمن الدولة

" ربنا لك الحمد".. هى آخر كلمات نطق بها ضحايا أحداث الحرس الجمهورى التى وقعت فجر يوم 8 يوليو 2013، والتي أسفرت عن سقوط نحو 80 قتيلاً أثناء صلاة الفجر ، بعد أن قاموا من الركوع في الركعة الثانية من الصلاة، ليفاجئوا بوابل من طلقات النار.. البداية كانت مع قيام الآلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي فى الزحف نحو مبنى دار الحرس الجمهوري بمدينة نصر للمطالبة بالإفراج عن الرئيس الذي كان وقتها محتجزًا داخل النادي، وعودته للحكم وظلت تلك التظاهرات سلمية طيلة 4 أيام لم يحدث فيها أي شكل من أشكال العنف .
فجر اليوم الخامس وبالتحديد يوم 8 يوليو فوجئ المتظاهرون بهجوم من قبل قوات الأمن وبمشاركة قوات الحرس الجمهوري، حسبما أظهرت مقاطع مصورة وشهود العيان ، ولم يشفع للضحايا حينها أنهم يؤدون صلاة الفجر فكانت الرصاصات فاصلا بينهم وبين الحياة الدنيا.
وكانت بداية التحرك مع وصول معلومات آنذاك لأنصار مرسي داخل اعتصام رابعة بأن الرئيس مرسى محتجز داخل دار الحرس الجمهوري من قبل قوات الجيش، الأمر الذي دفع المنصة وبالتحديد يوم 3 يوليو فى مطالبة أعداد كبيرة من المعتصمين فى الزحف نحو دار الحرس الجمهوري.
تخوف القوات المسلحة حينها من ضغط الجماهير الغفيرة التي تواصل اعتصامها أمام دار الحرس دفع الأمن للتعامل مع المتظاهرين بحكمه منذ اللحظات الأولى كما تركهم فى نصب منصة الحرس الجمهوري واستمرار الفعاليات المطالبة بتحرير مرسى وكانت تلك الفعاليات يقودها صفوت حجازي، ومحمد البلتاجي، أبرز قيادات الاعتصام.
رغب الجيش فى نقل مرسى لمكان آمن من ذلك، فقرر التخلص من جموع المتظاهرين ليبدأ يوم 6 يوليو فى مخاطبتهم، بنقل الاعتصام لحيوية المنطقة وخطورتها، وكانت وسائل الضغط توسيط قيادات أمنية للحديث مع البلتاجى وحجازى بصرف المتظاهرين، كما تم إلقاء منشورات على المتظاهرين لإخبارهم أن "الجيش والشعب أيد واحدة" وأن عليهم الاستماع للأوامر .
لكن أنصار مرسي لم يتراجعوا عن موقفهم، وإزاء هذا الإصرار، تحرك الجيش لاستخدام آخر الورقات وهى فض الاعتصام باستخدام قوات الأمن المركزي، واختيرت ساعة الفض مع حلول فجر يوم الثامن من يوليو لتستمر عدة ساعات وسط إطلاق الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش والرصاص الحى ليسقط بسببها قرابة 76 ضحية وحوالى 435 مصابًا .
أثبتت التحقيقات التى أجرها الجيش بعدها أن هناك هجومًا دبر من قبل المعتصمين، الأمر الذى رفضوه بشدة.
وكان لتلك الأحداث واقعها الأليم على أنصار "الشرعية" الذين ظلوا ينددون ببشاعة الجريمة، لتظهر "شارة رابعة" كرمز لاستمرار اعتصامهم، حينما قام مدنى برفعها عقب رصاصة حية فى ساقه اليمنى فى أحداث الحرس الجمهورى، وفى هذا اليوم اضطر للجلوس على كرسى متحرك بسبب إصابته فى ساقه، وعند تصويره كأحد المصابين فى المجزرة أشار بعلامة رابعة العدوية .
76 ضحية بينهم 5 أطفال.. والفاعل مجهول.. منظمات حقوقية: الجريمة موثقة ولم يحاكم أحد
عام على مجزرة الحرس الجمهورى راح ضحيته ما يقرب من 76 مواطنًا وأصيب أكثر من 435 آخرين ارتكبها الجيش المصرى بحق معتصمين اعترضوا على عزل رئيسهم محمد مرسى على يد القوات المسلحة 3 يوليو.
سقط فى أحداث الحرس الجمهورى والهجوم الذى شنته قوات الأمن وبمشاركة قوات من الحرس الجمهورى قرابة 76 ضحية بينهم 5 أطفال وكان أبرز من سقطوا فى تلك الأحداث الدكتور ياسر طه عضو هيئة التدريس بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة وعدى حاتم طالب بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة وعلاء أمين طالب بكلية الطب جامعة الأزهر بأسيوط وخالد سعيد طالب بكلية هندسه جامعة الأزهر بالقاهرة كما سقط المصور أحمد عاصم لم يكونوا هؤلاء هم الضحايا فقط بل كانت هناك عشرات أخرى سقطت فى تلك الأحداث، حقوقيون أكدوا أن ملف مجزرة الحرس الجمهورى موثق من الألف إلى الياء عبر صور وفيديوهات ووثائق ومستندات ولكن لم يتم فتح أى تحقيق فى الحادث حتى الآن، مؤكدين أنهم سينتظرون سقوط الانقلاب لفتح الملفات بحسب قولهم.
قال خالد المصرى "الأمين العام للمركز الوطنى للدفاع عن الحريات"، إن قضية الحرس الجمهورى تم حفظها فى الأدراج ولم ينظر فيها القضاء المصرى بعد كغيرها من المجازر البشرية التى وقعت على يد الانقلاب العسكرى ولم يبت فيها حتى الآن.
وأضاف المصرى ل"المصريون" أن جميع الحالات موثقة ولكن تنتظر القضاء العادل للتحقيق فيها، موضحًا أن مصابى الحرس الجمهورى معتقلين حتى الآن بالسجون المصرية مشيرًا إلى أن الأمل مفقود فى فتح هذا الملف إلا بعد ثورة تطيح بهذا النظام الدموى بحسب قوله.
وتابع المصرى قائلاً "لو كان هناك إنصاف من أقرب المؤسسات دفاعًا عن المظلومين وتعتبر نفسها سلطة رابعة لنقل الحقيقة قاصدًا نقابة الصحفيين كانت حققت فى مقتل المصور الصحفى أحمد عاصم الذى تعمد الإعلام أن يغض الطرف عن مقتله.
وأوضح أن كل المجازر التى ارتكبت منذ 30 يونيو كالحرس الجمهوري، وفض اعتصامى رابعة والنهضة، وأحداث رمسيس وأحداث ذكرى ثورة 25 يناير، كلها تم توثيقها بالصور الفيديوهات والوثائق والمستندات وتنتظر ثورة جديدة لبدأ التحقيق فيها.
أيده فى الرأى عمرو عبد الهادي، المتحدث باسم جبهة الضمير، الذى قال إن جميع المجازر التى وقعت موكل لها محامين محليين ودوليين وأن المراكز الإسلاميين يتحركون بجدية لفضح انتهاكات الانقلاب بالطرق الجدية.
مؤكدًا ل"المصريون"، أن حقوق الشهداء لن تضيع هدرًا وسيقتصون لهم بعد زوال الانقلاب، لافتًا إلى أن مجزرة رابعة العدوية أصبحت رمزًا عالميًا قائلاً: حقوق الشهداء وزويهم قادمة لا محال بعد زوال الانقلاب".
فيما أكد خالد سعيد رئيس الجبهة السلفية والقيادى بتحالف دعم الشرعية، إن أحداث فض الاعتصام أمام دار الحرس الجمهورى «تمت تحت ستار كثيف من الغاز المسيل للدموع حول المعتصمين الذين كانوا ينهون الركعة الثانية من صلاة الفجر»، مشيرًا إلى أن المستشفى استقبل مئات الحالات المصابة بطلقات من أسلحة آلية وخرطوش ورصاص قناصة ومقذوفات لم نتبين نوع السلاح الذى استخدم به.
وقال إن أغلب الحالات مصابة بطلقات نافذة فى الصدر والظهر والرأس والحوض، مؤكدًا أن التعامل الأمنى مع المتظاهرين جاء فضحية أمام العالم بأثره.
وتابع أن الاعتداء بدء من قبل قوات الأمن بشهادة السكان وبعض الجنود أيضًا، ولم يكن مع المتظاهرين أى أسلحة تذكر ، لأنها كانت المرة الأولى التى يعتدى فيها الأمن على المتظاهرين بهذه الوحشية، مشيرًا إلى أنه بعد مرور عام من الحادثة إلا أن التظاهرات لن تتوقف والشهداء لم ينسوا .
شهادات المصابين: الفض فى الركعة الثانية من صلاة الفجر .. و700 مختطف من أمن الدولة
مر عام على الواقعة ولم ينس المشاركون مأساتها، وروايتها وكأنها أمام أعينهم خاصة أنها الأولى بعد أحداث 30 يونيو التى عزل مرسي، حيث تعددت الروايات والحصيلة واحدة .
محمد سراج طالب بكلية هندسة، يحكى أنهم كانوا فى الركعة الثانية من صلاة الفجر ليستمعوا لنداءات استغاثة مما دفع الإمام لإنهاء صلاته مكملاً " وجدنا عددًا كبيرًا من عربات الشرطة والحرس الجمهورى وقاموا بضرب غاز مسيل للدموع بكثافة".
وأوضح سراج، أن الجيش والشرطة كانا جنبًا إلى جنب والشرطة أطلقت الغاز بكثافة فيما قامت قوات الجيش بإطلاق الرصاص الحى، مؤكدًا أن ضغوطًا كبيرة مورست من أجل فض الاعتصام حتى يتم نقل الرئيس مرسى من محتجزه، ووصف سراج مشهد الفض قائلاً إن السيدات كانت فى آخر صف وظهرهن خلال الصلاة للحرس الجمهورى ليتم حصارهن من قبل الجيش والشرطة فى شارع الطيران، مؤكدًا أن الشرطة والجيش قتلا سويا المصلين فى الركعة الثانية كما قاما باعتقال حوالى 700 معتصم و تم ترحيلهم إلى أمن الدولة .
ويقول أحمد الديب - وهو أحد المعتصمين الذين اختبأوا فى إحدى الشقق السكنية بمساكن العبور –لم نهاجم الحرس كما تدَّعى وسائل الإعلام، و كان من الأولى إن كانت هناك نية للهجوم حقًّا لفعلوا ذلك بعد صلاة العشاء مثلاً حيث تكون الحشود هائلة.
وأضاف الديب، أن أحد زملائه أيقظه لصلاة الفجر، وذهب وتوضأ ثم اتجه للصلاة أمام الحرس الجمهوري، وأثناء الصلاة فى الركعة الثانية أنهى الإمام قنوته، وبعدها انهال الضرب من اتجاه صلاح سالم ويوسف عباس ونادى الحرس الجمهوري.
وتابع "بدأت قنابل الغاز.. ولم نكن ندرى أين نذهب، فنحن محاصرون بضرب الخرطوش والآلى والرصاص الحى من كل اتجاه بدون حرمة للنساء ولا الأطفال، وسقط عدد كبير من القتلى من الأطفال والنساء وكبار السن، وسقط عدد ضخم من الإصابات والإغماءات.. اختبأت فى إحدى العمارات وهرع عدد من المتظاهرين معي، واختبأنا، وعدد كبير من النساء دخلوا إحدى الشقق وأغلقنا عليهن.. ولم أعلم مصيرهن بعد، وهجم الأمن والجيش على العمارة، واعتقلوا كل من صعد إليها، ولكن حمانى الله عندما فتح أحد السكان شقته لى وانقطعت علاقتى بالشارع حتى الظهر".
راويات وحكايات لأول مرة بعد مرور عام عليها
مجند جيش: بدأنا الضرب والمسألة لنا كانت حياة أو موت .. الأهالى: الأمن تعمد الضرب أثناء الصلاة.. والمتظاهرون كانوا سلميين
توصلت " المصريون " إلى روايات عفا عليها الزمن حاكها مجندون جيش شاركوا فى عملية الفض، فيما يروى أهالى المنطقة ملابسات توقيت الفض وأعداد الضحايا . فالمشاركون وأهالى المنطقة يؤكدون أن الأمن بدأ بالاعتداء أثناء الصلاة، وأنهم تعاملوا بوحشية تجاه المتظاهرين، والداخلية تتدعى أنها كانت تدافع عن نفسها وعن وحدتها الشرطية، وتبقى الحقيقة حائرة بينهم.
المجند "م ف ش" من جنود تأمين الحرس الجمهورى وأحد المشاركين فى فض التظاهرة أكد أنه كانت لديهم معلومات ببدء الهجوم أثناء الصلاة وتحديدًا فى الركعة الثانية كما تنفذ حينها. وقال المجند إن التعليمات كانت التعامل مع المتظاهرين بالرصاص الحى مباشرة قبل التحذير أو استخدام وسائل تدريجية، كما هو المتبع فى فض أى تظاهرة .
وأضاف المجند، كانت لدينا توجهات بالضرب فى المليان ومعاقبة كل من يخالف الأوامر ،وكانت هذه المواجهة لقوات الأمن حياة أو موت، خاصة بعدما ترددت أنباء بقوة عن احتجاز الرئيس المعزول فى نادى الحرس الجمهورى قبل نقله لوزارة الدفاع ومنها للإسكندرية، خاصة بعد دعوات الإخوان بالهجوم و تهريب مرسى من النادي.
وتابع أن المتظاهرين كانوا يملكون أسلحة ولكنها بدائية وقليلة مع بعض الإفراد، والتى لم تستخدم إلا بعد أن أطلقت النيران من قبل قوات الأمن، مشيرًا إلى أن الأحداث بدأت قبل الفجر؛ حيث جاءت مجموعة من المعتصمين، وأضاف المجند ''تعيين الجنود (الطعام) لم نتناوله ورُمى على الأرض، مشيراً إلى أنهم يعيشون أوضاعًا صعبة بسبب المناوشات الممتدة منذ يوم الجمعة الماضي.
وأكد ''طالبنا المعتصمين بالابتعاد عن الدار، وقمنا بواجبنا المكلفين به لأن العنف بدأ من ناحيتهم''.ولفت إلى أن الجيش ألقى القبض على عدد كبير من المتظاهرين بعد العثور على أسلحة وتمت مطاردتهم حتى منتصف شارع الطيران وعبر نفق صلاح سالم حين هرب كثيرون بعد بدء الاشتباكات.
أما روايات شهود العيان من قلب الحدث فتؤكد أيضًا اعتداء الأمن أولاً بوابل من طلقات الرصاص الحى، والقنابل المسلية للدموع إثناء الصلاة من سكان العمارات المقابلة للحرس الجمهوري.
وذكر محمد ثابت - وهو عامل فى جراج إحدى عمارات مساكن العبور - أن قوات الجيش والشرطة فتحت النار دون سابق إنذار، مضيفًا أنهم تعرضوا لإطلاق قنابل الغاز أيضًا، ما أدى إلى اختناق أطفاله واستيقاظهم مذعورين.
وقال ثابت، إنه رأى بعض المعتصمين قد دخلوا الجراج للاحتماء به، كما اختبأ بعض منهم تحت السيارات إلا أن الشرطة العسكرية لاحقتهم وقبضت عليهم، لافتًا إلى أنهم اعتبروه ضمن المعتصمين وانهالوا عليهم بالضرب والسباب، إلى أن تعرف عليه بعض الضباط والجنود من الحرس الجمهورى الذين يعرفونه فأخلوا سبيله.
وروى عامل أمن، فى مكتب محاسبة فى المساكن يدعى أحمد همام، أنه كان يصلى الفجر مع المعتصمين أمام الحرس الجمهوري، وأن الجيش والشرطة قد أطلقا الرصاص والقنابل المسيلة للدموع فجأة دون سابق إنذار، مضيفًا أن المعتصمين هربوا إلى العمارات السكنية، إلا أن الشرطة ومباحث أمن الدولة لاحقوهم، مضيفًا أنه أدخل بعض النساء والأطفال والشباب داخل الشقة حتى وصل عددهم إلى 40 شخصًا، كانت منهم عضوة بمجلس الشعب المنحل عن الحرية والعدالة.
وذكر همام، أن الشرطة هددتهم بإطلاق الرصاص إن لم يخرج من عندهم، لافتًا إلى أن البعض قد استجاب وبرغم ذلك أطلقوا الرصاص داخل العمارة التى يعمل بها.
وأضاف همام: "استمر المعتصمون فى الاختباء عندى إلى الساعة 12 ظهرًا، وبدأت بعد ذلك فى إخراجهم واحد تلو الآخر؛ لأن الشرطة العسكرية ومباحث أمن الدولة يملأون الشوارع المحيطة بالحرس".
ومن جهته، روى الدكتور محمود سليمان - أحد السكان بالعمارة المقابلة للحرس الجمهورى - أنه قد استيقظ عقب الفجر مباشرة على صوت الرصاص والمروحيات واختناق جراء إلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع، رغم أن زجاج شقته كان مغلقًا، مضيفًا أنه رأى من خلف الزجاج الجيش والمدرعات تجاه المتظاهرين وقاموا بحرق خيامهم ويصطحبون بعض الشباب يرتدون زيًّا مدنيًّا.
وأضاف الدكتور سليمان، أنه بعد مرور خمس دقائق على سماعه صوت الرصاص دق جرس باب شقته؛ إذ وجد ثلاثة من الشباب يطلبون مساعدته؛ حيث إن الجيش والشرطة يلاحقونهم، مضيفًا أنه أدخلهم إلى شقته. وذكر سليمان، أن الشرطة داهمت العمارات، وبدأت فى إطلاق الرصاص داخل كل طوابق العمارة وهددوا السكان، ودقوا الأبواب بقوة حتى أنهم كسروا باب إحدى الشقق السكنية لأن صاحبها لم يفتح، ولم يكن موجودًا فيها بالأصل.
وأضاف الطبيب: "وقاموا بكسر باب إحدى الشقق لأن صاحبها لم يفتح لهم لأنه لم يكن فيها أحد من الأساس".وتابع: "أعتقد أن الشرطة العسكرية ضربت النار على بعض المتظاهرين الذين كانوا يحتمون بعمارتنا.. ضرب النار من قبل الجيش والشرطة استمر لنحو ساعة كاملة وطائرة الهليكوبتر كانت تحلق فى الجو لكشف ما يحدث". وأكد سليمان أن سيارات الإسعاف لم تكن موجودة طوال الساعة، وجاءت بعدما انتهى ضرب النار لحمل الجثث من الشوارع ومن العمارات".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.