يبدو أن كافة الخيارات أمام إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمنع سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مزيد من الأراضي داخل العراق, تكاد تكون "متأخرة وعديمة الجدوى". وأوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها في 20 يونيو أن الولاياتالمتحدة تلمح لضرورة رحيل رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي من منصبه، وأن البيت الأبيض مقتنع بأن من هذا "القائد الشيعي" غير قادر على التصالح مع "السنة", من أجل استقرار الساحة السياسية المضطربة في العراق. وأضافت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تريد من الأحزاب السياسية في العراق تشكيل حكومة جديدة بدون المالكي الذي يحاول تجميع ائتلاف حاكم في أعقاب الانتخابات التي شهدها العراق نهاية إبريل الماضي. وتابعت أن الحكومة الجديدة, التي تريدها واشنطن في بغداد تشمل "السنة" والأكراد، مما قد يؤدي إلى وقف دعم "السنة" لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وبالتالي توحيد العراق ومنع انزلاقه إلى الانقسام الطائفي، إلا أن أوباما فوجئ برفض المالكي تقديم استقالته, خاصة بعد أن حول الأزمة إلى صراع طائفي, عبر إقناع الشيعة بأن هناك خطرا داهما يتهددهم, وأنه الوحيد القادر على حمايتهم. وبدورها, نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا للكاتب إي جاي دايون في 20 يونيو أشار فيه إلى أن الولاياتالمتحدة تواجه تناقضات في الشرق الأوسط، ومن بينها سعي واشنطن للتحالف مع طهران بشأن الأزمة بالعراق, في مقابل كون إيرانوالولاياتالمتحدة على طرفي نقيض بالنسبة لما يجري في سوريا. وأضاف أن من بين المتناقضات الأخرى, التي تواجهها واشنطن في العراق, ما يتمثل في سعيها لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة في مقابل ضغطها على المالكي ليوقف انتهاج سياسات ضد "السنة" في البلاد. وفي تقرير منفصل، نسبت الصحيفة إلى رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي قوله إن آلاف المستشارين العسكريين الأميركيين يعجزون عن منع حدوث الفوضى التي تسبب بها القادة العراقيون السياسيون في العراق، منحيا باللائمة على الحكومة العراقية لعدم قيامها بمسؤولياتها. ومن جانبها، نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية مقالا للكاتب آر إيميت تيريل في 20 يونيو انتقد فيه سياسة أوباما إزاء الأزمة في العراق، موضحا أنها تتسم بالتردد وتمثل استراتيجية انهزامية. وأشارت الصحيفة في تقرير منفصل إلى أن الجنرال الأميركي المتقاعد ديفد بترايوس حذر من تحول الولاياتالمتحدة إلى قوة جوية لمساندة المالكي في ضرب تنظيم الدولة، وأن الجنرال دعا واشنطن لتوخي الحذر إذا أرادت التدخل العسكري في العراق بما في ذلك الضربات الجوية. وعودة إلى تصريحات ديمبسي، فقد نسبت "واشنطن تايمز" إليه القول إن فرقتين عسكريتين عراقيتين "ذابتا" أمام زحف مسلحي داعش في شمال العراق, وإنه أوضح أمام الكونجرس أن حوالي ستين ألفا من الجيش العراقي, الذين سبق أن تدربوا على أيدٍ أميركية, فروا أمام المسلحين "المتطرفين"، بل وفجر مفاجأة مفادها أن بعضهم انشقوا, وانضموا إلى المسلحين أنفسهم. وفي السياق ذاته, قالت صحيفة "كريسيتان ساينس مونيتور" الأمريكية في تقرير لها في 20 يونيو إن "المقاتلين السنة", الذين سبق أن وقفوا مع الولاياتالمتحدة ضد "الجهاديين" يشعرون بأن المالكي قد "خانهم"، مضيفة أن لدى "المقاتلين السنة", أيضا مخاوف من زحف تنظيم الدولة في العراق. كما نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" مقالا للكاتب ماكس بوت في 20 يونيو أشار فيه إلى أن خيارات واشنطن في العراق سيئة في مجملها، وأن من بينها ثلاثة تتمثل في توجيه ضربات جوية دون جنود أميركيين على أرض العراق، أو التحالف مع إيران لمواجهة تنظيم الدولة، أو تقسيم العراق ثلاث دويلات، للشيعة والسنة والأكراد. ومن جانبها، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" أيضا مقالا للكاتب نيكولاس كريستوف في 20 يونيو وصف فيه ما يشهده العراق في الوقت الراهن بأنه يشبه ما شهدته البلاد إبان الغزو في 2003، مشيرا إلى أن العراق نفسه والولاياتالمتحدة والغرب تكبدوا خسائر فادحة في العقد الماضي، وحذر الكاتب من أن التدخل العسكري في العراق قد يزيد من تعقيد الأزمة برمتها. وأشارت الصحيفة في تقرير منفصل أيضا إلى أن الجنرال الأميركي المتقاعد ديفيد بترايوس حذر من تحول الولاياتالمتحدة إلى قوة جوية لمساندة المالكي في ضرب