مصر الحديثة والتي نعرف وزنها اقليميا ودوليا.. هي هبة "الشللية" وحاملي"الحقائب" والتخديم على أحذية الباشاوات! دبي.. الإمارات على سبيل المثال باتت تحت هيمنة "زويل" و"شلته".. لا نسمع في دبي إلا أصوات "شلة زويل" والذي جعل من سكرتيره الخاص محاضرا في دبي يلقي على الإماراتيين محاضرات في "العلوم السياسية"! زويل حضر أثناء الثورة.. ولم ينزل إلى الميدان إلا دقائق لزوم المنظرة.. فيما عقد مؤتمراته "النضالية" في فندق "ماريوت " الأسطوري.. طمع الرجل في منصب الرئاسة.. وبعد التعديلات الدستورية التي حرمته من المقعد الرفيع.. فص ملح وذاب.. لم نسمع له حسا، ولا يزال البحث عنه جاريا.. وترك لسكرتيره الصحفي مهمة الترشح بدلا منه على مقعد رئاسة الجمهورية ! فارق كبير بين "شلة" زويل.. و"جماعة" البرادعي.. الأول تجمعهم "السبوبة" باجماع ..والثانية تجمعهم "السياسة" قد يتفقوا او يختلفوا معه.. والشللية لم تعد حصرا على تيار سياسي معين، فالكل في "الشللية" سواء.. والأخيرة مثلها مثل "التوريث".. الثورة اسقطت توريث الحكم.. غير أنهما حتى الآن تغض الطرف عن توريث الوظائف.. والمنصات وشاشات الفضائيات.. ستجد على سبيل المثال شاعرا كبيرا ابنته وقد تكون محدودة الخبرات مهنيا صحفية في جريدة "صديق الأب".. ومذيعة أيضا في فضائية "حبيب الوالد"!.. أو سياسي "رئيس حزب" يصنع في النهار من ابنه نجما سياسيا باعتباره "صانع الثورة".. وفي الليل مقدم برامج في إحدى العشوائيات الفضائية.. المسألة هنا أيضا تنسحب على كل المهن : سقط الوريث الأكبر وظل "الورثة" الصغار يتناوبون على الوظائف ذات المكانة الاجتماعية، ببركة نفوذ الوالد في مؤسسات الدولة! "التكويش" يظل هو المكمل لهذه الثلاثية.. السادة المناضلون لا يكتفون بمنصب واحد، وإنما مثنى وثلاث ورباع وأخرى "محظيات".. فهو رئيس تحرير ومستشار إعلامي ومقدم برامج على فضائية أو يملك واحدة منها.. وضيف على كل برامج التوك شو.. وكأن مصر بلد خالية من السكان ولا يوجد بها إلا "التكويشيون" وحسب.. وهي ظاهرة لا توجد مطلقا إلا في بلدنا الجميل.. والذي بات مصدرا لتصدير هذا "المنتج" الفريد إلى الفضائيات الشقيقة خارج مصر! هذه الظاهرة سيظل مستقبلها مرهونا، بالمستقبل السياسي للبلد في المستقبل القريب، أي بوجود برلمان وحكومة ورئيس منتخب.. ولعل القتال الشرس الذي يخوضه "الشلليون" و"التوريثيون" والتكويشيون" في كل وسائل الإعلام المملوكة للصوص المال العام، من أجل تأجيل الانتخابات وحرمان الشعب من كتابة الدستور.. يأتي في هذا السياق: الحرب من أجل البقاء على عروش اللصوصية والحفاظ على مكاسب ما قبل سقوط الطاغية. [email protected]