أجبرت المجموعات المسلحة القوات العراقية مجددًا على إخلاء بعض مقارها، ونجحت في السيطرة على مناطق عدة في البلاد، وسط اتهامات للحكومة والجيش، بالتقصير والإهمال. وبعد أن سقطت مدينة الموصل في محافظة نينوى بيد المسلحين، قالت مصادر أمنية ومحلية ل"سكاي نيوز"، إن المحافظة برمتها باتت تحت سيطرة هؤلاء، بالإضافة إلى مناطق أخرى من محافظتي صلاح الدين وكركوك. وغداة هذا الانهيار الأمني، الذي دفع ببعض المسئولين العراقيين لتحميل الحكومة والقيادات العسكرية المسؤولية، انسحبت قوات من الجيش من محيط مدينة الفلوجة التي تخضع منذ أسابيع لسيطرة المسلحين. وقال مصدر في قيادة عمليات الأنبار، إن الجيش نقل معظم آلياته من معسكر الحبانية غرب الفلوجة، إثر ورود معلومات استخبارية بشأن عزم المسلحين اقتحامه والسيطرة عليه. كما انسحبت القوات العسكرية من معسكري "طارق" و"المزرعة" في محيط الفلوجة تحسبًا لهجوم محتمل من قبل المجموعات المسلحة التي يعتقد أنها تنتمي إلى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وفي محافظة صلاح الدين، قالت مصادر أمنية ل"العربية نت" إن مجموعة مسلحة تقدمت صوب بيجي، وأشعلوا النار في محكمة ومركز للشرطة، بالتزامن مع انسحاب الحراس المكلفين حماية المصفاة النفطية في المدينة. وأفاد مصدر أمني أن قوات الأمن تمكنت من طرد الجماعات المسلحة من "بيجي" عقب السيطرة المؤقتة لهم على القضاء وذلك في عملية أمنية سريعة. ويبدو أن إعلان الحكومة "حالة النفير العام" لم يحل دون استمرار الجيش في الانسحاب من المناطق الساخنة، في خطوة اعتبرها كل من رئيس البرلمان ونائب رئيس الحكومة تخلي عن مهامها بالدفاع عن البلاد. وكان رئيس مجلس النواب العراقي، أسامة النجيفي، قد اتهم القيادات العسكرية في الموصل بالتخلي "عن واجبها في الدفاع" عن الموصل، واستغرب "هروب الجيش من المدينة" وتركها تحت رحمة "الإرهاب". في المقابل، أعلن رئيس الوزراء، نوري المالكي، "النفير العام"، إلا أن ذلك لم يحل دون استمرار المسلحين في السيطرة على مزيد المناطق وسط حال نزوح كثيف للمدنيين إلى إقليم كردستان العراقي سكاي نيوز وكشفت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 500 ألف مدني فروا من الموصل، في وقت أمرت وزارة الداخلية بكردستان تسهيل دخول المدنيين إلى أراضي الإقليم، وفقًا لوكالة أنباء الشرق الأوسط. وإزاء توسع رقعة الأراضي التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة، اعتبرت الولاياتالمتحدة أن مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" باتوا يهددون منطقة الشرق الأوسط بأسرها. وقال شهود عيان في المدينة إن مجموعات من المسلحين الذين ارتدى بعضهم زياً عسكرياً، فيما ارتدى آخرون ملابس سوداء من دون أن يغطوا وجوههم ينتشرون قرب المصارف والدوائر الحكومية ويتواجدون داخل مقر مجلس المحافظة. ونقل عن شهود عيان قولهم إن التنظيم حذر السكان من لفظ كلمة داعش، وتوعد المخالفين بالجلد. وأضاف الشهود أن الهدوء يسيطر على شوارع الموصل (350 كلم شمال بغداد) التي أغلقت فيها المحال أبوابها، وأن المقاتلين الذين يحكمون سيطرتهم عليها يتجولون بسياراتهم المكشوفة ويدعون عبر مكبرات الصوت الموظفين الحكوميين للتوجه إلى دوائرهم.